أثار عزم لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي التصويت على مشروع قانون يتعامل مع الأكراد والسنة في العراق كـ "بلدين"، غضبا واسعا لدى الأوساط العراقية.


ورفضت الحكومة العراقية الأربعاء 29 أبريل/نيسان على لسان رئيسها حيدر العبادي مشروع القانون الأمريكي المقترح لتسليح البيشمركة والعشائر السنية بمعزل عن بغداد.

ونشر مكتب العبادي بيانا جاء فيه إن "التعامل مع الحكومة العراقية كان ومازال واضحا ضمن احترام السيادة العراقية وهو ما وضعته الحكومة ضمن ثوابتها وتاكيداتها المستمرة في مباحثاتها مع هذه الدول"، متابعا "نؤكد أن أي تسليح لن يتم إلا عن طريق الحكومة العراقية وفقا لما تضعه من خطط عسكرية".


ومن المقرر أن تصوت اللجنة في وقت لاحق الأربعاء على مشروع قانون قدمه عضو الكونغرس ماك ثوربيري يتعامل مع "البيشمركة والفصائل السنية المسلحة في العراق" كبلدين، حتى لو كان ذلك من دون مواقفة حكومة بغداد، بهدف تقديم مساعدات عسكرية أمريكية مباشرة للطرفين.


ويفرض مشروع القانون على الحكومة العراقية شروطا مقابل تخصيص مساعدات بقيمة 715 مليون دولار من ميزانية البنتاغون للعام 2016، لدعم الجيش العراقي في معركته على "داعش". 


القوات العراقية اثناء توجهها لمحاربة "داعش"
 
القوات العراقية اثناء توجهها لمحاربة "داعش"

ومن هذه الشروط أن تعطي الحكومة العراقية للأقليات "غير الشيعية" دورا في قيادة البلاد خلال ثلاثة أشهر بعد إقرار القانون وأن تنهي بغداد دعمها للميليشيات، وإذا لم تلتزم بالشروط تجمد 75 في المئة من المساعدات لبغداد، ويرسل أكثر من 60 في المئة منها مباشرة للأكراد والسنة.


الصدر يهدد بضرب المصالح الأمريكية


وجاءت أقوى ردود الأفعال من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي اعتبر المشروع الأمريكي "بداية للتقسيم العلني" للعراق، داعيا إلى رد "حكومي صارم وبرلماني حاسم" ضد هذا القرار.


وهدد الصدر برفع التجميد عن "الجناح العسكري المتخصص بالجانب الأمريكي" وضرب مصالح الولايات المتحدة في العراق وخارجه في حال تم إصدار القرار.


السيد مقتدى الصدر

AFP
السيد مقتدى الصدر

وقال الصدر إن "على الشعب العراقي حماية أرضه وطوائفه من خلال بيان رفضه وشجبه فإن الشعب ملزم بذلك وإلا وقعت الطامة الكبرى".


من جانبها أكدت النائب عالية نصيف، أن المشروع الأمريكي يمس سيادة العراق ويخرق الأعراف الدولية، مشيرة إلى أن "الحكومة الأمريكية دائما تبين أمام العالم بأنها داعمة للأجواء الديمقراطية بالعراق".


وتابعت نصيف "حتى الأمم المتحدة لا تطرح موضوعا مثل هذا بأن تكون هناك منحة أو مساعدة مالية تقسم على أساس سنة وشيعة وكرد".

عودة إلى خطة بايدن إنشاء الأقاليم الثلاثة


وكان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد في عدة مناسبات دعمه لخطة تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي: للشيعة والسنة والأكراد.

واقترح بايدن في مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست" في أغسطس/ آب 2014، إنشاء "نظام فيدرالي فعال" كوسيلة لتجاوز الانقسامات في العراق.



جو بايدن



Reuters جو بايدن


واعتبر أن ذلك "سيؤمن تقاسما عادلا للعائدات بين كل الأقاليم ويسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محليا مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن ومنع تمدد تنظيم الدولة الإسلامية".


سفارة واشنطن في بغداد تسعى لتدارك الموقف


وبعد أن تسبب مشروع القانون بردود أفعال عراقية غاضبة، أصدرت السفارة الأميركية في بغداد بيانا الأربعاء، شددت فيه على أن سياسة الولايات المتحدة إزاء العراق لم تتغير.


وأكدت السفارة في البيان أن إدارة الرئيس باراك أوباما تدعم وتؤيد "عراقا موحدا"، وأن الدعم والمساعدات والمعدات العسكرية المقدمة من الحكومة الأمريكية تسلم للحكومة العراقية في بغداد وقوات الأمن العراقية.




السفارة الأمريكية في بغداد
 السفارة الأمريكية في بغداد


وأشارت إلى أن مشروع القانون الذي قدمه عضو الكونغرس ماك ثوربيري لا يستند إلى أية قوانين، ولا يعكس سياسة ومواقف الولايات المتحدة.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.