ألقى الصحراويون بمخيمات الجمعة نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الرئيس الراحل محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو، ففي موكب مهيب جاب كل المخيمات شيّع اللاجئون جثمان الزعيم الراحل في اجواء يطغى عليها الحزن و التأثر.

و قد عبّرت العديد من الوفود و الشخصيات العالمية تعازيها لرحيل زعيم البوليساريو على رأسهم الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، و كذا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة و الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو او الرئيس النيجيري محمد بوخاري و غيرهم.
و لم يصدر عن المغرب أي موقف بشأن وفاة الامين العام لجبهة البوليساريو، و ذلك رغم الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز كان قد عزى الملك المغربي الحالي في وفاة والده، الحسن الثاني سنة 1999.

و أوفدت الجزائر وفداً رفيعاً للتوقيع على سجل التعازي، يرأسه رئيس مجلس الامة (البرلمان) السيد عبد القادر بن صالح، باسم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، و قد كان مرفوقاً بالوزير الاول عبد المالك سلال، وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة،


نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، وزير الشؤون المغاربية و الافريقية عبد القادر مساهل و غيرهم. و نقلت وكالة الانباء الجزائرية تعزية كان قد بعثها الرئيس الجزائري قائلة: “نقف اليوم بخشوع في لحظة وداع فخامة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية محمد عبد العزيز والأمين العام لجبهة البوليساريو، وفي هذه المحنة التي ألمت بالشعب الصحراوي الشقيق وهو يفقد مناضلا كبيرا وقائدا عسكريا وسياسيا محنكا ورمزا للكفاح والتحرر الذي يخوضه الشعب الصحراوي”. و كانت الجزائر قد اعلنت الحداد مدة ثمانية ايام يتم فيها تنكيس الاعلام الوطنية، في كل المؤسسات و السفارات و القنصليات الجزائرية في الخارج، و هو ما اعتبرته اوساط مغربية استفزاز، حيث تم تنكيس العلم الجزائري بالسفارة بالرباط و كذا كل القنصليات الجزائرية بالمغرب. و تداولت العديد من المواقع المغربية صورة للعلم الجزائري منكوس بالسفارة بالرباط.

و ميدانياً منع المغرب اقامة صلاة الغائب بالعديد من المدن الصحراوية كالعيون و السمارة، و من المنتظر ان ينقل جثمان الراحل محمد عبد العزيز السبت الى منطقة “بير لحلو” ليوارى الثرى هناك، حسب ما افادت اللجنة المشرفة على مراسيم الدفن، و هو نفس المكان الذي ينتظر ان تقام فيه صلاة الجنازة قبل دفنه.

و تولى رئيس البرلمان خطري آدوه القيادة الصحراوية، حسب القانون الاساسي للجبهة، الذي يحدد الفترة الانتقالية بأربعين يوماً منذ شغور منصب الرئيس، و سيتم عقد مؤتمر استثنائي للجبهة منتصف شهر يوليو/ تموز القادم، ليتم انتخاب قائد جديد من بين الاسماء المرشحة لخلافة محمد عبد العزيز. و يعتبر الكثير من المسؤولين الذين سألناهم عن خليفة الرجل الموضوع سابق لأوانه و ان المؤتمر وحده هو من يحدد الشخصية التي ستتولى القيادة.

و كان محمد عبد العزيز قد توفي في ال31 من شهر مايو/ ايار الماضي اثر صراع مع المرض، بعد ان كان يخضع للعلاج بالولايات المتحدة. ويعد المرحوم من مواليد مدينة السمارة، بالصحراء الغربية، عام 1948 و تدرج في سلم جبهة البوليزاريو كعضو مؤسس، حيث أنتخب في مكتبها السياسي خلال مؤتمرها التأسيسي في 10 مايو 1973.

وظل محمد عبد العزيز قائداً عسكريا في الجبهة حتى انتخابه أميناً عاماً و رئيساً للمجلس الثوري للجبهة سنة 1976 خلفاً للولي مصطفى السيد، مؤسس الجبهة وأمينها العام.

و في أكتوبر 1976 أنتخب الفقيد رئيساً للجمهورية الصحراوية في مؤتمر الجبهة الخامس، حيث نالت 12 نوفمبر 1985 العضوية في منظمة الوحدة الإفريقية لينسحب المغرب من المنظمة القارية احتجاجاً على قبول عضوية الصحراء الغربية.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.