قيم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة 6 نوفمبر/تشرين الثاني إيجابا نتائج اللقاء الذي أجراه ونظراؤه الألماني والفرنسي والأوكراني في برلين لبحث الوضع في جنوب شرق أوكرانيا.




وقال لافروف للصحفيين عقب لقاء "رباعية النورماندي" إن وزراء خارجية الدول الأربع أجروا "نقاشا مفيدا ومثمرا". وذكر أنهم أقروا بنجاح عملية سحب الأسلحة من عيار أقل من 100 ملم من خط التماس بين طرفي النزاع. وأشار بهذا الصدد إلى أن الوزراء الأربعة اتفقوا على تطبيق جدول سحب هذه الأسلحة أيضا على أسلحة من عيارات أكبر، وطلبوا من مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا وضع جدول مناسب بهذا الشأن بأسرع ما يمكن.


كما تطرق لافروف إلى مشكلة نزع الألغام في منطقة النزاع، مشيرا إلى أن هذه المشكلة تعقد كثيرا الحياة اليومية لأهالي دونباس، بل وتحول دون إعادة بناء البنية التحتية للاقتصاد ووسائل النقل والخدمات الاجتماعية في المنطقة.


وفيما يخص اتفاقات مينسك بشأن تسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، شدد الوزير الروسي على أن العمل على تنفيذها سيتواصل حتى إتمامه.


كما قال لافروف إن "هناك تصعيدا معينا للوضع في مجال الأمن، حيث رصدت بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا حوادث قصف وانتهاكات للالتزامات بسحب الأسلحة يقوم بها كلا الطرفين".


أحد مراقبي منظمة الأمن والتعاون الاوروبي في جنوب شرق أوكرانيا

أحد مراقبي منظمة الأمن والتعاون الاوروبي في جنوب شرق أوكرانيا

وأكد دعم روسيا لبعثة المراقبين، معربا عن أمله في إنهاء تصعيد العنف في دونباس.


هذا وأشار الوزير الروسي إلى تقارير البعثة التي لم تستثن وجود صلة بين تصعيد العنف في المنطقة ورغبة القوميين الأوكرانيين المتطرفين في توجيه إشارة لكييف.


شتاينماير مرتاح من نتائج اللقاء في برلين


من جانبه، أشاد وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير، بعد الاجتماع الذي جرى في دار الضيافة "بورزيغ" التابعة للخارجية والمخصصة للضيوف الأجانب، بنتائج المباحثات مع نظرائه الروسي والفرنسي والأوكراني.


وقال الدبلوماسي الألماني للصحفيين: "كان سير المباحثات ونتائج لقاء وزراء خارجية رباعية النورماندي أفضل بكثير مما كنا نتوقعه".


وفي مستهل اللقاء أفاد شتاينماير بأن هدف اللقاء هو "ضبط الساعة" بشأن الوضع في منطقة النزاع. وأضاف أن المشاركين فيه سيبحثون الجوانب المختلفة لتسوية الأزمة، بما فيها مسألة الانتخابات في جمهورية دونيتسك ولوغانسك "الشعبيتين" (المعلنتين من جانب واحد في جنوب شرق أوكرانيا).


وذكر شتاينماير أن الهدنة في المنطقة قائمة بشكل عام، وهو أمر إيجابي "لكن ذلك ليس كافيا".


باريس: النتائج الأولية للتسوية في أوكرانيا سيفيد بها زعماء "النورماندي"


هذا وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن زعماء ألمانيا وأوكرانيا وروسيا وفرنسا سيعلنون قريبا النتائج الأولية لجهود تسوية الأزمة في دونباس.


وأوضحت الوزارة في بيان لها أن وزراء خارجية الدول الأربع سيبلغون قادتها بنتائج محادثات برلين، على أن يقوم زعماء "رباعية النورماندي" بإعلان النتائج الأولية لعملية التسوية.


وأشار البيان إلى أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس شدد أثناء المحادثات على تمسكه الثابت بضرورة "تنفيذ اتفاقات مينسك على أكمل وجه وبأسرع ما يمكن".


