يوثق كتاب مغامرات بين خرائب باشان الرحلة التي قام بها الرحالة الايرلندي د. وليم رايت إلى حوران سهلاً وجبلاً انطلاقاً من دمشق في نيسان عام 1874.

 ويقول مترجم الكتاب الباحث كمال الشوفاني إن الكتاب يؤرخ لمرحلة مفصلية في تاريخ جبل حوران وسهله حيث بدأ سخط الناس على الإدارة العثمانية بسبب سياستها التعسفية من فرض للضرائب والتنكيل بالسكان ومحاربتهم في لقمة عيشهم موضحاً مدى التفاعل والتعاضد بين السهل والجبل عن طريق الرسل المتبادلة بين الطرفين لرفض سياسة الدولة العثمانية.

 ويشير الشوفاني إلى احتواء الكتاب على بعض الشخصيات التي قابلها الرحالة والأماكن التي مر بها مع تقديم ملحق صور ووثائق خاصة بذلك.

 وحول أهمية هذا العمل يوضح الشوفاني أن هذا الكتاب هو الثاني له عن موضوع الرحالة بعد أن ترجم سابقاً كتابا للرحالة غير ترود بل بين عامي 1900 و1905 وبالتالي أصبح لديه مشروع لتوثيق تاريخ الجبل في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين عبر ما ذكره الرحالتان وخاصة كون المكتبة العربية تفتقد لكتب مترجمة عن تاريخ الجبل على لسان الرحالة حيث لم يترجم سوى ثلاثة كتب من أصل العشرات مضيفاً في هذا الإطار انه بصدد ترجمة كتاب ثالث يتناول فيه الرحالة الإنكليزية فريا ستارك عام 1927.

 يذكر أن وليم رايت يعتبر من أهم الرحالة في القرن التاسع عشر و هو أول من اعتبر الحثيين أصحاب إمبراطورية عظيمة وقام بأبحاث عديدة حولهم أثناء وجوده في سورية شملها في كتابه الأول الإمبراطورية الحثية الذي صدرت طبعته الأولى عام1884 أما كتابه الثاني فكان عن عائلة برونتي الشهيرة بعنوان "آل برونتي في ايرلندا" صدر عام 1893 و تركز حول علاقة الأديبات الشهيرات إميلي وتشارلوت وآن برونتي بايرلندة فيما كانت آخر أعماله من خلال وجوده في سورية كتاب تدمر وزنوبيا الذي أضيف إليه جزء كبير يعتبر كتاباً بحد ذاته وهو مغامرات بين خرائب باشان الذي رأى النور عام 1894 قبل وفاة رايت بعدة سنوات.

 يقع الكتاب الصادر عن دار ليندا للنشر في 200 صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على تسعة فصول يتضمن وصفاً لطبيعة المنطقة والحياة الاجتماعية والعادات التي كانت سائدة في تلك الفترة والمعالم الأثرية الموجودة والواقع الزراعي حيث كان الاعتماد آنذاك على زراعة الذرة كما يصوب لحادثة تخطئ عشرات الكتب في تحديد تاريخها وهي نهاية حكم أسرة الحمدان في جبل حوران موضحا أن نهاية حكم هذه الأسرة كان في عام 1874 وليس في عام 1869 كما هو شائع."

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.