وجهت وحدات الحماية الكردية في سوريا اتهاما لتركيا السبت 1 أغسطس/آب باستهداف مواقعها 4 مرات على الأقل خلال الأسبوع الماضي في هجمات وصفتها بـ"الاستفزازية والعدائية".


وكانت وحدات الحماية الكردية التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا اتهمت الأحد الماضي الجيش التركي بقصف مواقعها عبر الحدود، وجددت هذا الاتهام السبت في بيان على موقعها الإلكتروني أشارت فيه أيضا إلى رصد طائرات تركية فوق شمال سوريا.


وأكدت وحدات الحماية الكردية أن لا صلة لها بالعنف بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، مضيفة "نعتبر تحركات الدولة التركية هذه تحركات استفزازية وعدائية ... كما ندعو شركاءنا في التحالف الدولي ضد داعش أيضا بتوضيح موقفهم تجاه هذه التحركات".


وقال هذا الفصيل الكردي السوري الرئيس إن الدبابات التركية قصفت موقعا تستخدمه قواته ومجموعة مسلحة سورية في قرية زور مغار إلى الغرب من عين العرب "كوباني" يوم 24 يوليو ما أسفر عن إصابة 4 مقاتلين وعدد من المدنيين، مشيرة إلى أن الجيش التركي أطلق النار في حادثة أخرى على سيارة تابعة لقواته للوحدات في قرية تل فندر إلى الغرب من مدينة تل أبيض القريبة من أحد المعابر الحدودية مع تركيا.


عناصر من وحدات الحماية الكردية قرب معبر حدودي تركي

Reuters
عناصر من وحدات الحماية الكردية قرب معبر حدودي تركي

وبالمقابل، نفت أنقرة هذه الاتهامات، حيث نقلت "رويترز" عن مسؤول تركي رفيع تأكيده أن الحملة العسكرية الأخيرة لا تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، إلا أنه أشار إلى أن الجيش يحتفظ بحق الرد في إطار قواعد الاشتباك، موضحا "تركيا لا تهاجم الشعب الكردي. لديها فقط مشكلة مع حزب العمال الكردستاني... لدينا علاقات جيدة مع حكومة إقليم كردستان ولا نستهدف وحدات حماية الشعب الكردية رغم أنها منبثقة عن حزب العمال".


وكانت تركيا بدأت منذ 24 يوليو الماضي شن غارات جوية على مواقع لحزب العمال الكردستاني في العراق وعلى مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" شمال سوريا، فيما وصفه رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بمعركة شاملة ضد الإرهاب.


وأثارت العمليات العسكرية التركية شكوكا لدى الأكراد بأن هدفها الحقيقي هو توجيه ضربة استباقية لهم تخوفا من إمكانية إقامتهم دولة شمال سوريا، لا قتال تنظيم "الدولة الإسلامية".


وتشعر أنقرة بالقلق من إمكانية أن يؤجج تقدم وحدات الحماية الكردية في شمال سوريا المشاعر الانفصالية لأكراد تركيا ويزيد من جرأة حزب العمال الكردستاني.


وتعد وحدات الحماية الكردية في سوريا حليفا مهما للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لأنها المجموعة الوحيدة على الأرض التي تتعاون مع التحالف، إلا أن هناك شبهات بأن هذا الفصيل الكردي يرتبط بصلات مع حزب العمال الكردستاني المصنف أوروبيا وأمريكيا كمنظمة إرهابية.


عناصر من وحدات الحماية الكردية في مدينة تل أبيص شمال سوريا

Reuters
عناصر من وحدات الحماية الكردية في مدينة تل أبيص شمال سوريا

وغيرت تركيا موقفها الأسبوع الماضي ومنحت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في القتال ضد الدولة الإسلامية حق استخدام قواعدها الجوية.


وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية لورا سيل أنها تابعت تقارير عن الهجمات على وحدات حماية الشعب الكردية، مضيفة في بيان لها "نلفت النظر إلى أن حكومة تركيا أوضحت أن الإجراء من جانب جيشها موجه فقط ضد الدولة الإسلامية داخل سوريا وردا على هجمات حزب العمال الكردستاني في تركيا وضد معسكرات الحزب في شمال العراق".


وشددت سيل من جهة أخرى على أن الولايات المتحدة تدعم المجموعات المختلفة التي تقاتل ضد الدولة الإسلامية "وتشجعها في نفس الوقت على احترام التعدد العرقي في المناطق التي يتم تطهيرها من الدولة الإسلامية."


المصدر: وكالات

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.