قتلت يحيي, قتلت يحيي “خرجت زينب تجرى مسرعه من باب بيتها القديم المتهالك التى تنشع الرطوبه فى اركانه بشعرها الاجعد المنكوش وعينيها الزائغتين عاريه تماما كما ولدتها امها. بدت فى حاله غريبه اقرب للجنون منها الى العقل تدور بعينيها فى المكان باحثه عن اللاشئ وبدا جسدها العارى اغرب كثيرا مما كنا نراها وهى بجلبابها الوحيد التى كانت ترتديه فى كل المناسبات.

صدر متهدل وبطن مفروده مترهله وساقان اصابهما الاعوجاج حتى لا تكاد تعرف هل هى مقبله ام مدبره اما ذراعاها فيبدو ان النحات نسى ان يضيف اليهما شيئا ما ضرورى. خرج يحيي بلباسه التحتى الذى يشبه سراويل الصيادين وراؤها حاملا عصاه الرفيعه محاولا ضربها لاعادتها الى البيت جارا اياها من شعرها دون طائل. بينما صاحت نسوه الحى (حد يسترها..حد يسترها)..القت احداهن الى بجلباب اسود قديم لسترها وكنت فى منتهى الرعب من منظرها الذى يشبه امنا الغوله التى يصوروها لنا فى الحواديت. اقتربت منها ببطء ناشره الجلباب امامى بذراعى المفرودتين متخذاه كستار يحمينى فى حاله الهجوم –او هكذا تصورت – وحينما اقتربت منها فوجئت بتغير كامل لملامحها وضحكه صافيه من عينيها العميقتين النافذتين واقتربت منى وقالت بعض كلمات غير مفهمومه وتمتمات غامضه عن شئ جميل او صافى او ماشابه. البستها الجلباب بالكاد نظرا لضيقه الشديد عليها ووجدتها فى ذات اللحظه تنظر بشرود لشيئا ما يقبع فى اخر الحاره. خفت فى البدايه ان التفت فلربما تكون خدعه منها للهروب او البطش او الهجوم على يحيي مره اخرى. وعلى حين غره جرت زينب بكل قوتها الى اخر الحاره ,وحين التفتت لارى ماتجرى نحوه وجدت تمثالا مهولا يسد الحاره الضيقه من اليمين الى اليسار.

تمثال اصفر لامع جالسا مربعا قدميه عاقدا يديه على صدره فى تحد واضح عينانان ساخرتين وابتسامه ماكره يشبه فى مجمله تمثال “بوذا “المعروف. جرت زينب بكل قوتها مندفعه الى التمثال واخذت تسدد له الركلات بارجلها ويديها الرفيعتين حتى راينا فجأه التمثال ينهار ككومه رمل وللعجب كانت كومه الرمل تحتوى على العديد من العملات الذهبيه تدفقت معها منفجره فى كل مكان. سارعت زينب فدخلت فى كومه الرمل تعب من القطع الذهبيه قدر استطاعتها.وبينما انا واقفه الى جوار الحائط المتهالك شاهدت فتاه فى مقتبل العمر بسيطه الملامح فقيره الملابس يبدوا عليها الخجل والحياء تسند كتفها على الحائط فصحت بها (واقفه ليه ماتروحى تاخدى لك شويه زى زينب ؟) التفتت الفتاه الى وسارت خجلى منكسه الراس الى الرمال فاخذت ثلاث قطع ذهبيه و……..انصرفت

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.