أعلنت دار المزاد العلني الفرنسية "كورنات دو سان سير"، تعليق بيع أدوات استعملت في تعذيب الجزائريين إبان المرحلة الاستعمارية، في المزاد العلني المقررة في 3 إبريل نيسان بالعاصمة الفرنسية باريس.

 وبرّر مُثمّن دار المزاد العلني المذكورة أسباب تعليق البيع، حسب مواقع إلكترونية فرنسية، قائلا: "أمام الانفعال الذي أثاره هذا البيع قررنا تعليقه بغية السماح لجميع الأطراف المعنية بدراسة المحتوى الحقيقي لهذه السلسلة بهدوء".

 وأثار بيع أدوات تعذيب الجلاد الفرنسي، فارنان ميسونيي، في المزاد العلني سخط عديد من جمعيات حقوق الإنسان في فرنسا وفي الجزائر، فيما اعتبر مجلس المبيعات الطوعية عملية البيع هذه "قانونية".

 وأعرب وزير الثقافة الفرنسي، فريديريك ميتيران، الجمعة عن أمله في أن يتم إلغاء البيع الذي يضم 350 قطعة ووثيقة حول التعذيب. وأشار الوزير -في بيان- إلى أن "المجموعة المعنية تعبر عن الوحشية والمرضية وليس الثقافة، كما أنها تثير تساؤلات تاريخية مؤلمة من حيث مصدرها".

 وتتكون مجموعة الأدوات من 350 قطعة استعملت أساسا في "الإعدام والتعذيب وغيرها من المعاملات غير الإنسانية والمهينة"، وكانت هذه الأدوات ملكا للجلاد الفرنسي الذي نفذ حوالي 200 عملية إعدام في الجزائر بين 1957 و1962.

 يذكر أن هذه العملية أثارت استياء كبيرا في الجزائر بسبب مساسها بمعاناة الجزائريين إبان الحقبة الاستعمارية، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجزائريون اعتذارا من فرنسا على جرائمها تقوم اليوم ببيع أدوات للتعذيب والوحشية.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.