تمتع مئات المشاهدين الذين امتلأت بهم صالة مسرح غلوبل، أعرق المسارح البريطانية وسط العاصمة لندن، الليلة الماضية، بعرض قوي قدمته فرقة عشتار، كما ظهر من تجاوب الحضور الكثيف، على غير العادة، وحسب ما قاله المدير الفني للمسرح دومينيك درومجول وإشادته بأداء الفرقة وكونه الأفضل مقارنة بالكثير من العروض المختلفة لمسرحية الملك ريتشارد الثاني.

 درومجول الذي رحب بالفرقة خلال حفل استقبال على شرف الفرقة أقامته السفارة الفلسطينية وحضره العشرات من المحترفين والمعنيين، رأى ووافقه على ذلك الحضور، في الصياغة الفلسطينية الناجحة لعمل الأديب البريطاني الكبير وليم شكسبير، محاكاة فريدة، للكثير مما نشاهده اليوم من حدة للصراع على مستويات وفي مناطق عديدة، ودعم العامة للتغيير على أمل تحقيق العدل والحرية وبعض المطالب. الأمر الذي شكل إضافة وبعدا جديدا للمسرحية لم يتوفر في السابق.

 وساهم في نجاح عمل عالمي هام وفي مكان يمتاز بالكثير من الخصوصية والاحتراف، تحميل النص ما يحاكي الوضع العربي والفلسطيني بما فيه من صراعات وثورات ونفي وآمال بالتغيير، عبر لغة عربية راقية ومحكمة، أشرف على صياغتها مع باقي أعضاء الفرقة، الشاعر والكاتب الفلسطيني غسان زقطان، إضافة إلى النجاح في بناء مشاهد أغناها تصميم لائق وأداء ماهر للفنان سامي متواسي، الذي قام بدور الملك ريتشارد الثاني، وبقية أعضاء الفرقة الاثني عشر الذين شعروا بجسامة التحدي وهم يرون أعلام فلسطين تستقبلهم عند مدخل المسرح، وأنهم سفراء قضية وشعب تحت الاحتلال، لا يغيب عنه طموح العودة للأرض والوطن وسط خلافات والتباس ظاهر مؤقت في التوجهات.

 وزاد من التحدي أمام الممثلين اختيار الفرقة ألا تتكئ على لعب دور الضحية للحصول على التعاطف، بل الانتقال الى مرحلة أرقى وإثبات الجدارة من خلال الأداء ومكونات العمل الإبداعي.

 وتواصل فرقة عشتار عروضها عبر أداء آخر في مدينة أكسفورد يوم غد الإثنين، قبل العودة يوم الثلاثاء الى الوطن، بعد زيارة حافلة مثيرة هزت الوسط الثقافي في بريطانيا حيث شكك قرابة 40 محترفا وفنانا وكاتبا بشرعية وصحة دعوة فرقة 'هبيما' الاسرائيلية، بسبب مشاركتها في تقديم عروض في المستوطنات المقامة في الأرض الفلسطينية المحتلة.

 ويرى نشطاء حملة مقاطعة إسرائيل في مشاركة الفرقة دفعا قويا ونجاحا مميزا لحركة مقاطعة إسرائيل بسبب سياساتها العنصرية، لاعتباره وصولا لقطاع نخبوي ثقافي واسع يشارك في صياغة الرأي العام، الأمر الذي يثير قلق المؤيدين لإسرائيل.

 وحسب مصادر الفرقة، فإن مشاركتها الرائدة لن تكون الأخيرة في بريطانيا وأوروبا، حيث وفر حضور الفرقة القوي، الذي راقبه الكثير من المنتجين المحليين وفي أوروبا، عروضا على فرقة عشتار لزيارة دول أخرى بينها عروض من ألمانيا.

 وتشارك فرقة عشتار الفلسطينية المسرحية، التي تضم 12 ممثلا، من خلال عروضها في مسرح 'غلوبل' بالاحتفاء بأعمال شكسبير، في إطار ما يعرف بالأولمبياد الثقافي الذي تشارك فيه 37 فرقة تقدم عروضا بلغات بلدانها الأصلية، ويسبق بدء الألعاب الأولمبية الشهر المقبل. ويشارك في الاحتفال بأعمال شكسبير الذي عاش في القرن السادس عشر، قرابة 7200 هاو ومحترف يقدمون 70 عرضا، ويتوقع بيع مليون تذكرة.

 ويقوم بالتمثيل مجموعة من الممثلين الفلسطينيين، هم: سامي متواسي، وجورج إبراهيم، وإدوارد معلم، ونيقولا زرينة، وحسين نخلة، وعامر خليل، ومحمد عيد، وبيان شبيب، وإيهاب زاهدة، ورائد العيسة، وفراس فراح، وإياد حوراني، وإيمان عون المديره الفنية للفرقة. وأخرج العمل المخرج الإيرلندي كونال موريسون، الذي عمل سنوات عديدة مع مسرح الآبي في ايرلندا، ومع مسرح شكسبير الملكي."وفا"

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.