قالت صحيفة العرب اللندنية، إن إخوان اليمن (تجمع الاصلاح) يقودون حملة لدعم محمد سالم باسندوة كبديل لـ”هادي” في التسوية المقبلة.

و حسب الصحيفة، المقربة من النظام الاماراتي، يظهر التجمع اليمني للإصلاح الود للسعودية، في وقت يربط علاقات مع أنصار الله “الحوثيين” لتثبيت وضعه بعد الحرب.

و أشارت الصحفة، في عددها الصادر، الأحد 23 أكتوبر/تشرين أول 2016، إن إخوان اليمن يعملون على إعادة رئيس الوزراء الأسبق محمد سالم باسندوة إلى الواجهة عبر حملة على مواقع التواصل الاجتماعي.

و اعتبرت أن هذه الخطوة تعكس رغبة (الإصلاح) في إحلال باسندوة بديلا لـ”هادي” في حال ضغط المجتمع الدولي باتجاه تنحّي هادي لصالح رئيس توافقي.

و أطلق ناشطون مقربون من التجمع اليمني للإصلاح، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت عنوان “الشعب يعتذر لباسندوة”، في وقت تتزايد فيه الضغوطات على حكومة هادي و أطراف صنعاء للعودة إلى المسار السياسي.

و نقلت الصحيفة، عن مصادر سياسية، أن الحملة يمولها الشيخ القبلي و رجل الأعمال الإخواني المقيم في تركيا حميد الأحمر، و الذي تربطه علاقة وصفت بالقوية بـ”باسندوة”، وصلت إلى درجة اتهام رئيس الوزراء الأسبق بتعيين الكثير من المقربين من الأحمر إِبّان توليه رئاسة الحكومة خلال الفترة من ديسمبر 2011 حتى سبتمبر 2014.

كما نقلت الصحيفة، عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” إن الحملة النشطة التي تعمل على تحسين صورة باسندوة، تأتي في الوقت الذي عاد فيه الحديث خلف كواليس الحوار اليمني الذي يرعاه المجتمع الدولي عن إحياء مبادرة سلام تتضمن التوافق على مؤسستي الرئاسة و الحكومة، و هو ما ترفضه حكومة هادي المعترف بها دوليا.

و حسب الصحيفة، كان البحث عن التغيير في مؤسستي الرئاسة و الحكومة السبب الرئيسي في الإطاحة بنائب هادي و رئيس الحكومة السابق، خالد بحاح، الذي ترددت أنباء أثناء مفاوضات السلام اليمنية في جنيف عن تقديمه كمرشح لمنصب الرئيس التوافقي في أيّ تسوية قادمة، و هو ما حظي حينها بموافقة أنصار الله و الرئيس السابق صالح، في ذلك الوقت.

و قالت الصحيفة، إن محللين سياسيين يمنيين أشاروا إلى أن باسندوة قد يحظى بقبول مماثل من قبل أنصار الله و الرئيس السابق “صالح”، كونه لم يعلن دعم “عاصفة الحزم” و “التحالف السعودي” و لزوم الصمت.

و نقلت الصحيفة، عن مصادر لم تسمها، أن باسندوة يحظى بدعم هائل من قبل التيار القويّ في تجمع الإصلاح، الذي يرأسه حميد الأحمر و الذي يقف بقوة خلف دفع باسندوة للواجهة مجددا للقيام بدور كبير في المرحلة المقبلة.

و يرى محللون إن رغبة الإخوان في عودة باسندوة تكشف عن لعبهم على حبال متعددة، فهم يسعون لإظهار دعمهم لدور السعودية و دول التحالف السعودي، و يرشحون أنفسهم لاستثمار نتائج التغييرات التي يمكن أن يحدثها التدخل العربي.

و حسب الصحيفة، يحتفظ اخوان اليمن أيضا بعلاقات مع أنصار الله و يسعون لإظهار قدرتهم على التحالف معهم.

و توترت علاقة باسندوة أثناء رئاسته للحكومة اليمنية مع هادي، بلغت ذروتها في العام 2014 عندما سعى الأخير لإقالته غير أنه جوبه برفض شديد من قبل تجمع الإصلاح الذي كان يتمتع بقوة سياسية و نفوذ كبير في المؤسسات العسكرية و الأمنية.

و شهدت فترة تولي باسندوة لرئاسة حكومة الوفاق انهيار أمني و اقتصادي و تصاعد لافت لأزمة الخدمات، جراء استهداف أبراج الطاقة الكهربائية و أنابيب النفط.

و لم تكن سيطرة الإخوان، و حميد الأحمر، على حكومة باسندوة تخفى على العموم، حتى أن سفراء الولايات المتحدة و دول أوروبا عبّروا أكثر من مرة عن استيائهم من تدخلات الأحمر في مهام رئيس الحكومة، حينها.

و سيطر الإخوان في فترة حكومة باسندوة على المواقع الحساسة في أجهزة الدولة، خاصة مصلحة الجمارك، التابعة لوزارة المالية التي كان وزيرها صخر الوجيه مرتبطا بقيادات نافذة في تجمع الإصلاح.

و حينها نشرت وسائل إعلام وثائق تكشف عن فساد مرعب ينخر منظومة الجمارك اليمنية، و سيطرة لوبي خطير على المنافذ، وقف خلف دخول شحنات أسلحة تركية إلى اليمن.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.