تختزن ذاكرةُ الإنسان هنا أروع اللحظات، وتجسدُها صورُهم عبرَ عدسات الكاميرات، ففي القاعات السبع في معرِض عمارةِ الحرمين الشريفين، يرقدُ تاريخٌ عريقٌ يتحدثُ عن مقتنياتٍ تخص المسجدَ الحرام والمسجد النبوي، واليوم باتت نفوسُ الزائرين لمكة تهفو إلى رؤيتِها.
ويكشف أحد القائمين على المعرض عن مكوناته، موضحا أن "المعرض يضم سبع قاعات، الأولى هي قاعة الاستقبال، والثانية هي قاعة المسجد الحرام، والثالثة خاصة بالكعبة المشرفة، والرابعة هي قاعة الصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة، والخامسة هي قاعة المخطوطات، والقاعة السادسة هي قاعة المسجد النبوي، والأخيرة هي قاعة بئر زمزم".
وفي قاعة المسجد الحرام يستمتع هؤلاء المعتمرون برؤية هذا السلم المصنوع من خشب الساج الذي يعود تاريخُه الى قرنين، كما يستوقفهم في قاعةِ الكعبة الشريفة ذلك العمودُ الخشبي الذي يعود تاريخُه إلى عمارةِ عبدِالله ابن الزبير للكعبة المشرفة عام خمسةٍ وستين من الهِجرة. وفي القاعة ذاتها قفل باب الكعبة في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الثاني.
ويقول أحد زوار المعرض عن مشاهداته، "قمنا بزيارات إلى مكة، حيث ذهبنا إلى جبل ثور وجبل النور، وغار حراء ثم منى ومزدلفة، ثم أتينا إلى معرض الحرمين الشريفين، وقد انبهرنا عندما رأينا هذه المقتنيات التي كانت في الحرمين، منذ قديم الزمان".
وفي معرض عمارة الحرمين الشريفين أيضا يستقبلك عند الدخول إلى قاعة الاستقبال مجسمُ يشرح خطوات العمل في مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة المسجد الحرام، وفي القاعة المجاورة يستمع الزائرُ إلى شرحٍ مفصل عن المقصورة التي كانت تغطي مقامَ إبراهيم الخليل عليه السلام قبل استبدالِها بالمقصورة الحالية.
وتقول إحدى الزائرات، إنها "وجدت أشياء كثيرة وثمينة جدا منها أغطية الحجر الأسود، والمنبر ومفتاح الكعبة المشرفة، وكذا الأبواب القديمة والحديثة معا".
وفي جهة أخرى، تحكي آلةُ النسيجِ اليدوي الخاصةِ بحياكةِ كسوة الكعبة المشرفة تاريخاً طويلاً بخيوطها المعقدة وكيفية نسجِها. وقد استطاع عيسى برناوي وزميلُه أمين جعفر شد انتباهِ الزوار الذين تحلقوا لمشاهدة تلك التعقيدات والفلسفةِ في مهنة حكاية كسوة الكعبة, فمعرض عمارةِ الحرمين الشريفين يستقبلُ زوارَه على مدار العام على فترتينِ صباحية ومسائية، حيث يصل عددُهم السنوي الى نحوِ خمسِمئةٍ وخمسين ألفَ زائر.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.