بعد وقوع الكارثة الجوية في سيناء، يسود شعور في مصر بوجود مؤامرة تسعى للنيل من البلاد وهز اقتصادها في الجانب المرتبط منه بقطاع السياحة، هذا بالإضافة إلى محاولة ضرب علاقة مصر وروسيا.


استهجان غياب المحققين الدوليين عن المؤتمر الصحفي


الكثيرون استهجنوا غياب أعضاء لجنة التحقيق الذين كان من المفترض حضورهم المؤتمر الصحفي الأول للجنة، هذا إلى جانب تسريبات قيل إن مصدرها عضو فرنسي في لجنة التحقيق، نشر ما يشير إلى وقوع انفجار في الطائرة، بالرغم من أن التحقيقات لم تتوصل إلى شيء بعد، فضلا عن حالات نشر الفوضى في المنطقة والحديث عن أن سيناء غير آمنة وأن أمن مطار شرم الشيخ جرى اختراقه، وأن طيارة مدنية بريطانية استهدفت من قبل بصاروخ جرى تفاديه، وهو الأمر الذي نفى إمكانية حدوثه كثير من الخبراء.


استنفار مصري في مواجهة تداعيات أزمة الطائرة المنكوبة


المجتمع المصري شهد حالة من الاستنفار العام للرد على ما وصف بـ "المؤامرة الدولية "المكتملة الأركان على مصر التي بدأت بالمبالغة في الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها بريطانيا، ثم اعلان كل من ديفيد كاميرون وباراك أوباما أن الطائرة أسقطت بعمل إرهابي، هذا بالرغم من سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهادئة في التعامل مع الأزمة بكثير من التعقل والتعاون مع الجانب المصري.


حملات شعبية لتنشيط السياحة الداخلية في مواجهة "المؤامرات الدولية"


فنانون مصريون أطلقوا حملات لعمل حفلات فنية كبيرة في شرم الشيخ، وقد جاء دعم هذه الفكرة من فنانين ورياضيين وقنوات فضائية مصرية.. هذا فيما تم تنظيم حملات لتنشيط السياحة الداخلية من الجامعات بدأت بدعوة من طب القصر العيني، وكل هذه تفاعلات شعبية مصرية لمواجهة تداعيات الأزمة الراهنة.


شكري يوجه اللوم للتلاعب الإعلامي الغربي عبر معلومات لم تقدم لمصر لمساعدتها في التحقيق


في المقابل، وجه وزير الخارحية المصري، سامح شكري، لوما شديدا للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان اعلنتا وجود معلومات ترجح سقوط الطائرة نتيجة لعمل تخريبي.


وأعرب شكري عن بالغ استغرابه من عدم تعاون تلك الدول مع مصر وتعمد تشويه الصورة، واستباق التحقيقات، وممارسة ضغوط سياسية وإعلامية، بينما كان الأولى أن تمد تلك الدول مصر بالمعلومات المزعومة حتى تساعدها في التحقيقات.


21 رحلة تغادر شرم الشيخ متجهة إلى روسيا


مطار شرم الشيخ شهد يوم السبت حالة ازدحام شديد، بالتزامن مع وجود لجنتين أمنيتين من روسيا وبريطانيا لإجلاء رعاياهما، إذ غادرت الى روسيا اليوم 21 طائرة، وفق مصادر بالمطار، فيما أقلعت إلى بريطانيا 9 طائرات، وسط تشديدات أمنية واسعة، فقد تسلم الجيش المصري مسألة تأمين المطار بالكامل، وفي الوقت ذاته وصلت إلى مطار شرم الشيخ ما يزيد عن 71 رحلة تقل آلاف السياح من كل من النرويج وأوكرانيا والمجر ودول عربية.


الدليل: الغرب متربص بمصر وروسيا


الخبير في الشؤون الدولية أسامه الدليل يؤكد أن الغرب يبالغ في إجراءاته الاحترازية وتسريباته المخابراتية، "إذ ﻻ يعقل أن يجري التصعيد على هذه الشاكلة من دول يفترض أنها تحارب الإرهاب، وهي بما تفعله تشرعن لفزاعة داعش في المنطقة، وتمنح بما تفعل قبلة الحياة لتنظيم قضى الجيش المصري بمفرده على 95% منه".. الدليل يشير إلى أن المقصود من تصريحات كاميرون وأوباما على هذا النحو المتسرع النيل من مصر وروسيا معاً، والنيل من علاقتهما القوية، ومن تدخلهما في مواجهة السيناريوهات الامريكية والغربية في منطقة الشرق الأوسط.. داعيا الرئيس الروسي إلى الضغط مع مصر على تلك الدول للإفصاح عما لديها من معلومات للتأكد من مدى صدقيتها.


الغباري: القضية توظف دوليا لخدمة أغراض سياسية .. وشرم الشيخ آمنة


الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمد الغباري بدوره أوضح أن الهدف الرئيس لدى القوى الغربية هو ضرب العلاقة بين مصر وروسيا، وتقليل حجم التحالف الاستراتيجي القائم، وكذلك ضرب الاقتصاد المصري في مقتل عن طريق القضاء على السياحة في شرم الشيخ التي تمثل 12% من إجمالي الدخل القومي.. معربا عن بالغ استغرابه من ردود فعل بريطانيا التي ﻻ صلة لها بالحادث ، وأيضاً الولايات المتحدة، خاصة وأنه في حادث الطائرة المصرية التي أسقطت بصاروخ في أمريكا قبل 16 عاما، ولم تخرج واشنطن حتى اﻵن بنتيجة التحقيقات، بينما يطرح كل طرف ما يحلو له حيال الطائرة الروسية.


ونفى الغباري بشكل قاطع امكانية ضرب الطائرة بصاروخ من خارجها، ﻷن ذلك يحتاج لتكنولوجيا متقدمة ﻻ تملكها سوى جيوش نظامية.


اجتماع التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان" بتركيا


وفي أعقاب عقد المؤتمر الصحفي للجنة التحقيق في حادث الطائرة اجتمع أمس التنظيم الدولى لجماعة الإخوان مع مسؤولين أمنيين أتراك وقيادات بحزب العدالة والتنمية فى تركيا، وذلك وفق مصادر إعلامية مصرية، واتفقوا خلال الاجتماع على استغلال الآثار السلبية لسقوط الطائرة الروسية فى سيناء، والمواقف المتشددة من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا تجاه مصر، وسحب رعاياهم من شرم الشيخ، وتصوير الحادث على أنه عمل إرهابى وذلك من خلال شراء مساحات كبيرة من الصحف المؤثرة دوليا للهجوم على مصر خلال الفترة المقبلة.


وأشارت مصادر قريبة الصلة من قيادات التنظيم الدولي إلى أن الحملة الدعائية تركز على تأكيد وجود انفلات في الأوضاع فى مصر، ما يستدعي تدخل الدول الكبرى عسكريا.. هذا بالإضافة إلى زعم غياب الاستقرار فى البلاد لتحقيق أمرين؛ الأول توجيه ضربة قاضية للموسم السياحي، والثانى إجبار المستثمرين على الخروج من السوق المصرية.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.