شدد رئيس أذربيجان إلهام علييف على أن البيان الختامي للمشاورات التي استضافتها موسكو الجمعة بشأن تسوية النزاع في قره باغ يقضي بضرورة سحب أرمينيا قواتها من المنطقة المتنازع عليها.

وأكد علييف، في مقابلة نشرتها بالكامل اليوم الأحد قناة RBC الروسية، أنه يقيم إيجابيا نتائج المشاورات الأذربيجانية-الأرمنية-الروسية التي توجت بإعلان هدنة إنسانية في قره باغ.

وذكر الرئيس أن النسخة النهائية من البيان الختامي تختلف بشكل ملموس عما عرض أصلا، مشيدا بمراعاة جميع مطالب باكو في الوثيقة.

وأشار الرئيس الأذربيجاني إلى الأهمية المبدئية لانعكاس موقف بلاده في البيان الختامي للاجتماع، وخاصة فيما يتعلق بضرورة إطلاق مفاوضات جوهرية بين باكو ويريفان وتأكيد ثبوت صيغتها، محملا الحكومة الأرمنية المسؤولية عن محاولة تقويض العملية السياسية والمبادئ المذكورة الخاصة بها.

وقال علييف إنه من المهم مبدئيا قبول الجانب الأرمني بالمبادئ الأساسية للتسوية والتي تحدد كيفية إعادة الأراضي المتنازع عليها إلى أذربيجان تدريجيا وتنص على أن المفاوضات دائرة مباشرة بين أذربيجان وأرمينيا، دون إشراك "جمهورية قره باغ" المعلنة ذاتيا والمدعومة من يريفان.

وقال الرئيس الأذربيجاني إن باكو امتنعت عن مطالبة يريفان في مشاورات موسكو بالاستسلام التام وتحديد الموعد النهائي لانسحاب القوات الأرمنية من قره باغ، نظرا لهشاشة حكومة رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، موضحا أن وقوع ثورة أخرى في أرمينيا لن يصب حسب رأيه في مصلحة باكو.

وتابع: "لذلك لم نصر على تحديد المواعد النهائية في إطار البيان الذي تم تنسيقه، لكنه يقضي دون أدنى شك بالانسحاب المنسق لقوات الاحتلال الأرمنية من أراضينا".

وأعرب علييف عن استعداد بلاده لبدء التفاوض بشأن قضية قره باغ فورا، مضيفا: "نحن مهتمون بالتسوية في أقرب وقت ممكن، لأنها ستتيح لمواطنينا ونازحيها العودة إلى ديارهم".

وشدد علييف على أن مدة سريان الهدنة المعلنة ستتوقف على مدى التزام الجانب الأرمني بها، مشددا على ضرورة أن تظهر يريفان حسن نية على طاولة التفاوض وتقبل بأنها "لن ترى مجددا" الأراضي المتنازع عليها.

ولفت الرئيس الأذربيجاني إلى أهمية الناحية العسكرية بالنسبة لتسوية نزاع قره باغ، موضحا أن المفاوضات بشأن القضية كانت ستستمر 30 سنة أخرى لولا الحملة العسكرية الأخيرة لبلاده.

وقال: "سنصل حتى النهاية ولن نتوقف. وإذا كان الجانب الأرمني ملتزما بالهدنة، فإننا سندخل مرحلة التسوية السياسية وستنتهي مرحلة الإجبار على التفاوض، ولذلك سنصل حتى النهاية على أي حال، وهدفنا كان ولا يزال ثابتا، وهو استعادة وحدة أراضي أذربيجان المعترف بها دوليا وعودة الأذربيجانيين إلى مناطقهم الأصلية".

المصدر: RBC

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.