سجلت وزارة الصحة اليمنية، خلال شهري ديسمبر الماضي، ويناير الحالي، إصابة أكثر من 214 حالة، بالإضافة إلى 11 حالة وفاة مؤكدة نتيجة الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير "H1 N1"، فيما تحاول السلطات المركزية رفع مستوى الترصد الوبائي، في ظل تكتيم على الوباء الذي تصاعد انتشاره في اليمن مؤخراً.

وقال الدكتور عبدالحكيم الكحلاني، مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة، إن المرض ليس جديداً ولا وافداً، حيث تم تسجيل حالات إصابة في العام 2009، ويتم تسجيل حالات سنوياً من مناطق مختلفة في البلاد، وبالطبع وقوع وفيات.

وتشير المعلومات، إلى أن أمانة العاصمة ووادي حضرموت، تعتبران أكثر مناطق اليمن انتشاراً للوباء.

ونوه الكحلاني، إلى أنه يحدث، عادة، نتيجة تأخر المريض في الوصول إلى المستشفى، فتكون الحالة تدهورت، وتحتاج لعناية فائقة، وقد لا ينفع العلاج في المراحل المتأخرة. مضيفاً، أن اليمن مرت خلال شهري ديسمبر ويناير، بموسم شتاء شديد البرودة، فتزايدت الحالات بشكل ملحوظ، حيث سجلت أكثر من 214 حالة انفلونزا في محافظات عدة، منها: أمانة العاصمة وحضرموت الوادي وغيرهما.

وفي السياق، قال مسؤول في مكتب الصحة بوادي حضرموت، في اتصال لوكالة "خبر"، إن "نحو 15 حالة تم إخضاعها للرقود، نتيجة الاشتباه خلال الفترة الماضية، وأنه بعد إجراء الفحوصات لعينات، في مختبرات متخصصة بالعاصمة صنعاء، تم التأكيد على إصابة 8 منها بالفيروس، وتوفت منها 3 حالات".

وأضاف، المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "تلك الحالات هي التي تم تسجيلها رسمياً".
وقال أحد الآباء - يقطن العاصمة صنعاء - لوكالة "خبر"، إن حالة من الهلع تنتاب الأهالي جراء الحديث عن الوباء وانتشاره بين الأطفال في المدارس، مشيراً إلى أنه "قام بنقل نجله إلى مركز معين الصحي بصنعاء، بعد حالة الاشتباه بإصابته بالمرض".

ونقل عن القائمين على إدارة مركز "معين" الصحي معاناتهم الشديدة؛ كونه المركز الوحيد الذي يتلقى الحالات، وهوما يعني وجود ضغط شديد على طاقم العمل.. مضيفاً، أن هناك تكتيماً غير مبرر، وأن الأولى بالسلطات الصحية الإعلان عن المرض، وتوعية الناس كي يتسنى لهم تجنب الوقوع فيه.

من جانبه يشير الدكتور عبدالحكيم الكحلاني، في سياق تصريحه لوكالة "خبر"، إلى طمأنة الأهالي، وأن تزايد الحالات ليس غريباً أو غير متوقع. مضيفاً، أن الوزارة قامت بتوزيع كميات من الأدوية للمستشفيات الكبيرة، بحسب الحالات المسجلة لديها، بالإضافة إلى رفع مستوى جاهزية الترصد الوبائي في جميع المحافظات.

وأضاف، أنه سيتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية طباعة منشورات وملصقات توعوية خاصة بالمرض، كما سيتم إعادة تدريب العاملين في الترصد الوبائي بتمويل من المنظمة أيضاً.

يشار إلى أنه تم الكشف عن أول حالة إصابة بالفيروس عام 2009، في الولايات المتحدة والمكسيك، وأعلنت منظمة "الصحة العالمية"، آنذاك، حالة طوارىء من انتشار وباء عالمي.

وتسببت "انفلونزا الخنازير" بوفاة 18500 شخص في 214 بلدًا حتى آب عام 2010 عندما انتهت حالة الطوارىء.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.