اكد الحارس الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن "سابقا" الاستاذ ناصر البحري ان القاعدة ستنتهي كتنظيم لكنها ستبقى في بعض المناطق تحت مسميات حكومية او سيستفيد منها الاخرين، مؤكدا ان تنظيم القاعدة عمليا اختفى وذاب في تنظيمات كبرى مثل الامارة الاسلامية في العراق وكذلك حركة طالبان دولة افغانستان وايضا جبهة تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي الكبير، مرجعا مشكلة القاعدة الى تحولها لفكر رغم انها ليست فكر ولا تحمل  فكرا، واصفا اياهم بـ"مجموعة من الناس لديهم هدف والهدف هذا تاهوا عنه".

واتهم البحري في لقاء خاص مع "لمركز الإعلام التقدمي" الحكومة اليمنية بالدعم الامريكي الجوي والبحري في الترويج للقاعدة ليس فقط في اليمن بل في العالم اجمع بأكثر من حجمه، مذكرا الجميع بأحداث المعجلة عام 2010م التي وصفها بالخطأ الفني الذي راح ضحيته اكثر من 60 طفل وامراه في منطقة المعجلة بأبين، مؤكدا انه كان بإمكان الاجهزة الامنية ان تقوم باعتقال المطلوبين الاثنين بكل هدوء بدون القصف والطائرات بدون طيار بسبب تواجدهما في سوق القات.

ويضيف البحري: بعدها بأيام اجتمعت القبائل اليمنية كلها في الجبل لتعزية اهل معجلة فتم بث الصور على ان تنظيم القاعدة يحتشد بعشرين الف مقاتل، مشيرا الى ان القاعدة لو كانت تمتلك خمسة الف مقاتل كان دوخت العالم فما بالك بحكومة ضعيفة مثل حكومة اليمن خمسة الف مقاتل ينهوها، متهما الإعلام بالتلاعب وعدم القيام بدوره الصحيح.ياسر العبادي وناصر البحري الحارس الشخصي لاسامة بن لادن

ويرى البحري ان الحل الامثل والصحيح ان يتكاتف جميع اطياف المجتمع اليمني بكل ما تحمله الكلمة من تكاتف سواء كانوا رجال دين او اقتصاد او سياسة او ثقافة حتى رجال امن يتكاتفوا جميعا ويضعوا مشروع متكامل الاطراف لعله يكون بداية لتهدئة وضع البلاد بالكامل، اما اذا هدينا الامور من مكان فجرتنا القاعدة في مكان اخر فهذا منطق غير مقبول ودليل على ضعف الدولة.

وجول اسباب التطرف والارهاب، يقول ناصر البحري: يجمع الباحثون في قضية التطرف والارهاب ان اسبابه لا تنحصر في الجهل بأحكام الدين، وانما منها ماهو سياسي، ومنها ماهو تربوي، ومنها ماهو نفسي، ومنها ماهو اقتصادي، ومنها ماهو ثقافي، ومنها ماهو مجتمعي. ويغذي التطرف احيانا الأفراد وأحيانا اخرى الجماعات، وفي بعض الأحيان مؤسسات ودول تحت مظلة النظام والقانون، وربما المحاكم الصورية ولذا نعالج التطرف والغلو في أهم أسبابه وهي:
أولا: الجهل بعدم معرفة حكم الله تعالى.
ثانيا: الهوى المؤدي للتعسف في تأويل النصوص.
ثالثا: أسباب تتعلق بالمجتمع والدولة.
رابعا: أسباب سياسية.
خامسا: الأوضاع الإقتصادية.

ويعتقد البحري أن هناك أسباب للتطرف والارهاب على مستوى خارجي تتعلق بواقع الأمة الخارجي من احتلال أراضيها وقتل أبنائها وهتك عرض بناتها ومصادرة ثرواتها وكشف أستارها وإسقاط هيبتها فما يحصل في أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال ولا شك انه سينعكس انتقاما في نفوس الشباب وسيكون وقودا صالحا للاشتغال متى ما اتيحت الفرصة. ولعل اخر هذه الأمور هو تدنيس المصحف الشريف في قاعدة غوانتنامو بكوبا وقاعدة بأغرام بأفغانستان واعتراف القوات الأمريكية بذلك وبورما، هذا على المستوى الخارجي.

