حذرت منظمات انسانية دولية، الامم المتحدة، من تبييض الجرائم السعودية ضد أطفال اليمن، وطالبتها إدراج التحالف الذي تقوده السعودية، في القائمة السوداء، لارتكابه "انتهاكات جسيمة ضد الأطفال" في اليمن.
وحذرت المنظمات الدولية من أن الفشل في إدراج التحالف الذي يقوده السعوديون، في القائمة السوداء، الذي قتلت هجماته وشوهت الاطفال في اليمن، سيشكل "سابقة خطيرة".
وقال تقرير من منظمة إنقاذ الطفولة وقائمة المراقبة الخاصة بالأطفال والنزاعات المسلحة إن التحالف ارتكب "انتهاكات جسيمة ضد الأطفال" في سلسلة من 23 هجوما في عام 2016، قتل فيها اكثر من 120 طفلا. وفي كل حالة، قصف التحالف المستشفيات أو المدارس، أو قتل أو جرح الأطفال.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، تريد المنظمات من الامم المتحدة ان تسلط الضوء على جرائم التحالف الذي تقوده السعودية، في تقريرها السنوي حول انتهاكات حقوق الطفل في النزاع المسلح، والذي من المتوقع ان يصدر الشهر المقبل. وسيتضمن التقرير قائمة سوداء للدول والجماعات التي ارتكبت انتهاكات مثل قتل الأطفال أو تشويههم أو تجنيد الأطفال أو الاختطاف أو العنف الجنسي أو الهجوم على المدارس أو المستشفيات.
لكن مصدرا امميا على اطلاع بشؤون الملف اليمني في مجلس الامن والامم المتحدة، افاد محرر وكالة "خبر" للشؤون الدولية، نقلا عن مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة، ان السعودية تمارس ضغوطا مكثفة على فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، لمنع الامم المتحدة من ادراج التحالف الذي تقوده السعودية في القائمة السوداء.
وأضاف المصدر، ان مصر التي تملك مقعدا غير دائم، ايضا تمارس ضغوطا مكثفة لصالح التحالف السعودي، في مجلس الامن لمنع ادراج السعودية في قائمة العار للدول والجماعات، التي ارتكبت انتهاكات مثل قتل الأطفال أو تشويههم.
وفي العام الماضي، ادرجت الامم المتحدة، السعودية في القائمة السوداء، لكن تم ازالتها بعد بضعة أيام فقط، عقب ضغوط وابتزازات مارستها الرياض. وذكر تقرير الامم المتحدة ان قوات التحالف مسؤولة عن 60٪ من وفيات وإصابات الأطفال في اليمن في عام 2015.
وحذرت منظمة انقاذ الطفولة من ان الامم المتحدة ستشكل سابقة خطيرة للصراعات حول العالم اذا فشلت في ضم التحالف الذي تقوده السعودية في قائمة هذا العام.
وقالت كارولين آنينغ، مستشارة كبير في منظمة إنقاذ الطفولة "إذا لم يكن هناك مساءلة، او إذا كانت الجماعات التي تقاتل تعتقد أنه يمكنها استخدام نفوذها السياسي وقوتها وثروتها، واستطاعت الافلات من العقاب لقتلها وجرحها الاطفال وتدمير المستشفيات والمدارس، فإن ذلك سيسشكل سابقة خطيرة ليس فقط لليمن ولكن للصراعات في جميع أنحاء العالم".
واضافت: "يواجه الأطفال تهديدات من جميع الأطراف، إلا أنهم يعرضون بشكل كبير لتهديدات الغارات الجوية والتي لا تزال مستمرة - وفي الأسابيع القليلة الماضية رأينا القنابل تسقط على الأسواق وقتلت مدنيين".
وتابعت: "هناك أعداد هائلة من الأطفال على وشك المجاعة. وأسهمت الغارات الجوية في انهيار النظام الصحي، وهناك أعداد هائلة من الأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على أي رعاية صحية، وهناك وباء الكوليرا واسع النطاق ينتشر في جميع أنحاء البلاد، فيما الملايين من الأطفال خارج المدارس".
وتقول المنظمات الدولية، إن إدراج السعودية في القائمة السوداء للأمم المتحدة سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مواصلة تقديم الأسلحة أو الدعم الدبلوماسي.
ومن بين اعنف الهجمات التي نفذها التحالف السعودي على الاطفال، كانت العام الماضي، عندما استهدفت غارة جوية في فبراير الماضي سوقا مزدحما في منطقة مستبأ في محافظة حجة، اسفرت عن مقتل 25 طفلا واصابة اربعة اخرين بجروح. وفي أغسطس، أدى هجوم جوي على مدرسة في محافظة صعدة إلى مقتل 10 أطفال.
وتقول صحيفة "الغارديان" إن حجم بعض الضربات الجوية جعل من المستحيل تحديد عدد الأطفال بين القتلى. وفي أكتوبر من عام 2016، أدى هجوم جوي على قاعة عزاء في العاصمة صنعاء إلى مقتل 100 شخص وإصابة 500 آخرين بجراح، حيث قتل عدد من الأطفال.
وفي الأسبوع الماضي، خسرت الحملة ضد تجارة الاسلحة دعوى قضائية كبيرة، تطالب بوقف مبيعات الأسلحة البريطانية للمملكة العربية السعودية بسبب المخاوف الإنسانية.
وقال جورج غراهام مدير الشؤون الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة: "ربما تكون الحكومة البريطانية، قد حققت انتصارا قانونيا، لكن القضية الأخلاقية واضحة: التحالف الذي تقوده السعودية يقتل الأطفال، وبريطانيا تزود السعودية بالأسلحة".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.