حذر المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من بوادر حرب مذهبية تتربص بالوطن عبر الدعوات المشبوهة لمشاريع صغيرة وتفتيتية مثل مشروع الدولة الدينية، داعياً في الوقت نفسه الدولة إلى تشديد مواجهتها للجماعات الإرهابية المسلحة وخصوصًا في أبين، وإشراك الشعب إشراكًا فعليًا ومنظمًا في مواجهة هذه الظاهرة الأخطر على أمن واستقرار البلاد وسلمها الأهلي.


جاء ذلك في توصيات دورته الاعتيادية الثالثة في صنعاء التي عقدها يومي الأحد والاثنين 22، 23 أبريل 2012، وأطلق عليها اسم: دورة الانتصار للقضية الجنوبية، تحت شعاره الرئيس: حماية الحريات العامة تأصيل للديمقراطية والإبداع والتحديث.
"مركز الاعلام التقدمي" يورد فيما يلي نص البيان الصادر في ختام أعمال الدورة الثالثة للمجلس:


بيان صادر عن المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في دورته الاعتيادية الثالثة
دورة الانتصار للقضية الجنوبية صنعاء : 22، 23أبريل 2012
 عقد المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين دورته الاعتيادية الثالثة في صنعاء، يومي الأحد والاثنين 22، 23 أبريل 2012، وقد أطلق عليها اسم : دورة الانتصار للقضية الجنوبية، تحت شعاره الرئيس : حماية الحريات العامة تأصيل للديمقراطية والإبداع والتحديث. وقبل بدء أعمال الدورة، وقف المجلس دقيقة حداد قرأ فيها الفاتحة على أرواح الأدباء والكتاب اليمنيين الراحلين بين الدورتين وأرواح شهداء القضية الجنوبية وثورة الشباب الشعبية السلمية في عموم الوطن.        وبعد مداولات مستفيضة في سياق جدول أعمال الدورة، خلص المجلس إلى الآتي :
 
       أولا – حول القضية الجنوبية :    بما أن اتحادنا، اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كان الرائد والسباق – تاريخيًا – في استيعابه العملي لقضية الوحدة اليمنية على صُعُده الداخلية كافة، وفي مقدمتها : وثائقه، عضويته، هيكيليته وهيئاته القيادية على مدى عقدين كاملين منذ تأسيسه مطلع سبعينيات القرن الفائت حتى إعلان الجمهورية اليمنية يوم 22 مايو 1990، وبالنظر إلى عدالة القضية الجنوبية ؛ فإن المجلس التنفيذي للاتحاد تحت ظلال الأهداف الوارفة لثورة الشباب الشعبية السلمية في عموم الوطن ومن باب الاتساق والصدق مع الذات والأمانة لتاريخه الخالي كليًا من نزغات الإرهاب الفكري ونزعاته، لا يجد أية غضاضة في أن يقدم باسم الاتحاد كله خالص الاعتذار وأصدقه للشعب اليمني في جنوب وطنه على التقصير الذاتي للمجلس - كهيئة عليا في قيادة الاتحاد - خلال العقد ونصف العقد المنصرم عن إدراك الجوهر الثوري، الأخلاقي والإنساني للقضية الجنوبية، وعدم إيلائها ما هي جديرة به من الاهتمام والمواقف، لا لسبب سوى سوء تقدير الأهمية الكبرى التي تنطوي عليها هذه القضية في سِفر التاريخ اليمني المعاصر.        كذلك يعتز مجلسنا – اليوم – بممارسة النقد الواعي لذاته على ما شاب رؤية الاتحاد من خلط عاطفي بين حلم الوحدة المثلى التي كان وما زال يطمح إليها وبين ما حصل في1990/5/22  من لفلفة خاطئة أقدم عليها النظامان الحاكمان المأزومان في الشمال والجنوب سواء بسواء وحدتئذ.. فإذا بالخطأ في لفلفة الوحدة يتحول إلى خطيئة يستحيل غفرانها أو تناسيها أو تجاهلها بعدما جرى للجنوب وأهله منذ1994/7/7  ولا يزال مستمرًا حتى الآن بكل كارثيته وفضاعته : بدءً من الضم والإلحاق إلى حد الاحتلال الداخلي، مرورًا بنهب الثروات في البحر والبر – سيان بين ما فوق الأرض وما تحتها – وليس انتهاءً بتدمير التراث والآثار والمعالم والبنى التحتية دون استثناء أو تمييز، أي بعبارة واحدة : تدمير الهوية التاريخية، الحضارية، الثقافية، الاجتماعية، السياسية، الوطنية والمدنية للجنوب، فضلاً عن إقصاء وتهميش عشرات آلاف الكفاءات وأفضلها في شتى التخصصات ومن مختلف المستويات الأكاديمية. إذ إن الجنوب دخل الجمهورية اليمنية وهو طاهر من رجس الأمية باعتراف المنظمات المختصة – العربية والأممية – واعتراف الواقع نفسه قبل 1990/5/22.
 
