أن تتضامن أحزاب الاسلام السياسي في اليمن مع راعيها الكيان السعودي طيلة عقود كثيرة فهذا طبيعي، و غير صادم للتوقعات، لكن أن يتضامن الحزب الاشتراكي اليمني و التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مع هذا الكيان فهو من المفارقات التاريخية الساخرة!

يتضامن الوحدوي الناصري و الاشتراكي اليمني مع مملكة آل سعود تضامنا كاملا “تجاه ما تعرضت له من مواقف سافرة من قبل إيران “وتصف الشهيد نمر النمر بالإرهابي، و تقف إلى جانب الاجراءات التي اتخذتها مملكة آل سعود بقيادتها الحكيمية “وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”، و هي تدعوا إلى اصطفاف الدول العربية و الاسلامية و المجتمع الدولي ضد إيران، و ما وصفته بتدخلاتها الإرهابية و التدميرية، و زعزعة أمن و استقرار الدول العربية و نشر الفتنة الطائفية و المذهبية و إقحام شعوبها في أتون صراعات تدمر حاضرها و مستقبلها!

يبدو لي أن الناصري الوحدوي و الاشتراكي اليمني قد استفادا من تراثهما في إدانة الكيان الصهيوني طيلة أكثر من نصف قرن، فقام بعملية إزاحة و تزوير لحقيقة الدور الوظيفي السعودي في زعزعة استقرار المنطقة العربية، و التآمر ضد الأهداف التحررية و الوحدوية و التنمية المستقلة بعدالتها الاجتماعية، و تحريف الصراع الاجتماعي الاقتصادي نحو صراع من تأجيج صانعها الغربي، لتصبح المنطقة العربية تكوينات مذهبية و طائفية و عرقية و جهوية.. إلخ.

من استمع لكلمة عبد الملك المخلافي التي القاها في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، قبل أمس يجدها مطابقة في المحتوى لما جاء في البيان التضامني!

نحن في زمن السقوط المهين، و سرقة تاريخنا الوطني، لم يعد سقوطا لأفراد بل صار إفراغا للحقيقة و حشوها بارتزاق مهين!

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.