أما أسباب التطرف والارهاب على المستوى الداخلي فيرجعها البحري إلى: بدء من الزج بالاف الشباب في السجون والمعتقلات تحت غطاء المحاكمات الصورية ومداهمة منازلهم وحرق سمعتهم والتشهير بهم ومنعهم من ممارسة حرية التعبير مثل (علي جار الله) وتعرضهم لأقصى درجات التعذيب النفسي والإهانة وسحق الإنسانية كل ذلك كفيل في أن يولد لنا تطرفا وإرهابا وانتهاء بالمطاردات الأمنية والمتابعة للذين قرروا ان يتركوا طريق العنف.

وحول أثر الفراغ الروحي الذي يحيط بالشباب في صناعة الارهاب، يقول البحري: إن عدم وجود ما يشبع رغبات الشباب خاصة إذا وافق ذلك بطالة وعدم وجود سبل الرزق وكسب العيش، كفيل في ضياعهم وربما انحرافهم مما يسهل توجيههم واستغلالهم من قبل أي إنسان كان وحسب رغبته وخططه وربما كان هذا الفراغ سببا للجريمة والإفساد في المجتمع.

أما بشأن علاج التطرف والارهاب، فيلخص البحري ذلك بـ(7) نقاط هي كالآتي:
اولا : لابد من تمكين العلماء الربانيين المخلصين والمشهود لهم بالعلم والاخلاص والتجرد وعدم التعبية او التعصب من توجية الشباب وفتح القنوات الاعلامية لهم وان يكونوا مرجعية حقيقية صادقة مخلصة للحاكم والمحكوم.
كما لابد من اجراء حوارات ولقاءات ومناظرات مع من يحمل فكرا فيه غلو او تطرف او عرضت عليه شبهة بقصد تشخيص المشكلة ومعالجتها , بعيدا عن المزايدات والتشهير وكيل التهم واستباق الاحكام والبحث عن مكاسب

دنيوية.
ثانيا: لابد من إنشاء لجان تضم خبراء من الشرعيين والنفسانيين والاجتماعيين والاقتصاديين والامنيين والإعلاميين لمعالجة ظاهرة الغلو والتطرف في المجتماعات , عبر دراسات علمية وميدانية جادة غير منحازة.
ثا لثا: محاسبة المجتمع والدولة على مايضخه الإعلام من انحراف خلقي ومايخالف العقيدة والاداب ومنع المساس بالدين واهله ومعرفة ان التحريات المنفلتة لاتولد الا ردة فعل منفلته غير منضبطة.
رابعا: تحسين الاوضاع السياسية الخارجية التي تجلب الدول مواقف معادية والداخلية التي تسمى بالمواقف الاممنية بعدم التضييق على حريات الناس المنضبطة واحترام المخالف والغاء المحاكم الصورية التي تغطي على رغبات النظام

في تصفية الخصوم والتعسف في حقهم.
خامسا: تحسين الوضع الاقتصادي للشباب بتوزيع الثروات بالشكل العادل وإتاحة فرص العمل والابداع والكمشاركة وإعادة تأهيل الشباب ليكون فردا صالحا في مجتمعة وامتة والقضاء على هاجس الرزق وانتظار الفتات واستغلال

هذا الفقر من قبل البعض لتجنيد الشباب لتحقيق اهدافا وغايات غير مشروعة.
سادسا: ضرورة العدل واعطاء الناس حقوقهم سواء كانت حقوقا مالية او سياسية او اجتماعية او شخصية والقضاء على الظلم او تقليصه فان المجتمعات لايمكن ان يترعرع فيها الامن وقد ساد الظلم ومن الظلم سرقة اقوات الناس

واخذهم بالظنة وتعذيبهم ومصادرة عقولهم وعد انفاسهم بجريرة غيرهم, فأن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة المسلمة اذا كانت ظالمة.
سابعا: ملء الفراغ الروحي لدى الشباب من خلال:
1-    عقد الندوات في المؤتمرات التثقيفيفة على مدار السنة.
2-    تنشيط الرياضة ودعم الاندية والمبادرات الشبابية.
3-    تفعيل دور المساجد والمراكز الدينية في توعية الناس.
4-    إقامة المعسكرات الصيفية للتثقيف والترويح.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.