قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهدف الحقيقي وراء الدرع الصاروخية الأمريكية يكمن في احتواء القدرات النووية الروسية، وتعهد بتعزيز القوات الاستراتيجية الروسية ردا على ذلك.


وصرح بوتين في اجتماع عقده الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني في منتجع سوتشي جنوبي روسيا لبحث خطط تطوير القوات المسلحة الروسية قائلا: "الإشارات إلى الخطرين الإيراني والكوري الشمالي النوويين ليست إلا تغطية للخطط الحقيقية... أما الهدف الحقيقي فيكمن في تحييد القدرات الاستراتيجية النووية للدول النووية الأخرى باستثناء الولايات المتحدة وحلفائها، وبالدرجة الأولى تحييد القدرات النووية لروسيا".


وأكد الرئيس بوتين أن موسكو ستتخذ الإجراءات الضرورية لتعزيز قدرات قواتها النووية الاستراتيجية، وذلك على خلفية مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها بناء الدرع الصاروخية العالمية، دون أخذ قلق روسيا واقتراحاتها حول التعاون في مجال الدفاع الصاروخي، بعين الاعتبار.


واعتبر أن واشنطن تسعى للحصول على التفوق العسكري المطلق على الدول الأخرى والاستفادة مما يحمل هذا التفوق في طياته من العواقب.


وشدد قائلا: "قلنا أكثر من مرة إن روسيا ستتخذ الإجراءات الضرورية لتعزيز قدرات قواتها النووية الاستراتيجية"، معيدا إلى الأذهان أن العمل على تشييد الدرع الصاروخية الأمريكية مستمر على الرغم من تسوية القضية النووية الإيرانية... "سنعمل على تطوير منظومتنا للدفاع الصاروخي، لكن في المرحلة الأولى، سنعمل، كما قلنا أكثر من مرة، على تطوير منظومات ضاربة قادرة على اختراق كل المنظومات للدفاع الصاروخي".


الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع لبحث خطط تطوير القوات المسلحة الروسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع لبحث خطط تطوير القوات المسلحة الروسية

وأعاد بوتين إلى الأذهان أن مؤسسات الصناعة الحربية في روسيا طورت خلال السنوات الماضية واختبرت بنجاح حزمة من الأسلحة الواعدة القادرة على تنفيذ أي مهمات متعلقة بمواجهة منظومات الدفاع الصاروخي متعددة الأنواع.. وبدأ تزويد القوات المسلحة الروسية بهذه الأسلحة".


وتابع أن الاجتماع في سوتشي يركز بدرجة كبيرة على بحث سير تدريبات الجيش على استخدام هذه الأسلحة الجديدة، بالإضافة إلى تطوير منظومات أسلحة واعدة أخرى من شأنها أن تحدد صورة القوات المسلحة الروسية للعقود القادمة، وستمثل ردا على التحديات التي تواجهها روسيا.


وفي تطرقه إلى كيفية أداء الصناعات الدفاعية ذكر الرئيس الروسي أهمية الصناعات الدفاعية كقطاع يعتمد الإنتاج فيه على التقنيات العالية، بالنسبة لتطوير الاقتصاد الروسي ككل، وضمان الاستقرار الاجتماعي في البلاد، نظرا لأن عدد المواطنين المشتغلين في هذا القطاع وأفراد عائلاتهم يعد بمئات الآلاف.


وأشار بوتين إلى أن مؤسسات القطاع الدفاعي تؤدي مهماتها بنجاح، مما يضمن تجديد ترسانات روسيا من المنظومات الصاروخية الاستراتيجية والغواصات الذرية المتعددة الأهداف، وكذلك السفن الحربية، إضافة إلى تجديد الأسلحة التي تتسلح بها القوات الجوية والبرية وقوات الإنزال الجوي.


وذكر الرئيس أن الإجراءات المتخذة أسهمت في رفع الجاهزية القتالية وإمكانات القوات المسلحة الروسية، ومما يدل على ذلك عملية مكافحة الإرهاب التي تخوضها بطلب من القيادة السورية.


تدريبات "مركز 2015" الاستراتيجية

تدريبات "مركز 2015" الاستراتيجية

ونوه بوتين  بالدور الذي قامت به الاختبارات المفاجئة والتدريبات المتعددة التي أجريت خلال الأزمنة الأخيرة، وفي مقدمتها تدريبات "مركز 2015" التي شارك فيها 95 ألف عسكري، وجرى خلالها اختبار جودة الأسلحة والمعدات العسكرية الجديدة في رفع كفاءة واستعداد الجيش.


وقال الرئيس الروسي إن نتائج التدريبات والمقترحات المقدمة بناء على نتائجها ستشكل أساسا لخطط بناء وتطوير أصناف وأنواع القوات المسلحة الروسية لفترة 2016-2010.


الكرملين: روسيا سترد بأقل تكلفة وأكثر فاعلية


وفي وقت لاحق أجاب الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بالنفي على سؤال عن احتمال زيادة الإنفاق العسكري الروسي على خلفية تطوير الدرع الصاروخية.


وفي حديث صحفي قال بيسكوف: "الرئيس الروسي قال مرارا إننا نستبعد اتباع الطريق الذي سلكه الأمريكيون مثلا، ألا وهو تخصيص مبالغ طائلة لتطوير منظومة الدرع الصاروخية. فقد قال الرئيس إن الحلول التي نختارها نحن أرخص بكثير لكنها ليست بأقل فاعلية، بل قد تكون فاعليتها أكبر".


المصدر: وكالات

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.