الرئيسية

يكسر وزير الشباب الأردني رامي وريكات الصورة التي بنتها حكومة الدكتور هاني الملقي منذ اليوم الأول لأحداث الكرك الأخيرة، والمتمثلة بالغياب تماما عن مسرح الأحداث، إلا من مشاركات خجولة في بيوت عزاء الشهداء من قبل نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات الدكتور محمد الذنيبات.

وزير الشباب فاجأ الأردنيين وهو يفي بوعده ويذهب للكرك الأحد ويزور كل الأماكن التي كانت مسرحا للأحداث خلال الايام الماضية، في الوقت الذي عانى فيه بعض الوزراء من الرفض المجتمعي لهم في المدينة وعلى رأسهم كان وزير الداخلية سلامة حماد، والذي أشيع أن وجهاء الكرك منعوه من دخول المدينة لاعتقادهم بأنه أحد المسؤولين عن الأحداث.

ونظّمت الفعاليات الشبابية والأهلية في الكرك بمشاركة وزير الشباب رامي وريكات ووفد من المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني وقفة بعنوان ‘عرس الشهداء’، في موقع’ساحة الشهداء’ أمام قلعة الكرك للتعبير عن التضامن مع شهداء الكرك العسكريين والمدنيين الذين ارتقوا في حادثين إرهابيين وقعا في الكرك الأسبوع الماضي.

وبعد أن قرأ الحضور الفاتحة على أرواح الشهداء تحدث الوزير وريكات فقال إن الكرك ستظل كما هي دائماً أرض العزة والكرامة ، وأرض الشهادة والإباء التي ستبقى عصيّة على الدخلاء من التكفيريين الظلاميين وكل والمتربصين بها وبالوطن شراً.

ومثلت زيارة الوزير خطوة حكومية جريئة، في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة الدكتور الملقي يهنئ الطوائف المسيحية مع مجموعة من وزرائه بالأعياد.

وأكد شهود عيان لـ “رأي اليوم” أن الوزير أولم للوفد القادم من فلسطين في أحد الأندية التابعة لوزارته، كما رفض اجراء احاديث صحافية معتبرا انه يؤدي واجبا في المدينة الجنوبية.

ويواجه وزير الداخلية الاردني حماد مذكرة لطرح الثقة النيابية فيه من المفترض ان يتم عرضها الثلاثاء يتبناها النائب مصلح الطراونة ويؤكد على جديّتها.

وقال النائب مصلح الطراونة خلال زيارة الوزير وريكات إن تحدي الإرهاب يفرض علينا مسؤوليات جسام لنتكاتف ونكون صفاً واحداً في التصدي له، ولنعلن من هذا المكان بالفعل الحازم كما قال الأردن وطناً خالياً من الإرهاب والإرهابيين، ليظل الأردن حاملاً لواء الدفاع عن أمته.

ونوّه النائب الطراونة بمشاركة الأشقاء الفلسطينيين لمناصرة إخوتهم الأردنيين في محنتهم، وقال ستبقى فلسطين بُوصلتنا التي لن نحيد عنها لإعادتها لأهلها وناسها وإلى أحضان أمتها.

ورُفعت في الوقفة الأعلام الأردنية واليافطات التي تمجّد الشهادة والشهداء والتي تؤكد معاني الوحدة الوطنية والوقوف في خندق واحد الى جانب القوات المسلحة والأجهزة الامنية.

وعد المراقبون زيارة وريكات كمحاولة لرأب الصدع بين الحكومة والكركيين، بسبب عدم الاهتمام الحقيقي بالمدينة وأهلها، لا قبل الاحداث ولا بعدها.

ونشط الاردنيون في عطلة عيد الميلاد على شبكات التواصل الاجتماعية مطالبين بالكشف عن تفاصيل دقيقة في حادثة الكرك، وحساب لمن اسموهم المقصرين والمتسببين في الحالة.

إلى ذلك، أوعز وزير التربية والتعليم الدكتور ذنيبات لمديريات التربية في مختلف المحافظات بتخصيص حصة اسبوعية للحديث ضد الارهاب والتطرف وتعريف الطلاب بمخاطره، مبينا ان ذلك يأتي ضمن حرص الوزارة على تحصين الجيل الصغير