رنا الحداد  ابنة الفنان الكبير عبدالرحمن الحداد.. صوت غنائي انطلق قبل عامين بأغنية وطنية بعنوان: «تألقي» فتألقت وأبدعت إلى حد ان من سمعها تنبأ لها بمستقبل كبير في عالم الأغنية العربية.
في  أول حوار صحفي تروي  قصتها مع الغناء ودور والدها في تشجيعها, وخطوتها القادمة التي تقول انها ستكون مصر رغم ارتباطها الكبير ببلدها اليمن: (أنا السمكة وبحري اليمن) لكن حبي لليمن يدفعني للظهور.. بدرجة من اختيار المكان المناسب للوسط الذي سأكون فيه ومصر  انسب مكان للانطلاق وأكثر مكان مشجع للوسط الفني... وتكشف رنا أن لديها مواهب أخرى غير الغناء مثل: تقليد الأصوات والأشكال, موضحة أنها تميل إلى الغناء الطربي وتجيد كل ألوان الغناء اليمني, وتقول عن اصلها وولادتها ونشأتها: «أنا حضرمية الأصل –عدنية المولد– صنعانية النشأة أي أنني اجسد الوحدة بكل حذافيرها وهناك فترة في حياتي عشتها في الخليج..» فإلى حصيلة الحوار:
 
 
> في بداية اللقاء تحدثت رنا عن بداية قصتها مع الغناء قائلة:
>> موضوع الفن في حياتي بدأ يأخذ ناحية جدية منذ عامين والوالد لم يكن لديه أية فكرة أني أحب أن اغني.. هو يعرف أن أولاده يهوون الغناء وأنا خجولة جدا لدرجة أنني لم أتجرأ أن اغني أمام والدي فالموضوع حصل مصادفة فعند زيارتي لسوريا مع الوالد وكان في حفلة جاء من باب الدعابة أن «رنا» صوتها جميل وفرض علي وقتها وأنا خجولة جداً ولم يكن في بالي أن أغني.. أحب الفن ويستهويني بشكل خرافي.
 > هل كنت تسمعين أغاني من قبل؟
>> اسمع بشكل طبيعي ويستهويني الطرب القديم أكثر من الطرب الحديث وجوي شعري طربي.
 
حب الانتماء
> هل تحفظين أغاني الوالد كلها أو بعضها؟
>> أجمل شيء في الوالد أنه رباني على حرية الاختيار والانتقاء في الميول الأدبية والفنية والدراسية، ولم يفرض علينا خط حياتنا، ولم يفرض علينا أغانيه في سماعها.. حالياً بدأت استوعب أغاني الوالد أكثر مما كنت استوعبها سابقاً.. بدأت أعرف أن لديه تاريخاً لم أكن أدركه سابقاً، فبحكم وطنيته الكبيرة وحبه للغناء اليمني فقد ربانا على حب الانتماء للوطن لكن الفن اليمني لم أكن دقيقة فيه.
 