وذكرت الخارجية الفرنسية أن اللقاء تناول تنفيذ الجزء السياسي من اتفاقات مينسك والقضايا الاقتصادية والإنسانية، إضافة إلى بحثهم الوضع الأمني في شرق أوكرانيا، حيث اعترف الوزراء الأربعة بتحقيق "تقدم في جميع المسارات"، بما في ذلك مواصلة سحب الأسلحة الخفيفة والتزام الطرفين بالهدنة، مما "يسمح بإعادة النشاطات المختلفة في دونباس".


أما في الجانب السياسي فأشار البيان إلى أن تنظيم الانتخابات في دونباس حسب معايير متفق عليها بين الطرفين لا يزال هدفا لا بد من السعي إليه.


"دونيتسك الشعبية" مستعدة لسحب الأسلحة من عيار أكثر من 120 ملم


من جهتها، أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد عن استعدادها لوضع خطة حول سحب الأسلحة من عيار يزيد عن 120 ميليمترا من خط التماس، وذلك في إطار لقاءات مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية.


دبابات "دونيتسك الشعبية" أثناء عملية سحب الأسلحة من خط التماس بين طرفي النزاع في دونباس

دبابات "دونيتسك الشعبية" أثناء عملية سحب الأسلحة من خط التماس بين طرفي النزاع في دونباس

وأشار دينيس بوشيلين ممثل "دونيتسك الشعبية" في مجموعة الاتصال إلى ضرورة إجراء اختبار عملية سحب الأسلحة "اعتمادا على التجربة المتوفرة في سحب المعدات من عيار أقل من مئة ميليمتر"، وذلك "بالأخذ في الحسبان المعطيات التي تشير إلى أن المعدات العسكرية الأوكرانية من هذا العيار لم يتم سحبها بالكامل، أو رصد إرجاعها (إلى خط التماس) في فترات معينة، حسبما تؤكد معلومات استخباراتية".


إطلاق العملية السياسية


وجرى اللقاء الأخير لوزراء خارجية الدول الأربع في برلين يوم 12 سبتمبر/أيلول الماضي في إطار إعداد قمة "رباعية النورماندي" التي انعقدت في باريس يوم 2 من الشهر الماضي. ولعب لقاء القمة دورا حاسما في تحريك المفاوضات بين طرفي النزاع حول القضايا السياسية. وذكر مارتين سايديك، المبعوث الخاص لرئيس "الأمن والتعاون"، أنه بعد ما أعلن زعيما جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك موافقتهما إرجاء الانتخابات في الجمهوريتين إلى العام القادم، تمكن فريق العمل الخاص بالقضايا السياسية من التركيز على وضع "قانون خاص بشأن انتخابات محلية في دونباس" وضرورة أن تجري هذه الانتخابات بما يتفق تماما مع ما نصت عليه اتفاقات مينسك.


وأواخر أكتوبر/تشرين الأول قدم الجانب الأوكراني للبحث مشروع قانون له، الأمر الذي أصر عليه منذ زمن طويل مفوضا دونيتسك ولوغانسك. وقد مكن ذلك فريق العمل "السياسي" من الشروع في بحث ورقة عمل تخص الانتخابات المحلية مع الأخذ بعين الاعتبار مواقف جميع أطراف العملية التفاوضية، هي أوكرانيا والجمهوريتان "الشعبيتان" ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.


هذا وبحسب دونيتسك ولوغانسك فإن مسألة الانتخابات المحلية مرتبطة أوثق الارتباط بمسائل أخرى تشكل الجزء السياسي من اتفاقات مينسك، ألا وهي منح منطقة دونباس وضعا قانونيا خاصا، وإعلان عفو عام عمن شارك في العمليات القتالية في المنطقة، وإعادة التصويت على تعديلات الدستور الأوكراني في صياغة أخرى يتفق عليها مع ممثلي دونيتسك ولوغانسك.


موسكو: أهمية الحوار المباشر


وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وهي تعلن مشاركة الوزير سيرغي لافروف في لقاء برلين، إن الأطراف ستبحث "جميع المسائل" المتعلقة بالتسوية السياسة. وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان موقف موسكو القائل إن سبب تعثر العملية السياسية هو غياب حوار مباشر بين طرفي النزاع.


وبحسبها فإن "مما يثير تفاؤلا حذرا" قيام وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة، مضيفة أنه على الرغم من وقوع تجاوزات واستفزازات، إلا أن هناك "ديناميكية إيجابية لا بد من تثبيتها".


المصدر: وكالات

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.