تسبب البؤس الناجم عن أسوأ موجة جفاف تضرب استراليا قبل عشر سنوات في زيادة عدد حالات الانتحار بين المزارعين بواقع حالة كل اسبوع.
ونظرا لابتعاد المزارع مئات الكيلومترات عن بعضها البعض أحيانا، عجز الأطباء المشغولون في الريف عن توفير الرعاية الكافية لأولئك المصابين بالاكتئاب ما يدفعهم الي الانتحار. وأما الآن ، يبدو أن التكنولوجيا ستقف الى جانب الاطباء في عملية رصد الحالة النفسية للمزارعين في المزارع النائية.
وفي تجربة قام بها باحثون من أستراليا والولايات المتحدة، نجح نظام هاتف آلي في اثبات قدرته على تحديد الأشخاص المعرضين للخطر وخاصة عن طريق التغييرات في أنماط الكلام.
وأوضح آدم فوجل المتخصص في تشخيص أمراض الكلام بجامعة ملبورن كيفية عمل نظام الهاتف الآلى قائلا "إن المشاركين يتصلون برقم مجاني فيرد نظام آلي يطلب من المتحدث القيام بعدد من المهام مثل.. ان يقول"آه" او الحديث عن مشاعره أو قراءة فقرة تم إرسالها له قبل بدء التجربة".
وبعد ذلك، يتم استخدام تسجيلات المحادثات الهاتفية في فترات أسبوعية، حيث يتم تشغيلها من خلال برنامج تحليل آلي ويتنبه الأطباء للتغيرات التي قد تظهر تدهورا مثيرا للقلق في صوت المتكلم. وقال فوجل إنه لا يمكن تشخيص الاكتئاب استنادا فقط على الكلام، إلا أنه مفيد كعلامة على التغيير.
وقد نجحت تجارب النظام الآلي ، وقريبا يمكن استخدامه في أستراليا وأماكن أخرى. وأضاف فوجل "هذا ليس بعيدا.. نحن نعمل مع شريك تجاري لتوصيل هذه التكنولوجيا للجمهور".
وقد شملت التجربة، التي أجريت بالاشتراك مع مركز الاستشارات النفسية في ولاية ويسكونسن الأمريكية، 105 من البالغين الذين يعانون من الاكتئاب الحاد.
