
ما تزال المواجهات العسكرية مستعرة في جبهة نهم، للاسبوع الثالث على التوالي، رغم اعلان القوات الموالية للتحالف السعودي استكمالها السيطرة على مديرية نهم و تقدمها باتجاه مديرية أرحب المجاورة.
تصريحات لقادة عسكريين و أخرين من العناصر التي تقاتل معها و تعرف بـ”مقاومة صنعاء” صرحت خلال اليومين الماضيين بأن ما يسمى بـ”الجيش الوطني” و المقاومة تمكنا من السيطرة على قرية “ضبوعة” و هي القرية الواقعة قرب نقيل “ابن غيلان” و الفاصلة بين المديريتين.
و تفيد مصادر قبلية ان المواجهات لا تزال في سلسلة جبال يام، الممتدة حتى نقيل ابن غيلان الذي تمر منه الطريق المتجهة إلى مديرية أرحب.
و حسب المصادر يغلب على المواجهات في سلسلة جبال يام طابع الكر و الفر، مؤكدة أن القوات الموالية للتحالف السعودي تتقدم تحت غطاء جوي، و ناري كثيف، لكنها لا تتمكن من السيطرة على التباب التي تتقدم إليها، فتضطر للتراجع تحت ضغط نيران القناصة و القصف المدفعي لمسلحي أنصار الله و الجيش المساند لهم.
و أوضحت المصادر ان القوات الموالية للتحالف تتقدم نهارا تحت الغطاء الجوي و الناري، غير أنها تخسر ما حققته خلال الهجمات المضادة لـ”أنصار الله” و الجيش المساند لهم ليلا.
و أفادت المصادر أن القوات الموالية للتحالف السعودي تقدمت إلى مشارف قرية ضبوعة، السبت الماضي 18 مارس/آذار 2017، غير أنها خسرت السيطرة على التبتين اللتان تم السيطرة عليهما نهارا، بعد مواجهات عنيفة، تمكن خلالها أنصار الله و الجيش المساند لهم من فرض سيطرة نارية عليهما فجر الأحد، قبل ان يكملا السيطرة عليهما الاثنين.
و تقول مصادر محلية ان المواجهات ما تزال تدور للأسبوع الثالث على التوالي حول تباب القناصين و التباب الحمراء و جبل الصافح المشرف على قرية ضبوعة.
و أشارت أن حدة المعارك تراجعت بين الطرفين منذ مساء الاثنين، مكتفين باشتباكات متقطعة و تبادل القصف من مختلف الأسلحة.
و اندلعت المواجهات العسكرية في جبهة نهم قبل حوالي 3 أسابيع، و تم الدفع بمجاميع من المليشيات المسلحة و قوات تم تدريبها في مأرب و الوديعة، إلى نهم.
و تركزت المعارك بشكل رئيسي في سلسلة جبال يام، شمال شرق مديرية نهم، بهدف الوصول إلى مديرية أرحب، التي كانت تعد معقل الاصلاح في محافظة صنعاء.
و تحاول القوات الموالية للتحالف السعودي و مجاميع من العناصر القبلية التي يقودها الشيخ منصور الحنق، أبرز مشائخ أرحب، تحقيق اختراق باتجاه نقيل ابن غيلان، و السيطرة على مفرق أرحب، و التوجه صوب مديرية أرحب، للضغط على معسكر الصمع، الذي يعد الحامية الأولى للعاصمة صنعاء، و بسقوطه ستصبح العاصمة صنعاء في مرمى نيران القوات الموالية للتحالف السعودي.
التركيز على الاختراق باتجاه مديرية أرحب، يراها الجنرال علي محسن و معه الشيخ الحنق، اقصر الطرق لتحقيق انتصار خاطف مضمون الاستمرارية، استنادا إلى الحاضنة الشعبية في أرحب، غير أن نقيل ابن غيلان و قرية ضبوعة، ما يزال يمثلان عائقا يحول دون تحقيق ما يطمح إليه “محسن” و “الحنق” و معهما حزب الاصلاح.
اللجوء إلى محاولة الاختراق عبر نقيل ابن غيلان، مؤشر على أن ضغوط يتعرض لها الرجلان و معهما تجمع الاصلاح، لتحقيق تقدم ميداني شرق العاصمة صنعاء، لاستثماره على الطاولة في أقرب جولة تفاوض.
و بالمقابل يخوض طرفي صنعاء المعركة في سلسلة جبال يام، على أنها معركة مصير، مستفيدين من التضاريس الجبلية التي تحصنهما من غارات الطيران التي تكثف غارات لاسناد المقاتلين على الأرض.