يعاني مستشفى سيئون العام، ثاني أكبر مستشفيات محافظة حضرموت، منذ بداية الأزمة في 2011م، مشكلات كبيرة كادت أن تؤدي إلى انهياره الكامل، وتوقيف خدمات التي وصلت خلال العام 2017م، إلى تطبيب 309.698 حالة من محافظة حضرموت والمحافظات المجاورة، بميزانية حكومية شهرية تقدر بـ5 مليون ريال يمني.

انهيار وشيك

وحالت دون انهيار المسشفى، تدخلات محدودة من منظمات المجتمع المدني المحلية بشكل كبير، والدولية بشكل ضئيل جداً، إلا أنَّ تلك التدخلات لم تكن تكفي لسدّ حاجة المستشفى ولو بالحد الأدنى من المتطلبات العامة، حسب الدكتور عمر مسفر، المدير السابق لمستشفى سيئون العام ..
قرارات على ورق
لا يزال قرار ترفيع المستشفى العام إلى هيئة مستشفى سيئون، الذي أصدره الرئيس هادي في أكتوبر من العام المنصرم، حبيس الأدراج، وهذا القرار سيشكل عبئاً على المستشفى كما يرى المسؤول بمكتب الصحة جعفر بن عبيد الله، و أبدى اعتقاده بأن «المشكلة الحقيقية لمستشفى سيئون العام تكمن في توظيف الكادر الصحي، إذ إن أغلب الكادر يعمل بالتعاقد وبمبلغ زهيد يقدر بأقل من 50$ شهرياً»، مضيفاً أنَّ «قرار ترفيع المستشفى إلى هيئة جيد، إذا رافقته محددات العمل بالهيئة من ميزانية ومبانٍ وتوظيف كادر صحي، ولكن إن كان مجرد حبر على ورق -وهذا ما يبدو عليه- فسيكون إشكالية كبيرة على المرفق الصحي».

دعم سعودي على مستوى التجهيزات

وفي ظل غياب دعم الحكومة الكافي قدمت السعودية دعماً لمستشفى سيئون العام تمثل بـ191 جهازاً طبياً، «غير أن ذلك لا يكفي ليحل المشكلة الأساسية للمستشفى»، كما قال المهتم بالشؤون الصحية في وداي حضرموت أبوبكر حسان،أنَّ «ما قدمته المملكة العربية السعودية يحل جزءً بسيطاً جداً من الإشكالية التي يعانيها المستشفى، على اعتبار أنَّ ما تم تقديمه من أجهزة في هذه المنحة قُدِّم سابقاً، من قبل رجال أعمال ومؤسسات مانحة محلية ودولية».

وأعتبر حسان أنَّ الدعم كان يجب أن يتركز في مجالات متخصّصة قائلاً «أعتقد أنه سيكون أفضل، لو قدمت المملكة أجهزة متخصصة في مجال السرطان والسكري والقلب والأطفال والخدج وغيرها، كون هذه الأجهزة تفتقد إليها جميع المستشفيات بوادي حضرموت الحكومية والخاصة على حد سواء».

في ذات السياق قال الناشط الإعلامي أمجد باحشوان «أعتقد أنه يجب أن يكون مشروع التطوير سلسلةً مترابطةً تنهض بواقع الخدمات الطبية بوادي حضرموت، والمهم هنا أن يتواكب التطوير في التجهيزات مع تطوير للكادر الطبي العامل على هذه الأجهزة ليكون المشروع ذا ديمومة ونفع مستمر للجميع».

بناء العقول قبل الجدران

فيما يرى كثير من المتابعين للشأن الصحي بوادي حضرموت أن التجهيزات التي يتمتع بها مستشفى سيئون العام جيدة إلى حد ما مقارنة بغيره من المستشفيات في الوادي، لكن ما ينقصه هو تأهيل الكادر الصحي العامل فيه، وهو الركن الرئيس للعمل الصحي بشكل عام، كما يرى الدكتور مدحت بارجاء، في وجهة نظره التي طرحها و التي يقول من خلالها إن «تطوير المستشفى ليس أمراً ضرورياً، بقدر تطوير الكادر الطبي، فالطبيب بوادي حضرموت يعاني من نقص كبير في الجانب المعرفي، فمثلاً الطبيب العام يعمل بالمستشفى أو المركز الصحي، لسنوات طويلة، بالمقابل لا يتم الإسهام من قبل هذه المرافق في تطوير معارفه ومهاراته بإرساله للتخصص أو لحضور المؤتمرات الصحية، بالإضافة إلى ذلك ترى الطبيب المختص والاستشاري يتم تعيينه، دون الخضوع للمقابلة العلمية التي تقوم بها لجنة طبية منتدبة»، مختتماً حديثه بالقول إنه «يجب إنقاذ العقول العاملة بالمستشفى قبل الجدران».


*موقع العربي

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.