تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، تحركات حثيثة بصدد تلافي الفراغ الذي تعيشه البلاد، عبر تشاورات تتم بين الأطراف المناهضة للعدوان الذي تقوده السعودية منذ عشرة أشهر. وفي السياق تؤكد مصادر مسئولة في حركة "أنصار الله" أنه سيتم ملء الفراغ "قريباً".

ويؤكد القيادي في الحراك الجنوبي ورئيس ملتقى أبين للتصالح والتسامح، حسين زيد بن يحيى، في تصريح لوكالة "خبر"، وجود ضغط شعبي عارم يفرض على المكونات السياسية الرافضة للعدوان السعودي، رفض أي عودة للحوار دون وقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن، منوهاً أن "الحوار في ظل العدوان نوع من العبث."

وقال بن يحيى، إن كل التوجهات تشي نحو ملء الفراغ السياسي في السلطة الذي تعيشه اليمن، بما يحقق احتياجات ومتطلبات أبناء الشعب اليمني، وبعيداً عن ضغوطات الخارج ودول العدوان. وأضاف: "أعتقد أن الانتصارات الميدانية المتتالية، وانسداد الأفق السياسي عبر المجتمع الدولي الخاضع للمال السعودي، هو ما يعجل بإيجاد صيغة سياسية لملء الفراغ بما يحقق طموحات الشعب ومتطلبات مواجهة العدوان الظالم."

ونوه إلى أن معظم من كانوا يمثلون الأحزاب في المؤسسات التشريعية، خاصة المشترك والإصلاح، أصبحوا رهينة للسعودية، بينما الحزب الاشتراكي أصبح موالياً للإمارات.

ووفق بن يحيى، في سياق حديثه لـ"خبر"، فإن المشاورات بصدد بلورة وصياغة مشروع شراكة بين المؤتمر الشعبي العام، وحلفائه وحركة وأنصار الله، والحراك الجنوبي، لسد الفراغ وملء السلطة، متوقعاً دوراً قادماً يلعبه الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، في المرحلة القادمة، نظراً لما يتمتع به الرجل من مواقف وطنية مسؤولة، وعلاقات جيدة بمختلف الأطراف".

وفي مقابلة مع قناة "المسيرة" الفضائية تحدث الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبدالسلام، عن مشاورات وتوجهات من شأنها الخروج باتفاق بين القوى الرافضة للعدوان السعودي لملء الفراغ عبر خيارات مطروحة، منها مجلس وطني، أو مجلس دفاع وطني، أو حكومة موسعة - وفق قوله.

وأعلن عبدالسلام موقفاً حاسماً للحركة من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن اليمن، جاء متفقاً ومؤيداً لما أعلنه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي حدد الحوار مع المملكة السعودية رأساً، بعد وقف العدوان وفك الحصار وانسحاب الغزاة.

وشدد على عدم الدخول في جولة محادثات برعاية الأمم المتحدة، كما حدث في سويسرا، منتصف ديسمبر الماضي، دون إيقاف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن. ونوه إلى أن تركيز الوفد القادم من الرياض انصب على نقطتين هما "الإفراج عن خمسة معتقلين، وحصار تعز". وقال: إن السعوديين "لا يمتلكون حتى قرار إدارة الحرب، ومن يديرها السفير الأمريكي بصنعاء".

ووصف القيادي في أنصار الله ورئيس وفد الحركة في المفاوضات علاقته مع حزب المؤتمر الشعبي العام بـ"المتينة"، وأنه رهان على انقسام معهم في مفاوضات جنيف. وقال، إن لقاءات الطرفين شبه يومية للتنسيق والتعاون لرد العدوان.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.