قالت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الأحد، انهم استعادوا السيطرة على كامل مدينة تلعفر غرب الموصل (شمال) من قبضة تنظيم “الدولة الاسلامية” إثر حملة عسكرية انطلقت قبل أسبوع.

وقال قائد الحملة العسكرية الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن قوات مشتركة من الجيش والحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) حررت حيي “العسكري” و”الصناعة الشمالية” ومنطقة المعارض وبوابة تلعفر وقرية الرحمة شمالي شرقي المدينة.

 وأضاف بالقول، “وبذلك تم تحرير كافة أحياء مركز قضاء تلعفر”.

وأشار يارالله إلى أنه لم يتبق في قبضة “الدولة الاسلامية” في قضاء تلعفر سوى ناحية العياضية والقرى المحيطة بها”، مضيفا أن قوات الجيش تتقدم باتجاه آخر الأهداف لتحريرها.  وبدأت القوات العراقية الأحد الماضي هجوما لاستعادة القضاء، الواقع على بعد نحو 65 كلم غرب الموصل، في إطار الحملة المدعومة من الولايات المتحدة ضد التنظيم الذي ما زال يسيطر على مناطق في غرب العراق وشرق سوريا.

والمنطقة المستهدفة هي جبهة بطول نحو 60 كلم، وعرض نحو 40 كلم، وتتألف من مدينة تلعفر (مركز قضاء تلعفر) وبلدتي العياضية والمحلبية، فضلًا عن 47 قرية.  وكانت التوقعات تشير الى ان الحملة العسكرية قد تستغرق عدة أسابيع، لكن مسلحي “الدولة الاسلامية” لم يبدوا مقاومة تذكر خلال التقدم السريع والمفاجئ للقوات العراقية.

واعلنت قيادة العمليات المشتركة السبت بعد اسبوع من انطلاق المعركة، ان القوات العراقية باتت تسيطر حاليا “على 94 في المئة من المدينة، اي على 27 حيا من اصل الاحياء ال29″ التي تتكون منها هذه المدينة الواقعة في محافظة نينوى.

واستعادت القوات العراقية كامل سيطرتها مطلع تموز/يوليو على الموصل ثاني مدن البلاد، والواقعة على بعد 70 كيلومترا شرق تلعفر.

واكد قائد عمليات “قادمون يا تلعفر” الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله السبت ان “قوات مكافحة الارهاب حررت حي القلعة وبساتين تلعفر وترفع العلم العراقي على أعلى بناية في القلعة” موضحا ان العملية ما زالت مستمرة.

ـــ تقدم سريع ـــ

وتركز القوات العراقية المتقدمة حاليا على استعادة بلدة العياضية الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال تلعفر، لانها تقع على الطريق التي تربط تلعفر بالحدود السورية.

واوضحت القيادة المشتركة للعمليات انه في مجمل منطقة تلعفر “تمت استعادة السيطرة على 1155 كلم مربعا من اصل 1655 كلم مربعا، اي سبعين في المئة من المنطقة”.

وفي سوريا، البلد المجاور حيث تدور حرب اهلية، يتواجد الجهاديون في محافظتى دير الزور والرقة التي تعد “عاصمة” تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وتتقدم القوات العراقية مع قوات الحشد الشعبي بشكل سريع في تلعفر، بمساندة سلاح الجو العراقي وطيران التحالف الدولي اللذين يشنان ضربات جوية متلاحقة منذ اسابيع عدة في هذه المنطقة.

وتختلف المواجهات التي تدور في تلعفر بشكل كبير عن تلك التي خاضتها القوات العراقية في مدينة الموصل، حيث تطلب خوض معارك شرسة استمرت تسعة اشهر لتطهير الموصل من الجهاديين .

ويرجح قادة عسكريون اعلان انتهاء المعارك واستعادة تلعفر قبل عيد الاضحى المتوقع في الثاني من ايلول/سبتمر.

وبلغ عدد سكان تلعفر قبل دخول تنظيم الدولة الاسلامية اليها عام 2014 نحو 200 الف نسمة غالبيتهم من الشيعة التركمان.

ـــ مدينة اشباح ــ

ولا تواجه القوات العراقية التي تواصل التقدم داخل تلعفر التي تحولت الى مدينة اشباح، سوى مقاومة ضعيفة جدا من الجهاديين تقتصر على رصاص القناصة مع اقتراب مدرعات القوات العراقية، حسب مراسل فرانس برس في المدينة.

ولا تزال قوات الجيش تقاتل في المدينة بدعم من قوات الحشد الشعبي، فيما اعلنت قوات الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب استعادة جميع المناطق التي كلفت باستعادتها.

وبمعزل عن تلعفر لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على موقعين مهمين في العراق هما الهدفان المقبلان للقوات العراقية.

فهناك اولا قضاء الحويجة الواقع على بعد حوالى 300 كيلومتر شمال بغداد في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد واقليم كردستان، وثانيا بلدات القائم وعنه وراوة الواقعة على مقربة من الحدود العراقية السورية.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية شن هجوما واسعا في حزيران/يونيو 2014 مكنه من السيطرة على نحو ثلث مساحة العراق.

ومع خسارة هذا التنظيم المتطرف سيطرته على اغلب مواقعه في العراق وسوريا، كثف الهجمات الدموية في قلب اوروبا موقعا الضحايا في اسبانيا وبلجيكا.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.