الميول الفنية
> ما هي الألوان التي تميلين لها في الغناء؟
>> كنت أميل للفن الطربي القديم أم كلثوم ونجاة واسمهان كل القديم، لكن الموضوع اخذ بشكل جدي منذ عامين.. في الحفل كانت شركة إنتاج إمارتية موجودة وشركة تابعة لشركة «انفنيتي» وهي تابعة للشيخ طحنون بن زايد، بعدها أخذت تدريبات مع الاوكسترا السورية مع الفنان مجد نعسان آغا وجوان قرجولى وكانت هناك تدريبات كوكاليز وتدريبات سولفيج استمرت لمدة عام، ولم اكتف بالموهبة أو الفطرة فمهما بلغت في الإنسان الميول الفنية فلا بد من صقلها أكاديمياً وأنا شخصيا لم أحب صقلها أكاديمياً بشكل مبالغ فيه فاخرج من موضوع الإنسان في الغناء و تطغى علي الحرفية.
كسر الحاجز
>  هناك من استغرب أن بدايتك كانت أغنية وطنية في حين كان يتوقع أن تكون أغنية عاطفية؟
>> كانت هذه مقصودة ولا تحتاج لتفسير.. أحب أن تكون خطواتي مدروسة وتأخري في الإقدام على الموضوع الفني يجعلني أبدأ بشيء يستحق المعاناة التي سوف أتعرض لها، فلا بد أن تكون البداية بالدرجة الأولى مشرفة.. ومهما تعرضت لانتقادات تشعر بأنك قدمت شيئاً تكون فخوراً به.. أنا قدمت شيئاً مقتنعة جداً به ومنذ أن فكرت بالفن تمنيت أن أقدم شيئا لبلدي مرتبطا باليمن فكان أفضل شيء هو تقديم أغنية يمنية وتهيئة الظروف لهذا الشيء، وجاءت الفرصة رغم انه كان عندي حرج من الظهور فتم كسر الحاجز النفسي بالظهور والحمد لله أن أول أغنية غنيتها متعلقة ببلدي ولم أغنها عن جهل، فمن الممكن أن يقول البعض شابة وأخذتها الحماسة فغنت تلك الأغنية وتدخل مجال الفن مع العلم أن لدي فرصةً أن اظهر بشكل آخر، وحالياً أقوم بتحضير البوم فمن الممكن أن اظهر من بداية مشواري الفني بالبوم لكن طالما وجدت فرصة أقدم فيها شيئا أقنعني ويتحدث عن قضية وبالذات في الوقت الحالي.
> ما هو مشروعك القادم؟
>> حاليا هناك تواصل مع الدكتور عبد الرب إدريس بدأت اسمع ألحانه وبدأت آخذ العديد من الكلمات لعدد من الشعراء، وأنا مقتنعة بنمط الدكتورعبد الرب إدريس وأشعر انه أكثر إنسان لن يخرجني عن الهوية اليمنية والمنطقة المحيطة باليمن، كما اشعر بأنه أكثر إنسان سوف يظهرني بالصورة اللائقة للفتاة اليمنية.. فتاة شرقية بالدرجة الأولى.
بحري اليمن
> في حالة لوقدمت لك مغريات.. كيف تحددين مستقبلك الفني؟
>> لو تحدثنا عن الاستقرار، اليمن بالدرجة الأولى (أنا السمكة وبحري اليمن) لكن حبي لليمن يدفعني للظهور بدرجة مشرفة فلابد من اختيار المكان المناسب للوسط الذي سأكون فيه ومصر هو انسب مكان للانطلاق وأكثر مكان مشجع للوسط الفني.
> هل تكتبين الشعر؟
>> اكتب ولكن لنفسي.. عبارة عن خواطر.
> هل تجدين تشجيعاً من والدتك؟
>> الوالدة تعد المشجع الروحي والنفسي فقد ألقى معارضة من نواح أخرى ويفترض ألا نخوض فيها, لأن الشجرة المثمرة لابد أن ترشق بالحجارة وكل طريق له صعوبات وإذا لم تكن هناك صعوبات وكنت سلبياً وليس لك هدف في الحياة لذا يكون لك أداء، طالما لك هدف سيكون لك معارضون ولكن أكثر مشجعين لي هما: والدي من ناحية التطبيق ووالدتي من ناحية الجانب النفسي.
> كم تغنين في اليوم كجزء من البروفات أو ما شابه؟
>> قبل أن أفكر في الموضوع كنت اغني كثيراً إضافة إلى أن لدي هواية التقليد سواء في الأصوات أوالشكل، فأخذت الموضوع كهواية وليس سخرية.
الخط الجديد
> وماذا عن الألوان الفنية التي تستمعين لها كالشبابية والكلاسيكية وغيرها؟
>> أريد أن أقول أن الذي يريد الغناء لابد أن يسمع كل شيء.. أن يسمع الجيد والسيئ، ولكن الفن الطربي يستهويني إلى درجة أنني أتلقى انتقادات من أصدقائي بان جوي كلاسيكي، وممكن ان اتبع الخط الجديد ولكن بأسلوب لا يهبط من مستوى الكلمة ويمكن أن تواكب العصر باللحن والتوزيع لكي لا تفقد الكلمة قيمتها.
 
> كيف تجدين الصوت الغنائي النسائي في اليمن؟
>> لدينا أصوات رغم أن البعض يقلل منها.. لكن لم تجد الفرصة ليخدمها الإعلام خارجياً.. لو تحدثنا عن الأصوات التي وجدت صدى فالفنانة أروى من الأصوات التي نقلت صورة مشرفة عن اليمن.. فنانة احترمها وافتخر بها لان أسلوبها وطرحها راق إلى جانب الفن نجدها إنسانة مثقفة إضافة إلى أن لدينا فنانات كثيرات يصعب تهميشهن كما أن لهن تاريخ وان لم يكن لهن انتشار خارجي واسع، لكن لا يمكن تهميشهن داخل البلد.
تنوع كبير
> الألوان الغنائية التي تجيدينها.. وماذا يمثل التنوع لرنا الحداد؟
>> لدينا تنوع كبير وبصراحة كلما بدأت أفكر بجدية من ناحية الفن اشعر أن لدينا مدرسة وتراثاً ومن المخزي أن نبحث عنه في مكان آخر، فعلينا أن نوصله ولا نظل نهاجم وننتقد فكل إنسان ملزم بان يقدم بحدود ما يقدر، فأنا من خلال الفرص التي تعرض علي سواء من قبل شركات إنتاج او من قبل إفراد، أحاول استغلالها وانتقاء بعض الأغاني واصياغتها بتوزيع جديد لا يفقدها قيمتها.
 
