لا زالت آثارهم التى يعيش عليها حزب النور السلفي في مصر تعمل من خلال جبهة النصرة السلفيه وألويه سلفيه داعشيه أخرى ببلاد الحضارة في الشام المحتل بإرهابهم حين حاصرت أفواجهم المدجنة ضريح الصحابي حجر ابن عدي الكندي ونبشت قبره وأخرجت هذه العصابات السلفية الجثمان وذهبت به إلى جهة غير معروفه باعتباره مزارا شركيا وفقا لعقائد حزب النور المصري... !!لماذا تركيزنا على شخصية حجر بن عدي الآن مع كثرة جرائمهم في حق الإنسان وتنوع فنونهم في حصار العقل..؟



السبب أن هذه الشخصية الطيبة تعيش القديم السلفي وجديدة معا وتوحي لنا بشكل وطبيعة الدولة العنصرية البغيضة التى يريدها الطيف السلفي الذي يحاصر التحضر في مصر وكامل المنطقة وما نتج وسينتج عنه من حروب تطهير عرقي وطائفي يتجهزون له شبيهة بما يفعلونه اليوم في أكثر من مكان ولا أمل في الحصول على الاستقرار والأمان واللحاق بدوله الحداثة إلا بتأصيل لقيم الدولة العلمانية المعاصرة..القيم التى تحمي الدين وتصون الدولة..


العلمانية – التى تمنع تدخل الدولة في خيارات المواطنين بل تعمل على حماية هذه الخيارات من الاعتداء عندما تمنحها أمان الممارسة وحقوقها..!


العلمانية – التى يفر إليها أصحاب الرايات المزورة من بلاد تطبق شريعتهم وفقا لفهمهم الغير قادر على قبول الآخر فنجد القبول العلماني يتيح لهم حرية لم يلقوها في وطن يدين بتدينهم وآخر يطارد تصورهم لنرى مثلا أبو قتادة الأردني يفرش شوارع لندن ويحشد فيها المصلون وهو الهارب من بلاد نزل فيها القرآن لبلاد أمن فيها الناس على خلافهم واختلافهم وسمحوا له بأن يعيق في سبيل تدينه طريقا كبيرا في وطنهم عندما لم يستوعبه مسجد الحي..!!


العلمانية.. التى تصون حركة الآيات التي تقول أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.. فلا تكرههم ولا تمنعهم ولا تفرض عليهم ما يكرهونه..!


العلمانية.. التى تطبق بشكل أمين لست عليهم بمسيطر فترفع كل سيطرة عن خيارات الضمير الإنساني حين تمكنه من رؤية دينه وربه ومستقبله وفقا لانحيازه وتصوره..!


العلمانية.. التى تؤاخي الإبداع وتحفظ للناس حقهم في تحمل مسئوليتهم فلا ترى الحاكم في الدولة إلا مواطن عادي بمرتبه رئيس أو وزير وليس نصف إله كما يراه الإخوان أو إله كامل يقتل الناس بالهوى كما يراه السلفيون..!!


العلمانية.. التى لا تعني فصل الدين عن الدولة كما تروج السلفيه ولكن حماية الدين من استغلال الدولة وحماية الدولة من ابتزازها بالدين وحماية المجتمع من تهديد الإرهابيين عندما يستخدمون شعارات الدين وقدرات الدولة فى تفخيخ الأمان أو ركوب قطار الإرهاب الذي يفرض على الناس أجنده ذات اتجاه واحد الخارج عليها كافر والمقاوم لها مارق والمحلل لها زنديق والشارح لها مبتدع ثم تبتلع المجتمع غوغائيه لا نهاية لها تسحبه من الإنتاج وتقعده شحاذا على أبواب المجهول مع القواعد كما في الشرق المتدين بطبعه..!!


وليس واقعنا بأقل مما ترسمه السطور بعدما استولى عليه فكر سلفي مغلق ومأفون جرجرنا إلى حواري الفرعيات وقصر الجلباب وشكل النقاب وفقه المساويك فيما العالم يطير حولنا في فضاء العلم والتقدم ونحن نجري وراءه بالأحزمة الناسفة على اعتبار أننا أمة مؤمنه نريد أن ننتقم من ضلاله ومن كفره نخلصه..!! لم يطيق الحاكم مجرد أن يحتفظ الصحابي حجر ابن عدي بوجه نظر معارضه للعهد الأموي بكل مظالمه..!!لم يستطيع الحاكم أن يؤمن بحق الاختلاف ويصون موارده..!لم يستطيع الحاكم الأموي أن يؤمن بقيم التعايش التى تقررها القيم العقلية الراشدة ولا حتى فهم آيات الدين التي تحفظ للناس حريتهم في الاعتراض والممارسة..! فما كان من معاوية ولمجرد الخلاف في الرأي إلا أن حكم على حجر ومن معه بالموت دفنا في أرض عذرا ببلاد الشام ليأتي اليوم السلفي المعاصر فينبش قبر حجرا ليكون متآخيا بعد طول هذا الزمن مع اليوم السلفي الذي مضى عليه أكثر من ألف وأربعمائة عام لنعلم أننا أمام نفس العقول التى لا تقبل التطور ولا تؤمن بالمعرفة ولا تسمح بالتنوع ولا تنتج إلا جيل يسكن الماضي بكل مآسيه ويريد أن يكررها اليوم فينا...!!هم حراس الفتنه القديمة ورجالها الأشداء اليوم..!!


فهل سنسمح لهم بأن يركبوا ظهر الوطن ويحفرون له قبرا ينبشه قوما مثلهم يأتون في غد اسود على نواصينا ينتظر أم ستلتحم الدولة ومثقفيها مع حلمي النمنم ورؤيته ألتغييريه لتطوير وزاره الثقافة القادرة على إنبات عشب الأمل في مجتمعات تعبت من كذب وتدليس قوم يستخدمون التقية بيننا…. فيظهرون بوجوه المتسامحين وهم الغير قادرين على مجاوره خطاب يدعو لتطوير الدولة وفقا للقيم العلمانية الحديثة التى تحمي الدين من عرضه في أسواقنا السياسية كبضاعة…؟


ننظر للدولة وننتظر المثقفين فقد طال انتظارهم..!

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.