تزامن العدوان السعودي على اليمن مع انشغال ايران وروسيا بمفاوضاتهما مع الدول العظمى بشأن ملف ايران النووي والذي تكلل بالنجاح وازعج اسرائيل والسعودية.


ويبدو ان التوصل للاتفاق بشأن نووي ايران قد افسح المجال للروس والايرانيين للتحرك الدبلوماسي لايقاف الحرب السعودية على اليمن.
ويتضح أن ايران تولت مهمة تفكيك الدول المتحالفة مع السعودية والمؤيدة لها في عدوانها على اليمن .


ورغم اعلان تركيا في وقت سابق دعمها للعدوان السعودي إلا أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لايران اليوم الثلاثاء ولقائه بالرئيس الايراني حسن روحاني والمرشد الاعلى للثورة الاسلامية الامام علي خامنئي قد غير النوايا التركية بشأن دعمها للتحالف السعودي واستعدادها للمشاركة فيه.



وعقب لقاء روحاني باردوغان قال الاول ان ايران وتركيا اتفقتا على ضرورة وقف الحرب في اليمن وتدعمان الحل السلمي عبر الحوار.
وبث التلفزيون الرسمي الايراني بيانا مشتركا للرئيسين جاء فيه :””تحدثنا عن العراق وسوريا وفلسطين.. كما أجرينا نقاشا مطولا بخصوص اليمن. وكلانا نرى أنه لا بد من أن تنتهي الحرب هناك في أسرع ما يمكن وأن يتحقق وقف كامل لإطلاق النار وتنتهي الغارات ضد اليمن”.



وانهى الرئيس التركي لقاءه بروحاني حيث زار مقام الامام الخميني والتقى بالمرشد الاعلى الامام علي خامنئي الذي قال “أن الحل في اليمن يتم عبر وقف التدخل الخارج”، مشددا على أن اليمنيين هم من يجب أن يقرروا مستقبل بلادهم.


كما اجرت ايران اتصالات مكثفة مع باكستان وبدا تأثير تلك الاتصالات واضحا حيث خرج وزير الداخلية الباكستاني قبل ايام مصرا بأن :” باكستان لا ولن نشارك في اي نزاع يقسم العالم الاسلامي.
واضاف “اذا كان هناك اي تهديد لسيادة السعودية او سلامة اراضيها، فباكستان ستدافع عنها ايا يكن الثمن”
ودعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اليوم إيران الى الانخراط في حوار حول اليمن.


كما يتوجه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لزيارة اسلام اباد في زيارة تأتي في سياق الجهود الايرانية لايقاف الحرب السعودية على اليمن.


من جانب آخر وفي نفس السياق ضاعفت روسيا مجهودها ومساعيها الدبلوماسية لايقاف الحرب على اليمن والتي بدأت مع بداية العدوان لكنها تضاعفت عقب الاتفاق حول ملف ايران النووي.


واعلنت روسيا عبر رئيسها ووزير خارجيتها ومساعديه رفض بلادهم للعدوان على اليمن وكان لها مواقف ايجابية في مجلس الامن.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي بموسكو “ أن روسيا والصين تتمسكان بالالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وعدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتقويض سيادة الشعوب.”


وقال لافروف: “نحن على قناعة بضرورة تسوية جميع النزاعات بالطرق السلمية فقط”.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.