يستبعد الناشط السياسي و رئيس فرع حزب التجمع الوحدوي في حضرموت، ناصر باقزقوز، توجيه حرب من قبل التحالف السعودي على القاعدة، بسبب أن المملكة هي من أدخلت التنظيم إلى المكلا.

و قال، إن التنظيم نقل مركزه إلى أبين. منتقداً، في السياق ذاته، موقف اللجنة الثورية ورئيسها في صنعاء، تجاه موقفهم في حضرموت التي قال إنه تم التعامل معها، خلال الأشهر الماضية، وكأنها “ليست بالخارطة”.

و قال باقزقوز، في حوار أجرته معه وكالة “خبر”: إن التنظيم اجتهد، خلال الأشهر الماضية، في جمع أكبر قدر من المال، قبل أن ينقل، منذ أيام، مركزه من المكلا عاصمة حضرموت، إلى أبين، وأنشأ فيها معسكرات تدريب خاصة به، في الوقت الذي أبقى على حضرموت كـ”بقرة حلوب” لجمع الأموال عبر فرضه الضرائب على كل شيء، خاصة في الموانئ، وعودة القات إلى المدينة بعد رفع ضريبته.

وأضاف، أن ممارسات التنظيم تسارعت في الآونة الأخيرة، وعلى نحو غير مسبوق، أخضع التجار لعمليات ابتزاز مهولة، حيث قام عناصره قبل أسابيع بالذهاب لعدد من التجار الحضارم، ومنهم علي المسلّم وكيل “لبن دانو” وغيرها، وأخذوا منه نحو 54 مليون ريال كضرائب.

وأكد باقزقوز، أن “القاعدة” الذي يحرم دفع الضرائب للدولة، فرض ـ مؤخراً ـ على السفن المحملة بالبضائع والمشتقات النفطية رسوماً وصلت إلى مليوني ريال عن كل شحنة، كما يشير إلى أن التنظيم الذي يحرم “القات” ومنع دخوله في الأسبوع الأول من فرض سيطرته، إلا أنه بات يسمح للتجار بإدخاله إلى المحافظة بعد رفع مبلغ الضرائب اليومية من مليوني ريال إلى 6 ملايين ريال يدفعها كل منهم إلى القاعدة يومياً.


ونوه إلى أن التنظيم قام بتجميد ما كان يعرف بـ”المجلس الأهلي”، وأوكل مندوبين له لإدارة شؤون المحافظة، عبر إرسال مندوبين للموانئ وتحصيل الضرائب. وقال: إن التنظيم استطاع جمع ما يقارب 5 مليارات ريال من ضرائب الوقود والشركات، بعد أن استولى على أموال البنك المركزي وغيرها من مؤسسات الدولة بما فيها مصنع تعليب الأسماك.

وأكد، أن “الشحر” تحولت إلى مدينة متخصصة بالسيارات المجهولة، حيث تصل كل أسبوع باخرة محملة بالسيارات المجهولة يتم أخذ مبالغ مالية مقابل دخول كل واحدة منها، وتصل إلى الملايين، ولا يعلم أحد مصدرها.

يترافق كل ذلك، مع بروز ظاهرة الاستحواذ على منازل المسؤولين المحليين، حيث استولى التنظيم، قبل أيام، على منزل المحافظ المستقيل عادل باحميد، وطردوا أسرته منه تحت ذريعة “عدم إعلان توبته عن الديموقراطية والعلمانية وموالاة الطواغيت”.

وبالذريعة نفسها، اقتحم مسلحو التنظيم منزلي المحافظ السابق خالد الديني، ووكيل وزارة الإدارة المحلية عمر العكبري، إلا أنهم لم يتمكنوا من مصادرة محتويات المنزلين بفعل تصدي عناصر قبليين لهم وإجبارهم على تقديم العدائل والاحتكام للأعراف القبلية.

بالتوازي، سيطر مقاتلو القاعدة على شركة الجبل، وشركة النخيل، وشركة المفضل للأدوية والمستلزمات الطبية في المدينة، وصادروا البضائع من مخازنها، واستولوا على السيارات التابعة لها، وجيروا لمصلحة خزانتهم كل أصولها المالية، بحجة “أن مالكها، خليل غالب الجبل، يدعم الحوثيين، ويتعاون معهم”.

