حذر مسؤولان في الأمم المتحدة من تصعيد كبير في المنطقة بعد الغارات الجوية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على ميناء الحديدة غربي اليمن.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن في وقت متأخر الاثنين -تابعها “يمن مونيتور”- ناقشت هجوم الحوثيين على تل أبيب في 19 يوليو/تموز الجاري، وجرى التطرق لهجمات إسرائيل على ميناء الحديدة في اليوم التالي.
قالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام: “في اليمن، تتلاشى المكاسب الهشة الناتجة عن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022 بسبب التصعيد العنيف في المنطقة”.
وفي معرض تفصيلها للهجوم الحوثي على تل أبيب في 19 يوليو/تموز باستخدام مركبة جوية بدون طيار، أشارت إلى إدانة الأمين العام لذلك وأعربت عن قلقها إزاء خطر المزيد من التصعيد في المنطقة.
وأكدت “ديكارلو” أن ما جعل الوضع “أكثر خطورة” هو الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل في 20 يوليو/تموز واستهدفت مواقع حول ميناء الحديدة في اليمن.
ووصفت المسؤولة الأممية ميناء الحديدة بأنه “شريان حياة لملايين الأشخاص” في اليمن، مؤكدة على ضرورة أن يكون “مفتوحا وعاملا”.
وتحدثت بالتفصيل عن تصعيدات أخرى – بما في ذلك استمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وتكثيف العمليات الإسرائيلية في غزة – مؤكدة أن “هذه التطورات الأخيرة تظهر الخطر الحقيقي المتمثل في تصعيد مدمر على مستوى المنطقة”. و
ونقلت عن الأمين العام تحذيره من أن “خطوة متهورة واحدة، أو سوء تقدير واحد، يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود، وبصراحة، تتجاوز الخيال”.
وأعربت “ديكارلو” عن قلقها إزاء سلامة الموظفين اليمنيين التابعين للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية المعتقلين لدى جماعة الحوثي، وحثت السلطات الفعلية على الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم جميعًا. وأكدت: “ونطالب أيضًا بمعاملتهم باحترام كامل لحقوقهم الإنسانية، ومنحهم القدرة على الاتصال بأسرهم وممثليهم القانونيين”.
من جهته قدم الجنرال مايكل بيري، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، تحديثًا للوضع على الأرض.
وأفاد “بيري” بأن البعثة أجرت دورية مراقبة إلى ميناء الحديدة اليوم، 22 يوليو/تموز، حيث لاحظت تأثير الضربات، بما في ذلك مخازن الوقود التالفة والرافعات، وأنشطة مكافحة الحرائق الجارية وسفينة واحدة من برنامج الغذاء العالمي “التي لحسن الحظ لم تلحق بها سوى أضرار طفيفة بسبب سقوط رافعة”.
وأعرب عن مخاوفه بشأن تزايد التصعيد الإقليمي، وانضم إلى دعوات جميع الأطراف المعنية لتجنب الهجمات التي قد تلحق الضرر بالسكان المدنيين أو البنية التحتية.
وأفاد “بيري” أيضًا أن “النيران والدخان الكثيف” من موانئ الحديدة ومخازن الوقود لا يزالان مستمرين ويمكن رؤيتهما من مجمع البعثة في مدينة الحديدة الخاضعة للحوثيين.
وأشار إلى أن البعثة تعمل في بيئة مقيدة وصعبة للغاية، حيث تخضع كل تحركاتها لترخيص من السلطات الفعلية (الحوثيين) – بما في ذلك دورية يوم الاثنين إلى الميناء – وقال: “سيقدر هذا المجلس تحرير البعثة من القيود التي تحد من وصولها الكامل وغير المقيد إلى الموانئ”.
وقُتل 9 يمنيين على الأقل وأصيب عشرات آخرين بهجوم الاحتلال الإسرائيلي على مدينة الحديدة غربي البلاد يوم السبت ما أثر غضباً محلياً وعربياً على الاحتلال. في أول هجوم للاحتلال معترف به على الأراضي اليمنية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ومنذ نهاية العام الماضي يستهدف الحوثيون السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ومؤخراً وسعوا عملياتهم إلى المحيط الهندي. وقالوا إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل التي تشن هجوماً وحشياً على قطاع غزة. لكن الحكومة اليمنية وخبراء يقولون إن أهداف الحوثيين محلية للهروب من الأزمات الداخلية وتحسين صورتهم في المنطقة.
ورداً على ذلك تشن الولايات المتحدة وبريطانيا منذ 11 يناير/كانون الثاني حملة ضربات جوية ضد المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران. ونتيجة ذلك أعلن الحوثيون توسيع عملياتهم لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني وحتى مطلع يوليو/تموز الجاري سجلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكثر من 200 هجوم على السفن التجارية أو العسكرية الأميركية قبالة سواحل اليمن، بما في ذلك ما يقرب من 100 هجوم منذ بدء الضربات الجوية الأميركية على البر اليمني.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.