كانت أوكرانيا على قائمة أول قرار صوّت عليه البرلمانيون الأوروبيون في ستراسبورغ بعد الانتخابات الأوروبية التي جرت يوم التاسع من يونيو/ حزيران الماضي.
يتعلق الأمر بنصّ تم التصويت عليه يدعو إلى زيادة دعم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا. وقد صوّت عليه النواب بأغلبية 495 صوتا مقابل 137، وامتناع 47 عن التصويت.
ويعد جوردان بارديلا، رئيس حزب “التجمع الوطني” اليميني الفرنسي المتطرف، ومتصدر قائمة الحزب في البرلمان الأوروبي، من بين أقلية أعضاء البرلمان الأوروبي الذين صوّتوا ضد هذا القرار الذي اعتمده البرلمان الأوروبي أمس الأربعاء.
رئيس حزب “التجمع الوطني” تم انتخابه رئيسا للمجموعة اليمينية المتطرفة الجديدة “وطنيون من أجل أوروبا”، والتي تجمع أعضاء البرلمان الأوروبي من حزبه بزعامة مارين لوبان، والنواب المجريين من حزب “فيدس” بزعامة فيكتور أوربان، والممثلين المنتخبين الإسبان من حزب “فوكس”.

وقد برر هذه الخطوة، قائلا: “لا يمكننا أن نسمح للإمبريالية الروسية باستيعاب أوكرانيا وعلينا ألا نسمح للمعتدي الروسي بانتهاك السيادة الإقليمية لأوكرانيا دون عقاب”. لكن في نظره، فإن القرار الذي أعدته مجموعة تجديد أوروبا، وهي المجموعة التي ينتمي إليها أعضاء البرلمان الأوروبي من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون (النهضة) والتي ترأسها فاليري هاير، “يطرح مشاكل في عدة جوانب. بدءاً بحقيقة أن كل دولة في الاتحاد الأوروبي يجب أن تخصص 0.25% من ناتجها المحلي الإجمالي سنويا لدعم أوكرانيا، وهو ما يعادل بالنسبة لفرنسا 7 مليارات يورو سنويا”.
في الشهر الماضي، عندما عرض مشروع حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف للحملة التشريعية، وضع جوردان بارديلا “خطين أحمرين” في دعم فرنسا لأوكرانيا: إرسال قوات إلى الأراضي الأوكرانية، وتسليم أسلحة “يمكن أن تضرب المدن الروسية بشكل مباشر”.
جملة رددها أيضا بارديلا في البرلمان الأوروبي: “نحن لا نؤيد تسليم الأسلحة التي تسمح بضربة مباشرة ضد الأراضي الروسية، ولا نؤيد انضمام أوكرانيا إلى الناتو. أعتقد أن هذين الاقتراحين سيغذيان خطر حدوث التصعيد باستخدام القوة النووية”.
خط أحمر آخر لرئيس حزب “التجمع الوطني” هو دخول أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي المقترح بموجب هذا القرار، بينما افتتحت مفاوضات الانضمام بين بروكسل وكييف رسميا في 25 يونيو. وأضاف: “سيهدد استدامة اقتصادنا وزراعتنا من خلال اختلال توازن السياسة الزراعية المشتركة بشكل خطير”.
كما دافع بارديلا عن زيارة الرئيس المجري فيكتور أوربان لروسيا مطلع الشهر الجاري، والتي أثارت حفيظة المفوضية الأوروبية، خاصة وأن المجر تتولى الرئاسة الدورية لمجلس أوروبا حتى 31 ديسمبر المقبل.
واعتبر أن الإدانة “الصريحة” لـ“الزيارات الدبلوماسية التي قام بها فيكتور أوربان”، “تضعف وحدة الأوروبيين”، قائلا: “لا يمكننا أن نتهم المجر، الشريك الموثوق به في حلف الأطلسي، بالرغبة في إبقاء قنوات المناقشة مفتوحة”.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.