وقال باقزقوز: إن التنظيم بات يفرض قوانين تعجيزية، فبعد إغلاق الجامعات، انتقل ـ مؤخراً ـ للمدارس، مطالباً بالمشاركة في الإدارة وفرض أناشيد معينة في طابور الصباح. مضيفاً، أن حركة البناء والتنمية انعدمت في المحافظة، وأن 90% من فنادقها أغلقت، بالإضافة إلى أن المئات من المحال التجارية وسط المكلا أصبحت فارغة، على عكس الوضع سابقاً “كان من المستحيل أن تجد محلاً في قلب المكلا.. اليوم هناك المئات فارغة، ومالكوها يبحثون عن مستأجرين وبأسعار زهيدة”.

وتابع: التنظيم بات يسيطر على المؤسسات الإيرادية في المدينة بما فيها الكهرباء، حيث بات يوزع مبالغ زهيدة للموظفين مقابل إضافي، فيما يتم دفع المرتبات من صنعاء، طيلة الأشهر الماضية دون أن يتم توريد ريال واحد من هناك للمركز، وهنا تكمن المشكلة.

واعتبر باقزقوز، تصريحات خالد بحاح، عن توجيه المعركة ضد القاعدة، نوعاً من الهراء، وقال: هم “لا يستطيعون إعلان حرب ضد التنظيم؛ لأن من أدخلته هي السعودية عبر قيادات في السلطة المحلية، بغية استقدام الحوثيين إلى هناك وضربهم؛ بسبب المسافة الكبيرة بين صنعاء وحضرموت، وهو ما لم يحصل”. وأكد، أن جماعة “السلفيين والسعودية هم المستفيد الأول من إدخال القاعدة إلى حضرموت”.

وكان التنظيم نقل معدات حربية، بما فيها دبابات، منذ أيام، من حضرموت إلى أماكن مجهولة، أعقبها تحركات سعودية في الميناء، حيث قامت طائرات الأباتشي بتمشيطه، وكذا خزانات النفط ومنطقة خلف. وأشار باقزقوز، في سياق تصريحه لوكالة “خبر”، إلى أن ذلك جاء بسبب حديث المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ بعد مفاوضات جنيف في ديسمبر الماضي، وقال أمام مجلس الأمن الدولي، إن القاعدة يسيطر على ميناء المكلا.

ويرى باقزقوز، أن الهدف كان تعميم نموذج الفوضى الحاصل في حضرموت على كل اليمن، إلا أنه، وبفضل الجيش واللجان الشعبية، لم يحصل ذلك، رغم انتشار التنظيم في عدن وسيطرته على لحج.

ووصف السياسي ناصر باقزقوز، في سياق حواره مع وكالة “خبر”، موقف اللجنة الثورية العليا بـ”المصيبة”. وقال، إنه على مدى التسعة أشهر الماضية، “حضرموت ليست موجودة على الخارطة وضمن الدولة”. معرباً عن امتعاضه الشديد؛ كون رئيس اللجنة محمد علي الحوثي، (أبو أحمد) ومنذ اليوم الأول لصعوده السلطة، وحتى اللحظة، “لم يتحدث، ولو مرة واحدة، عن حضرموت، ولم يعين حضرمياً واحداً في منصب.. الرجل لم يقدم شيئاً لحضرموت التي تواجه وباء حمى الضنك، حيث وقعت 35 حالة وفاة، لم تتحصل على شيء من اللجنة الثورية”- حسب قوله.

و أردف باقزقوز: أقول للجنة الثورية، إن “اليمن أكثر من نصف مليون كم مربع، من صعدة إلى المهرة ولابد أن يكون متخذ القرار بحجم هذه المساحة.. الأسر النازحة من حضرموت، لا تستطيع الحصول على مأوى في صنعاء، وكذلك الطلاب.. لا وجود للحضارم في كشوف النازحين.. ينتهي الأمر عند الوصول إلى حضرموت لدى اللجان الثورية والرقابية”.

واختتم حواره بالقول: “حضرموت ضاعت بين الجميع: القاعدة من جهة، وما يُقال لها حكومة هادي وبحاح من جهة، ومن خلفهم السعودية والإمارات، واللجنة الثورية في صنعاء”.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.