نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً (الاثنين 19 سبتمبر/أيلول 2016)، كشفت فيه أن المملكة العربية السعودية، استخدمت ذخائر "الفوسفور الأبيض" التي زودتها بها الولايات المتحدة في حربها باليمن.

واستندت الصحيفة، في تقريرها، إلى الصور ومقاطع الفيديو التي تم نشرها في وسائل الإعلام الاجتماعية، تبين استخدام المملكة الذخائر الفوسفورية، بالقرب من الحدود السعودية - اليمنية، في منطقة نجران، وحول العاصمة اليمنية صنعاء.

إقرأ أيضــاً: مصدر عسكري لـ"خبر": السعودية تقصف "نهم" صنعاء بأسلحة كيميائية

ولفتت الصحيفة، أن استخدام تلك الذخائر المحرمة أثار مخاوف بين جماعات حقوق الإنسان من أن المواد الحارقة للغاية يمكن أن تستخدم ضد المدنيين.

والفوسفور الأبيض يحرق جسم الإنسان ولا يبقي منه إلا العظام، وبالإضافة إلى كونه سلاحاً محرقاً، تنبعث من الفوسفور الأبيض أثناء اشتعاله سحابة كثيفة من الدخان تستغلها الجيوش للتغطية على تحركات الجنود. وتحرم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب.

كما أن الفوسفور الأبيض يتسبب بحروق كيماوية مؤلمة. ويبدو الحرق الناجم عنه بالإجمال كموضع يموت فيه النسيج، ويصبح لونه ضارباً للأصفر.

وأشارت الصحيفة، أنه من غير الواضح، بالضبط، كيف استخدم السعوديون الذخائر، ولكن الحكومة السعودية تلقت، بالفعل، إدانة واسعة لقصفها العشوائي في المناطق المدنية منذ بدء حملتها في اليمن 2015م.

وأكد مسؤولون أميركيون لـ"واشنطن بوست"، أن الحكومة الأمريكية زودت السعوديين بالفوسفور الأبيض في الماضي، لكنهم امتنعوا عن القول كيف تم نقلها إلى هناك أو متى.
وتقول "واشنطن بوست"، إن الصور والفيديو تظهر أن القوات السعودية تستخدم عدة أنظمة لإطلاق ذخائر الفوسفور الأبيض، بما في ذلك قذائف الدبابات، ومدافع الهاون، ومدافع الهاوتزر، وقذائف البندقية.

وأضافت، أنه تم استخدام تلك الأسلحة بالقرب من الحدود السعودية - اليمنية، في منطقة نجران، وحول العاصمة اليمنية صنعاء.

وتقول الصحيفة، إنه بعد استعراض الصور والفيديو التي التُقطت من أرض المعركة التي أظهرت الفوسفور الأبيض من قذائف الهاون وقذائف الدبابات، قال مسؤول في الولايات المتحدة، يبدو أن تلك الذخائر هي أمريكية الأصل، ولكن لا يمكن أن نعرف لأي مكان تتبع؛ لأن بعض العلامات تم حجبها.

لكن الصحيفة أكدت، أن الشركة الوحيدة التي لديها الحق في بيعها الفوسفور الأبيض هي شركة General Dynamics Ordinance للأنظمة التكتيكية، وفقاً لوثائق نشرتها مشاة البحرية في العام الفائت 2015.

وفي مايو، أعلنت إدارة أوباما بيع ما يقرب من 400 قنبلة عنقودية للسعوديين، بعد ما وثقت منظمات حقوق الإنسان استخدام تلك الأسلحة في المناطق المدنية باليمن.

من جانبه قال بيري ديزاينز، مدير في منظمة العفو الدولية تعليقاً على ذلك: "يجب على الولايات المتحدة أن لا تبيع ذخائر الفوسفور الأبيض إلى المملكة العربية السعودية أو أي جيش آخر من شأنه أن يتم استخدامه في الصراع في اليمن".

وقد استخدمت الولايات المتحدة الفوسفور الأبيض ضد المقاتلين، بما في ذلك في عام 2004 في مدينة الفلوجة بالعراق، وبشكل متقطع في أفغانستان خلال مسار الحرب هناك. كما استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الفوسفور الأبيض في الحرب التي شنها على قطاع غزة على المناطق المأهولة بالسكان في 2009.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.