تحت سفح أهرامات الجيزة، أسدل الستار على فعاليات الدورة الـ 36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في حفل أعلنت فيه جوائز الدورة، وحضره عدد كبير من النجوم، أبرزهم ليلى علوي، غادة عبد الرازق، يسرا، والفنان المنتصر بالله الذي حرص على الحضور رغم مرضه.
حفل الختام تلاشى العديد من العيوب والسلبيات التي شابت حفل الافتتاح الذي أقيم بمحكى قلعة صلاح الدين، وهو ما أكده وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور في كلمته.
آسر ياسين وأمينة خليل قاما بتقديم حفل الختام، حيث كانت البداية بالفقرة الفنية وهي عرض "عصفور النار"، في حفل أخرجه وليد عوني، ثم توالى تقديم جوائز المهرجان، بصعود لجان التحكيم المختلفة من أجل الإعلان عن الجوائز.
لجنة تحكيم آفاق السينما العربية أعلنت جوائزها الفنانة المصرية ليلى علوي رئيسة اللجنة، والتي أكدت في كلمتها أنها فخورة بمخرجين وشباب السينما العربية، ثم قدمت شهادة تقدير خاصة لفيلم "ذيب الأردني"، تسلمتها موزعة الفيلم بمصر مريم الجمال.
بينما ذهبت جائزة الإسهام الفني والتي تعرف باسم "سعد الدين وهبة" إلى كمال كمال عن فيلم "الصوت الخفي" المغربي، وتسلمت الجائزة الممثلة آمال عيوش، أما جائزة صلاح أبو سيف لأحسن فيلم عربي، ذهبت إلى فيلم "حكايات شهرزاد" للمخرجة اللبنانية زينة دكاش، وتسلم الجائزة نقيب السينمائيين اللبنانيين، بعدها صعدت لجنة "الفبريسي" لتعلن عن ذهاب جائزتها لفيلم "دولارات من الرمال".
جوائز لجنة التحكيم الدولية
بعدها حان موعد جوائز لجنة التحكيم الدولية التي تترأسها يسرا، حيث تم دعوة اللجنة إلى المسرح، وقدم مدير التصوير المصري سامح سليم جائزة الهرم الفضي لأحسن إسهام فني، وذهبت لمدير التصوير زكي عارف عن فيلم "باب الوداع" المصري، بينما قدمت غادة عبد الرازق جائزة الهرم الفضي لأحسن ممثله وذهبت إلى "أديل هينيل" عن دورها في فيلم "الحب من أول الصراع" الفرنسي.
خالد أبو النجا كان على موعد مع جائزة الهرم الفضي لأحسن ممثل، والتي قدمها له النجم محمود حميدة، وذلك عن دوره في الفيلم الفلسطيني المرشح للأوسكار "عيون الحرامية".
وحرص أبو النجا على التأكيد في كلمته على أن الجائزة عزيزة على قلبه، موجها الشكر للجنة التحكيم، ومنتج الفيلم الذي أصر على تقديمه بفلسطين تحت الاحتلال، وكذلك مخرجة الفيلم نجوى نجار لثقتها به، وقبل كل هؤلاء أهل فلسطين "اللى حبهم غمرني" كما قالها أبو النجا، الذي استشهد ببطل الفيلم "طارق" الذي اكتشف أن الحياة قصيرة للغاية، ولا يبقى فيها بعد رحيلنا سوى حبنا.
جائزة الهرم الفضي لأحسن سيناريو قدمها المؤلف تامر حبيب وذهبت لفيلم التحريك البرازيلي "الصبي والعالم"، أما جائزة الهرم الفضي لأحسن مخرج قدمها خالد يوسف، وذهبت لمخرجة الفيلم اليوناني "إلى الأبد" مارجريتا ماندا.
حضور تجاوز الـ 21 ألف متفرج
بعد الإعلان عن جوائز الهرم الفضي، تم دعوة الناقد الفني سمير فريد رئيس المهرجان، ليعرب في كلمة مقتضبه عن سعادته بالدورة، موجها شكره للحضور والجمهور، الذي تجاوز عددهم 21 ألف متفرج على مدار أيام الدورة، كما تجاوزت إيرادات معرض الكتاب بالدورة الـ 100 ألف جنيه.
وبعدها قدم وزير الثقافة جابر عصفور، الذي طالب بدوره الإعلان عن جائزة الهرم الذهبي لأحسن فيلم، لتحضر يسرا إلى المنصه من أجل الإعلان عن الجائزة، وسبقت الإعلان بأمنيتها أن يكونوا قد رفعوا رأس مصر في دورة المهرجان.
إيران الغائبة تفوز
معلنة فوز فيلم "ميلبورن" الإيراني بجائزة أحسن فيلم، على أن يتم إرسال الجائزة للمخرج بموطنه، نظرا لعدم تمكن أسرة الفيلم من الحضور إلى مصر.
ختام الحفل كان بكلمة لوزير الثقافة الذي قال في مقدمة الكلمة "الحمدلله لقد وعدنا ونفذنا ما وعدنا به، تحدينا كل الصعاب وهانحن قد نجحنا في ذلك".
ووجه عصفور في كلمته الشكر لكافة اللجان التي عملت على إنجاح المهرجان، وكذلك وزارة الآثار ووزارة السياحة وكل الهيئات التي أسهمت في المهرجان.
واعترف عصفور بوجود بعض الأخطاء والتقصير، طالبا من الجميع أن يلتمسوا لهم العذر لأنهم كانوا في ارتباك وقلق، قائلا "أنتم أهلنا وستغفرون لنا التقصير".
وقال وزير الثقافة أنه لا يخفي سعادته بفوز الفيلم الإيراني بالجائزة، على الرغم من وجود مشاكل سياسية بين مصر وإيران، ولكن الفن إبداع، ولحسن الحظ أن الفيلم الإيراني يعلمنا شئ جديد وهو أن السينما مقاومة للاستبداد، مشيرا إلى كون مخرج الفيلم لم يحضر للمهرجان بسبب أزمات السياسة.
في النهاية إلتقط الفائزون صورة تذكارية جمعتهم بوزير الثقافة ورئيس المهرجان وكذلك أعضاء اللجان المختلفة، ليسدل الستار على دورة المهرجان.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.