تداخلت فنون الشاشة مع فنون العرض المسرحي في النصف الثاني من القرن الماضي ، تبعا لتداخل ثقافة العصر ، منذ غزت الميديا ووسائل نقل المعرفة ثقافات الأمم ، وسيطرت على وسائل إنتاج المعرفة الأمر الذي يحض الباحثين في مجال الصلة تلك أن يبخثوا فيما بين الفنون المعاصر والحداثية وما بعدها من تداخل الوسائل والصور وأثرها في عملية التكوين المعرفي لدي أهل الإختصاص . وقد ظهرت لي من خلال ملاحظاتي لتطور مسألة اشتباك الفنين المسرحي والسينمائي بعض الأفكار أو القضايا حول مسألة تداخل الفنين أوجزها في هذا المقال :
• وجوه التقارب ووجوه الاختلاف في صناعة الصورة في المسرح عبر مناهج إخراجه المختلفة ، وصناعة الصورة في فنون الشاشة الفضية .
• استندت إلى أن كلا الصورتين ( تليفزيونيا ومسرحيا) يعتمد على الخيال بداية ، وعلى التعبير هدفا يؤثر به دراميا وجماليا.
• فصناعة الصورة تبدأ بفكرة افتراضية يريد الأديب أو الفنان تجسيدها ، باعتبارها مادته الأساسية ، التي سيؤسس عليها صنعته.
• وهي فكرة مركبة من فكرتين متعارضتين باعتبارها فكرة درامية ،
• وبذلك يحرص الفنان مؤلفا ومخرجا على اختيار كل العناصر المساعدة على الاشتباك بين طرفي تلك الفكرة المركبة من مواد قابلة للاشتعال الدرامي المشع والمولد للصراع .
• وبذلك يتمكن من صياغة أو نسج خيوط الصورة الفنية الدرامية سواء في المسرح أو علي الشاشة ؛ لتستوي أمام المشاهد تعبيرا فنيا دراميا مقنعا ومؤثرا.
• غير أن لكل من فن ( الصورة الدرامية المسرحية) وفن (الصورة الدرامية التليفزيونية) خواصه التي يتميز بها كل من هما عن الآخر ، بدءا من كتابة الصورة الفنية في النص المسرحي ، وفي نص السيناريو .
• على أن جهد الكاتب الدرامي في كلا الفنيين يقف عند النص؛ حيث تظل الصورة حبيسة دفتي الكتاب ، أو المخطوط ، حتى يهب مخرج ما ليبعث فيها الروح ، بإعادة إنتاجها بالترجمة الحية أو بالتفسير أو بالتأويل ، مستخدما تقنيات الوسيط أو الحقل الفني الذي تخصص فيه ( مسرحيا أو تليفزيونيا)
• شغل هذا البحث إذن بدراسة العلاقة بين صناعة الصورة مسرحيا وصناعتها تليفزيونيا. مستعينا بمحاور منهجية تخللت أربعة فصول هي مجمل فصول بحثي هذا وتتمثل في مجموعتين شملهما الفصل الأول :
• منظومة محاور إجرائية منهجية .
• منظومة محاور في القضايا الفنية الملتبسة أو المشتركة. بين الفنين
وهي كالآتي :
( اشكالية البحث – أهميته – الدراسات السابقة – مصطلحاته – حدوده – أهدافه-فروضه - لإبداع بين لغة الصورة ووظيفتها في التعبير الدرامي – الصورة والتصور بين التعبير الدرامي المسرحي والتعبير الدرامي التليفزيوني – التصور بين التعبير والتشكيل )

ولا يمكن إشكالية التداخل بين لغة العرض المسرحي ولغات الشاشة تداخل الصورة التليفزيونية مع الصورة المسرحية في عصر العولمة وللإطار الأدبي والفني دور في تشكيل درامية الصورة ، وهو شركة بين فن الإخراج بين الكتابة والصورة المتخيلة والمجسدة- فن المخرج بين الرواية السردية المسموعة والمرئية

دور التصور في التأسيس النظري لصناعة الصورة – دور التلوين الأدائي الصوتي للدور التمثيلي في تباين صنع دلالة التعبير الدرامي وجمالياته – في المسرح وفي الفيديو - دور مشاهد الاسترجاع الدرامي في صناعة الصورة وتنوعها في الفيديو عتها في المسرح – دور التناسب بين الكتلة والفراغ والضوء والتظليل والعتمة في خلق جمالية التأثير الدرامي ودلالاته .- دور لغة الألوان وتناغمها ما بين الإضاءة والماكياج في الإيهام بالبيئة وبالحالة النفسية وبالانتقال الزماني والتقدم العمري – دور تقنية التكبير والتصغير فيما بين النسب في أحجام مكونات الصورة بشريا أو مكانيا

قضايا التداخل بين الفنين:

لغة الصورة التقليدية في العرض المسرحي عن لغة العرض المسرحي البديل والعرض المسرحي التفاعلى . كما تختلف عن لغة الصولرة في المسلسلات الدرامية من حيث تجليات الصورة في الفيديو وتوظيف تقنيات التشظي خاصة في تتر المسلسل وفي اللقطات في لغة الصورة والتركيز على مركز الثقل ومواضع الصدمة الدرامية و تقنية المقاربات في المواقف الدرامية حيل التخلص الدرامي بمشاهد الاسترجاع والمنظور المعكوس


لقد زاحمت فنون الميديا فنون المسرح ، حيث تراوح أثر تبادل فنون المسرح وفنون الشاشة ما بين الإيجاب والسلب كما أثرت التكنولوجيا الرقمية في المسرح تاثيرا عجائيا من حيث استخدام أجهزة الديجيتال في إنجاز العرض المسرحي في أقصر وقت وبأيسر الطرق وبجودة عالية ، كما أثرت سلبا في تهميش سحر اللقاء الحميمي بين العرض والجمهور ، ورعشة الفن .- الصورة هبة المسرح قبل أن تكون هبة الشاشة – للصورة في فنون المسرح وفي فنون الشاشة دورها في تقوية روابط التضامن بين الفن والحياة بوصفها إنعاشا بصريا للمتفرجين – اشتبكت فنون الفيديو وفنون السينما على خشبات المسرح اشتباكا فنيا غيّر من شكل الصورة ومن لغتها ؛ مما أسهم في تطوير صناعتها - أثر شكل التداخل بين لغة الصورة المسرحية مع لغة الصورة في فنون الشاشة على ثقافة التلقي في عملية الاتصال الجماهيري- تفوقت صناعة الصورة التليفزيونية تقنيا على صناعة الصورة المسرحية دون أن يطمس سحر الصورة المسرحية لتميزها بحالة التواصل الحاضر والمباشر مع الجمهور – فرضية ارتباط ازدهار الإقبال الجماهيري على مشاهدة العروض المسرحية بازدهار الممارسات الديموقراطية في المجتمع وانكماش الرواج مع انكماش الممارسة الديموقراطية في المجتمع .

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.