في الوقت الذي قررت فيه أغنى مقاطعة بألمانيا نصب خيم للاجئين القادمين من صربيا ومقدونيا وسوريا، لعجزها عن توفير أماكن إقامة لائقة بهم، اعترف وزير داخلية مقاطعة برلين بأن الحكومة الألمانية تصرف مليون يورو شهريا رواتب 169 شرطيا يحرسون لاجئة معتقلة في سجن النساء بألمانيا الشرقية سابقا.
ورفض وزير داخلية برلين، فرانك هنكل، أن يكشف عن هوية أكثر سجينة تكلفة في العالم، موضحاً أن مركز الاعتقال يتسع لـ 214 سجين، إلا أنه يضم حاليا سجينة واحدة فقط تنتظر الترحيل إلى بلادها.
 وبحسب صحيفة "برلينر تسايتونج"، فإن جمعية "مكافحة ترحيل اللاجئين" و"مجلس اللاجئين" في برلين والمعارضة الألمانية، تطالب بإغلاق المعتقل، معتبرين أن السجينة تعيش ظروفا غير مقبولة لكونها وحيدة، إلا أن الشرطة رفضت التعليق.
ويذكر أن هذه التكاليف الباهظة للسجن ليست جديدة. فقد دأبت الحكومة الألمانية على دفع مليون يورو شهريا رواتب موظفي السجن منذ تغيير قوانين اللجوء وصدور قانون ترحيل اللاجئين إثر توسيع الاتحاد الأوروبي لتضم بلغاريا ورومانيا، علما أن السجن لم يكن يستخدم إلا 20% من طاقته الاستيعابية.
وقال هنكل: "لسنا قادرين على إغلاق السجن حاليا، لأن افتتاحه جاء بناء على قوانين، ولابد من سن قوانين لإغلاقه".
وفي غضون ذلك، لجأت بافاريا، أكبر مقاطعات ألمانيا وأكثرها ثراء، إلى نصب خيم للاجئين الذين يتدفقون بأعداد غير متوقعة إلى ألمانيا، لعدم توفر شواغر في مخيمات اللاجئين.
وقال روبرت ديريغل، رئيس معسكر "زيندروف" بالقرب من نورمبرج في بافاريا، "ننوي أن نستبدل الخيم بوحدات سكنية متنقلة قبل قدوم فصل الشتاء"، علما أن درجات الحرارة تصل حاليا إلى 3 درجات مئوية خلال الليل.
وأضاف أن "اللاجئين الذين استلمنا طلباتهم، يمكنهم النوم وتناول الوجبات داخل المعسكر، ولكن لم تعد لدينا غرف شاغرة، وفشلت كل محاولاتنا لإيجاد أماكن جديدة".
 خيام لإيواء اللاجئين
 ولم تجد أكثر مقاطعة ثراء في أوروبا بكاملها، بديلا غير نصب خيام تتسع لـ 14 شخصا بأرضيات خشبية وتدفئة وإضاءة.
وتقع المقاطعة إلى جنوب شرق ألمانيا وتشكل نحو 20% من مساحة البلاد، ويقطنها 12 مليون نسمة وعاصمتها ميونخ، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للمقاطعة عام 2007 وحده نحو 434 مليار يورو فقط.
يقول ديريغل: "آخر مرة لجأنا إلى الخيام كان عام 1922. نصب خيم شيء يدعو للعار، ولكن ليس أمامنا حلول أخرى، إنها حل طارىء لحالة طارئة".
وقال عضو في لجنة الصليب الأحمر في المقاطعة التي تم التعاقد معها لطرح الخيام إنه "ليس لدينا معلومات عن الفترة التي سيطول اعتمادنا خلالها على الخيم، ولكن ينبغي أن تكون حلا مؤقتا"، مضيفا أنه "سيكون من الجيد إيجاد حلول أخرى في أقرب وقت ممكن".
وتحدث ديريغل وعضو لجنة الصليب الأحمر بخجل عن الحلول الأخرى وهي الوحدات السكنية المتنقلة.
ويذكر أن عدد اللاجئين ارتفع بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية، ووصل في بعض الحالات إلى أضعاف النسب المعهودة، ومعظمهم من صربيا ومقدونيا وسوريا.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.