العنف يهدد المنجزات التي حققها الإنسان خلال السنوات الماضية، والأسوأ من ذلك كله عندما يتعدى ويمتد هذا العنف إلى الفئات الضعيفة في المجتمع كالمرأة مثلا.. وهو الملف الذي يناقشه مركز الاعلام التقدمي في هذا التحقيق:

الدكتورة بلقيس علوان- استاذة كلية الاعلام بجامعة صنعاء- قالت لـ"مركز الإعلام التقدمي": إن موضوع العنف ظاهرة اجتماعية موجودة في كل المجتمعات، فهي توجد بلا استثناء بدرجات مختلفة وفقا لدرجة التحضر. فهناك من العنف مالايدرك المعنفين انة عنف بالنسبة لهم بمعنى ان يكون الضرب شي طبيعي انه يضرب الولد او البنت اوالزوجة او الزوج قد يكون طبيعي بالنسبة لهم لانهم لايدركون انه عنف ويعتبر هذا امر طبيعي حسب تحضر المجتمع والثقافات السائدة وكلما اقتربنا من الاسرة التقليدية والريفية توجد بكثرة.بلقيس علوان

وتضيف:  كذلك الفتاة لايحق لها ان تبدي رأيها في موضوع الزواج مثلا ولو ردت بالايجاب فهي قليلة حياء.. فالفتاة التي لا تتكلم ولا ترد ولا تبدي رأيها فهي مؤدبة وماعدا ذلك فهي قليلة ادب تواجه ضده بالعنف.

وتؤكد الدكتورة علوان: أن العنف يختلف مع الزمان والمكان ويرتبط بمتغير التعليم، فكلما ارتفع المستوى التعليمي كلما كان الاحساس بالعنف اعلى وكلما كان العنف اقل.

 ليس تربية
تقول الدكتورة علوان  حول الاسباب التي تكمن وراء العنف: ان العنف ليس تربية لذلك يجب ان يكون هناك توعية في اساليب التربية المختلفة، فالتربية قد تكون مبرر للعنف فنجد انه عنف كبير يمارس ضد الابناء والبنات بدعوى التربية، وكذلك العنف قد يكون بأشياء اخرى والضرب الذي نعتبره العنف الجسدي اخر القائمة. فهناك عنف نفسي وعنف اجتماعي، وقد يكون العنف النفسي اقسى انواع العنف فيظل وقعه اصعب لان الالفاظ السلبية او البرمجة اللفظية السلبية مع التكرار ممكن ان يقتنع الطفل مثلا انة حمار او غبي.

وتشير إلى أن هناك عنف بسبب النوع فتعنيف الاناث على اشياء لا يعنف بها الذكر مثل التأخر، المناقشة، رفع الصوت، ابداء الرأي، فيجب ان ندرك معنى العنف جيدا لكي نحد من استخدامة.

عــــادات سيئـــة
عبد الرقيب احمد- 24سنة.. يقول: لا شك ان العنف ضد المرأة يعتبر من العادات السلبية المنتشرة في المجتمع اليمني بصفة خاصة والمجتمع العربي بصفة عامة وقد يترتب علية الكثير من المشاكل التي تهدد النسيج الاجتماعي للمجتمع كالطلاق والتفكيك وغير ذلك, فغالبية اسباب الطلاق ترجع الى العنف ضد المرأة.

ويلخص عبد الرقيب تلك الاسباب بـ اولا- قوة العادة التي تجرنا الى الوراء دائما بأعتبار المرأة كائن منقوص الحقوق في مجتمعنا ولذا وجب نعتنا لها (بالمكلف) وغير ذلك من الاسماء التي تحط من ادميتها فما تربى علية المجتمع في سنين مضت صعب علينا ان نلغيها بسهولة. وثاني الاسباب الفقر المنتشر في المجتمع قد يكون من احد الاسباب نظرا لعدم قدرة الاب على توفير متطلبات الاسرة وذلك قد يسبب الكثير من الضغوط الممارسة عليهم من قبل زوجته الذي بدوره قد يعتبر العنف ضدها هو السبيل الوحيد للتخلص من ضغوطاته. واخير قد يكون الجهل وقلة الوعي لدى المجتمع بخطورة العنف ضد المرأة احد الاسباب وذلك لنتيجة قصر الرؤى لدى المتشبث بالعنف عن المشاكل المستقبلية التي قد تحدث بسبب افراطة في العنف ضد المرأة.

وترى عفاف محمود- طالبة جامعية: ان اهم اسباب العنف ضد المرأة هي الامية والجهل المنتشر في المجتمع اليمني بصفة خاصة والمجتمعات العربية بصفة عامة، بالاضافة الى العادات والتقاليد التي تجرنا دائما الى الوراء بأعتبار المرأة كائن منقوص الحقوق في مجتمعنا.

عبد الفتاح الابارة – 26 سنة : يقول إن هناك اسباب متعلقة بالرجل من وجهة نظري منها الامية والجهل الذي يعاني منه معظم الاشخاص في بلادنا حيث يعتبرون المرأة بمثابة "حيوان"- على حد تعبيره- للعمل داخل البيت ولا يعطوها حقوقها, وكذلك تعنت الرجل ومحاولتة اظهار رجولتة على زوجتة حتى لايظهر امام المجتمع بأنه اقل رجولة من غيرة وهذه عادة سيئة في المجتمع اليمني, وعدم الصبر لدى بعض الرجال فمجرد مشكلة بسيطة مع زوجته يلجأ للعنف بدلا من محاولة تهدئة الامور ومن ثم اعطاء النصح لها.

ويضيف الإبارة: فيما يتعلق بالمرأة فهناك المرأة المتسلطة التي تحاول ان تجعل من الزوج كأداة في يدها تحركه كيفما تشاء, والمرأة الغبية التي لا تستطيع ان تهدئ من غضب زوجها اثناء حدوث مشاجرة فيما بينهما بل تزداد تعنتا وصلابة في موقفها مما يؤدي الى خروج الزوج عن ارادته، وقد يكون سبب عنف الرجل ضد المرأة هو عدم مقدرة المرأة على ادارة شؤون بيتها بالشكل الامثل.

  الحلــــــول
فيما يتعلق بالحلول، تقول الدكتورة بلقيس علوان: يجب ان يكون هناك توعية في اساليب التربية المختلفة بالاضافة الى توعية وتثقيف المرأة بحقوقها وواجبتها في المجتمع لكي تكون على معرفة بهذه الحقوق والواجبات كمقدمة للمطالبة بها والحفاظ عليها، فمن لا يعرف حقوقه لا يمكنه المطالبة بها، ولا يمكنه الدفاع عن المكاسب التي حققها.

أما عبد الرقيب أحمد فيرى بان الحل هو: عمل برامج توعوية بأهمية المرأة ودورها في المجتمع عبر دورات مكثفة للقضاء على ارث العادات المكتسبة سابقا والتي عملت على تصوير المرأة بأنها شخص منقوص الحقوق وانة لا يرضى ان يكون مشاركا في بناء المجتمع.

بينما ترى عفاف محمود: ان الحل يكون عبر برامج التوعية في جميع وسائل الاعلام بأهمية المرأة ودورها في المجتمع, وكذلك عبر دورات مكثفة للقضاء على ارث العادات المكتسبة, بالاضافة الى توعية المجتمع بخطورة العنف ضد المرأة وجهلهم بالمشاكل المستقبلية التى قد تحدث عند افراطهم في استخدام العنف ضد المرأة.

 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.