      تأسيسًا على ذلك وعلى يقيننا بأن الوحدة الملطخة بدماء المواطنين البسطاء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيها لم يكن ليؤجل صلاة الميت الغائب عليها سوى القوة العسكرية الغاشمة ورديفها نظام الاستبداد والفساد الحاكم، لا يسع المجلس التنفيذي إلا الإعراب عن تأييده المطلق للقضية الجنوبية وما يختاره إجماع الإرادة الشعبية حولها ولمصلحة الشعب اليمني في الجنوب بما يحفظ حريته واستقلاله ووحدته التي أنجزتها ثورة 14 أكتوبر 1963.
 
      ومن أجل تجسيد هذه القناعة داخل اتحادنا كله، لا مناص لمجلسنا من أن يأخذ بعين الاعتبار ما يتم من مشاورات ديمقراطية وشفافة بين أعضاء الاتحاد المنتمين إلى فروعه في الجنوب بشأن الوضع الراهن للاتحاد من حيث نظامه الأساس وهيكليته التي تجاوزت سن الكهولة الزمنية منذ مايو2010، إن لم نقل إن الدهر أكل عليها وشرب. رغم أن الاتحاد تأسس على حيوية التطور والتجدد وعلى الضد من بلادة الجمود والوقوف في وجه نهر الزمن والحياة ومطاولة مكر التاريخ من دون طائل. لعل اتحادنا بحيويته هذه يقدم لساسة الوطن وعقلائه نموذجًا جيدًا لما ينبغي أن يكون عليه حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً بامتياز، تتجلى فيه الحكمة اليمانية في أبهى تجلياتها الحضارية العصرية والحداثية.
     
       ثانيًا – القرارات :
1)    أقر المجلس حزمة الإجراءات والترتيبات اللازمة بشأن الوضع المالي وأوضاع الفروع وغيرها من الشئون المالية للاتحاد.
2)    أقر المجلس التقريرين العام والمالي المقدمين من الأمانة العامة للاتحاد عن الفترة بين دورتي المجلس.
3)    أقر المجلس تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الاستثنائي من جميع أعضاء المجلس.          


 ثالثًا – التوصيات :
(أ‌)    في الشأن الثقافي :
 يهيب المجلس بالدولة إيلاء عنايتها في الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة زبيد التي تمثل أحد أهم كنوز هذا التراث الإنساني في اليمن.
(ب‌)  في الحقوق والحريات :
1)    يدين المجلس الاعتداءات والمداهمات الغوغائية التي تعرض لها فرعا الاتحاد في لحج وإب، ويطالب الجهات الرسمية المختصة بملاحقة الجناة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.
2)    يطالب المجلس الدولة بتعزيز حرية الصحافة ومنع القرصنة على الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والكف عن حجبها ومراقبتها، ويدعو إلى عودة صحيفة الأيام للصدور.
3)    يطالب المجلس الدولة بتكثيف جهودها وتسريعها لإعادة إعمار صعدة مما دمرته الحروب الست خلال العقد الماضي.
(ت‌)  في الشأن السياسي :
1)    يطالب المجلس الدولة بتشديد مواجهتها للجماعات الإرهابية المسلحة وخصوصًا في أبين، وإشراك الشعب إشراكًا فعليًا ومنظمًا في مواجهة هذه الظاهرة الأخطر على أمن واستقرار البلاد وسلمها الأهلي.
2)    يحذر المجلس من بوادر حرب مذهبية تتربص بالوطن عبر الدعوات المشبوهة لمشاريع صغيرة وتفتيتية مثل مشروع الدولة الدينية هنا أو هناك من أرجاء الوطن.
3)    يحذر المجلس من تحويل المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة إلى كمين تقع فيه ثورة الشباب الشعبية السلمية من خلال التباطؤ الشديد في إعادة هيكلة الجيش كمقدمة لا بد منها للبدء حقًا بالتحضير لمؤتمر الحوار الوطني المنشود.
4)   يدعو المجلس إلى إفساح مساحة كافية للشباب والمرأة من أجل الإسهام بدورهم الضروري في مؤتمر الحوار الوطني.           
    انتهى . صنعاء :  2012/4/24.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.