قراءة التاريخ
>  كيف تنظر «رنا» للمشاكل الموجودة في المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة؟
>> ما يستفزني في الموضوع شعوري أن أكثر من يمشي وراء هذه الأمور مستخلص أفكاره السياسة والانتماء الذي وصل إليه من خلال قنوات التلفزيون والقنوات الإخبارية.. دائما نتحدث عن فكر شخص صاحب القناة أو عن فكر البلد الذي تبث منه القناة، وليس من السهل -كأي إنسان- ان تخلق انتماءً وفكراً سياسياً من خلال ما تشاهده في التلفزيون.. أنا أشجع على الاطلاع وقراءة التاريخ بالدرجة الأولى فلا توجد فترة زمنية خالية من السلبيات وكل فترة أيضا لها ايجابيات، والتاريخ يشهد بان الفترة الحالية بسلبياتها وايجابياتها تعد من أفضل المراحل، وأنا لم أعاصرها قبل الوحدة بحكم سني لكن الآباء الصادقين الذين ربوا أولادهم على حب الانتماء والتاريخ يشهدون إننا في أفضل فترة نفسية يمكن أن يعيشها المواطن اليمني، والذي يركز على الماضي يجد أن له سلبيات أقسى من الآن وأنا لا أقول اننا حالياً بعيدون عن السلبيات ولكن اذا قارناها بالماضي سنجد سلبيات الماضي أقسى بكثير.
 
> هل من هوايات أخرى ل«رنا»؟
>>  إذا تحدثت عن هواياتي بجانب الفن فهي القراءة.
> وماذا تقرأين؟
>> أميل لكتب علم النفس بحكم الدراسة.. ميولي كانت علم نفس وعلم اجتماع بالدرجة الأولى بعد ذلك توجهت لدراسته لان الناس لا تؤمن بالفطرة بقدر ما تؤمن بالشهادة.
> أين نشأت «رنا الحداد»؟
>> تربيت في صنعاء.. أنا حضرمية الأصل –عدنية المولد– صنعانية النشأة.. أي أنني أجسد الوحدة بكل حذافيرها وهناك فترة في حياتي عشتها في الخليج.
> لمن تغني رنا الحداد؟
>>  بالدرجة الأولى سأسلك الخط المائل للمنطقة الخليجية واليمنية.. لكن ماذا سأغني؟!.. ربي منحني نعمة إتقان العديد من اللهجات؟!!.
> ماذا سيكون عنوان الأغنية المقبلة؟
>>  لا أريد أن استبق الأحداث, هناك تواصل مع الدكتور عبد الرب إدريس ولم استقر على شيء معين.. استمع كلمات ولكن عند التنفيذ الموضوع سيكون مختلفاً.. لم استقر والدكتور عبد الرب إدريس يريد ان يحدد الشيء الأنسب لي.
> بعد «تألقي» كأغنية وطنية هل لديك مشروع لأغنية وطنية أخرى؟
>> نعم هذا ما يستهويني حالياً.. قرأت دواوين للدكتور عبد الولي الشميري سفير اليمن في القاهرة وأعجبت بها كثيراً.
إنسانة عقلانية
> الزوج.. تكوين أسرة.. هل لها حيز من تفكيرك الآن؟
>> لا يوجد إنسان لا يشغله هذا الموضوع لأن الأساس كانسان.. لا تجعل الدنيا تشغلك وتلقى عمرك ضاع وأنا مؤمنة بالقدر وان كان هدفي وفكرتي مغايرة.. حالياً لا أفكر بالزواج وأومن بالقدر بأنه ممكن في لحظة أن القى إنساناً عقله يتوافق مع أفكاري.. فأنا إنسانة عقلانية جدا في تصرفاتي.
> تعودنا أن أبناء الفنانين يتأثرون بآبائهم.. رنا الحداد هل لها خط وأسلوب معين خاص بها؟
>> لابد ان يكون لكل إنسان قدوة يتشرف به والأجمل أن تكون قدوته والده, ويفترض أن آخذ منه الخبرة.. وفي الأخير لابد أن اسلك خطاً مستقلاً بنفسي، لذا لابد أن آخذ خبرته لتخدمني.. واعتقد بأنني كفتاة لن يظهر تأثري بوالدي وفي المقابل بما يتأثر به الوالد.. هنالك أوقات اشعر بان صوتي مقارب لبعض الأصوات في الساحة، أحاول أن ابعد عن اللون الغنائي لان الصوت لا تستطيع التحكم فيه ولكن تحكم فيه باتخاذ أسلوب آخر حتى لا أصل إلى المقارنة لان الأصل سيظل هو الغالب.
> هل تغنين مع والدك الفنان عبد الرحمن الحداد؟
>> الشيء المثير أنني اخجل من الغناء مع الوالد رغم انه مشجع وانه من خلف الكواليس.
> هل تفكرين بعمل دوتو مع والدك؟
>> ممكن ولكن ليس في البداية حتى لايقال بأن «رنا» أخذت تجربة وخلاصة والدها.. هو شيء افتخر به ولكن انجح بأسلوبي فوجود والدي استغله في تسهيل بعض الأمور, ولكن الموهبة هي التي تفرض نفسها علي.
 
 
 
26سبتمبر

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.