شهدت مسابقة "فضاءات من نور" للتصوير الفوتوغرافي في دورتها الثانية والتي أطلقها مركز جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي في 11 ديسمبر الماضي، وانتهى موعد التسجيل بها في 31 يناير الماضي، إقبالاً شديداً، من محبي التصوير والمصورين من مختلف أنحاء العالم، فقد استقطبت المسابقة نحو 5000 صورة مشاركة من 50 دولة في فئاتها الثلاث.


ووصل عدد المشاركين إلى 566 مشاركا، رغبةً منهم في إبراز مواهبهم وتميزهم بما يؤكد على مكانة المسابقة كحدث تراثي ثقافي عالمي يجذب اهتمام كافة فئات وشرائح المجتمع على حد سواء، إلى جانب ما تشكله هذه المسابقة من محاولة لرصد جماليات جامع الشيخ زايد الكبير وإبراز أهميته المعمارية والفنية.


تأتي مسابقة "فضاءات من نور" للتصوير الفوتوغرافي والتي تنظم تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، احتفاءً بالجماليات المشهدية والثقافة البصرية في جامع الشيخ زايد الكبير، وإيماناً من إدارة المركز بقيمة الصورة الفوتوغرافية كوثيقة حية في نقل واقع المكان وأرشفته بحس جمالي مرهف يضيف لقيمته التاريخية أبعاداً فنية ورؤى جمالية ساحرة.


وتهدف المسابقة إلى الإسهام في تطوير الحركة الفوتوغرافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر تحفيز واستقطاب أكبر عدد ممكن من المصورين، وذلك من خلال الاهتمام بالمواهب ودعم المحترفين، ويعمل هذا النوع من المسابقات على توثيق الإبداع المعماري والمميز لهذا الصرح الكبير بطرق منهجية وعلمية وتقديمه للمتلقّي بشتى الوسائل التقنية الحديثة، ويخلق المزيد من جو التنافس والتواصل والوعي بين الأجيال بالشكل الذي يتماشى مع التطور التكنولوجي والفني والحضاري من خلال التعرّف على عالم الفن والتراث في عالمنا الإسلامي.


تنقسم المسابقة إلى ثلاثة أقسام أساسية هي: "الصورة البانورامية، الصورة المقربة، الجامع والناس"، و يبلغ مجموع جوائزها 300 ألف درهم إماراتي، مخصصة لتسعة فائزين، بواقع ثلاثة فائزين عن كل فئة من فئات المسابقة الثلاث، حيث تبلغ قيمة الجائزة الأولى 50,000 درهم، الجائزة الثانية 30,000 درهم، الجائزة الثالثة 20,000 درهم.


وتواصل لجنة تحكيم المسابقة اجتماعاتها النهائية لاختيار أسماء الفائزين التي سيعلن عنها خلال الفترة المقبلة، وتحرص اللجنة على الالتزام بمعايير المسابقة المعلن عنها منذ البداية، من خلال تعاملها مع كل الصور المشاركة باحترافية وبموضوعية وشفافية، ومراعاتها في اختيار الصور الفائزة ، قدرة المصور على إبراز جماليات الجامع .


وقال يوسف العبيدلي مدير مركز جامع الشيخ زايد الكبير: إن المركز قام بدور كبير في تذليل العقبات أمام المشاركين في المسابقة وأعمال لجنة التحكيم المكونة من أربعة محكمين من ذوي الخبرات الإماراتية والخليجية والعالمية، الأمر الذي يعكس مدى اهتمام إدارة المركز بتشجيع المواهب، وتعزيز الميول الفنية لدى أفراد المجتمع الإماراتي، عبر رعاية فن التصوير الفوتوغرافي لدى المهتمين منهم، وتعليمهم وتطويرهم ودفعهم إلى الانغماس في محبة هذه الفنون الإنسانية الراقية.


وأكد العبيدلي أن الإقبال الكبير على المشاركة من مختلف الدول والثقافات في مسابقة من هذا النوع يعطي زخماً لـ "فضاءات من نور" ويجعلها تنطلق بقوة، وتشيع جواً من التبادل الثقافي والحوار الحضاري، مشيراً إلى أن المسابقة تعكس مدى اهتمام المجتمع بجامع الشيخ زايد الكبير بوصفه معلماً بارزاً في الإمارات والمنطقة وباعتباره صرحاً دينياً يعبر عن جماليات العمارة الإسلامية وخصوصيتها في أبوظبي.


وسينظم مركز جامع الشيخ زايد الكبير احتفالاً في مقره بأبوظبي لتكريم الفائزين وتوزيع الجوائز عليهم، وسيقيم معرضاً يضم الصور الفائزة في المسابقة، إضافةً إلى عدد كبير من الصور الأخرى المشاركة والمختارة من قبل لجنة التحكيم على أن تصدر لاحقاً في مجلد خاص.


يشار إلى أن الدورة الأولى من المسابقة والتي نظمها المركز العام الماضي، قد حظيت باهتمام كبير من مختلف وسائل الإعلام والمهتمين واستقبلت 4000 صورة مشاركة من نحو 50 دولة من مختلف دول العالم، وفاز بها تسعة فائزين من الإمارات وعدة دول عربية وأجنبية 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.