منذُ عامَين من عدوانها على اليمن، والكثير من مراكز الدراسات العسكرية والمصادر الإعلامية، تتحدّثُ عن التكاليف الباهظة التي تتكبّدها السعوديّةُ في هذه الحرب، دون تحقيق أيّة انجازاتٍ عسكريةٍ أَوْ سياسيةٍ تستحق هكذا كلفة.


موقع “دويتشه فيله” صوتُ ألمانيا، المتخصّص بالقضايا والشئون العربية، نشر دراسةً تحليليةً بعنوان “آثار الحرب على اليمن في اقْتصَاد السعوديّة” شرح خلالها إشكاليات طرح أرقام دقيقة عن خسائرِ المملكة، نظراً لتكتُّمِها الشديد وعدم تقديمها لأيَّة معلومات بهذا الخصوص.


ووفق تقديراتٍ أوليةٍ، بناها معدّو هذه الدراسة على تكاليف حروب أخرى مشابهة، أوضحوا أن التكلفةَ وصلت بحلول منتصف أبريل 2015م، أي بعد عشرين يوماً فقط من بدأ العدوان، نحو 30 مليار دولار، وهي تكاليف تشغيل 175 طائرة مقاتلة، وتكلفة وضع 150 ألفَ جُندي سعوديّ قيد التعبأة العسكرية فقط، ناهيك عن النفقات الأخرى، والتي تُقَدَّرُ بالمليارات.


من جهته قال المغرد السعوديّ الشهير “مجتهد” مطلع ديسمبر 2015م، أي بعد تسعة أشهرٍ من بدأ العدوان: إن هذه الحرب تكلف الخزينة السعوديّة 750 مليون ريال يومياً، ما يعادل 187 مليونَ ونصف مليون دولار، يتم إنفاقها كقيمةٍ للذخائر، وقطع غيار، وإعاشة وتموين أفراد الجيش فقط، بينما بلغ إجمالي الكلفة الكلية للحرب خلال هذه الفترة، 200 مليار ريال سعوديّ ما يعادل 50 مليار دولار، غير شاملة لصفقات “الدفاع” الأخيرة.


ومن خلال تقديرات الدراسة التي نشرها الموقعُ الألماني، والمعلومات التي قدّمها المغرد السعوديّ “مجتهد” يتبين للمتابع مدى تقارُبِ الأرقام التي طرحها كلا المصدرَين، خَاصَّـةً إذا قمنا بإضَافَة النفقات التشغيلية للطائرات المقاتلة إلى التكاليف التي تحدث عنها مجتهد. ولكنها في حقيقة الأمر لم توضّح لنا إجمالي خسائر السعوديّة في عدوانها على اليمن، وارتدادات هذه الخسائر وتداعياتها على الاقْتصَاد السعوديّ.


 لذلك سنحاولُ من خلال هذا الملف تسليطَ الضوء على الأرقام التي نشرتها العديدُ من مصادر المعلومات ووسائل الإعلام المتعددة، والعمل على تجميعها؛ للوصول إلى إحصائية تقديرية، وكلفة إجمالية لتلك الخسائر.


صفقاتُ شراء الأسلحة


دخلتِ السعوديّة، عام 2016، مسلحةً بالمركَز الثالث عالمياً، في العام 2015، وذلك في حجم الإنفاق العسكري بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري»، بعد الولايات المتحدة الأَمريكية والصين. وهو العامُّ الذي بدأت فيه عدوانها على اليمن.


وأوضح المعهد أن المملكة السعوديّة ضاعفت من شراء أنظمة الأسلحة الرئيسية في العام 2015، أربعة أضعاف ما كانت تشتريه مقارنةً مع السنوات الخمس السابقة.


فيما قالت شركة «آي إتش إس» للأبحاث والتحليلات الاقْتصَادية: إن مشتريات السعوديّة من السلاح قفزت بمعدل كبير؛ لتصبح المملكة المستورد الأول للسلاح على وجه الأرض في 2015، بقيمة 65 مليار دولار.


وبالنسبة لصفقات السعوديّة في العام 2016، أعلنت الحكومة الكندية، مطلع شهر ابريل، أنها وقّعت مع السعوديّة صفقة بقيمة 15 مليار دولار، تتضمن بيعها لـ 500 مدرّعة تعد الأقوى في العالم.


وفي شهر يوليو، قالت الحكومة الألمانية إنها قامت بتسليم الدفعة الأولى (15 زورقاً) من زوارق دورية يبلغ إجمالي عددها 48 زورقاً، في صفقة أسلحة مع السعوديّة، بلغت قيمتها 1.60 مليار يورو.


وفي شهر أغسطس، أعلنت وزارةُ الدفاع الأَمريكية «البنتاغون» عن بيع 153 دبابة ومئات من المدافع الرشاشة وعربات مصفحة ومعدّات عسكرية أخرى، إلى السعوديّة، في صفقة بلغت قيمتها 1,15 مليار دولار.


وذكرت وكالة «التعاون للأمن الدفاعي»، أن الطلبَ السعوديّ يتضمَّنُ شراءَ عدد يصل إلى 133 دبابة «ابرامزام1ايه1/ايه2» سيتم تعديلُها وفق الاحتياجات السعوديّة، إضَافَة إلى 20 دبابة أخرى، مشيرةً إلى أنها ستحل محل الدبابات التي خسرها الجيش السعوديّ في الحرب التي يقودها ضد الحوثيين في اليمن، والتي تقدر بـ400 دبابة.


كما تشمل الصفقة 153 مدفعاً رشاشاً من عيار 50 (12,7 ملم) و266 مدفعاً رشاشاً من عيار 7,62 ملم طراز «ام240» وقاذفات قنابل دخانية وعربات مصفحة وآلاف والذخائر.


أمَّا في شهر نوفمبر، فقد أعلنت وسائل إعلام إسبانية، أن السعوديّةَ وقّعت مع إسبانيا صفقة شراء 5 فرقاطات بقيمة مليارَي يورو، خلال زيارة الملك «فيليب السادس» إلى المملكة.


وفي شهر ديسمبر، أعلنت وزارة الدفاع الأَمريكية، أن وزارةَ الخارجية، أخطرت «الكونغرس»، بمبيعات أسلحة للسعوديّة، قيمتها 3.51 مليار دولار. وتضُمُّ الصفقة مروحياتٍ للشحن من طراز «سي إتش إف شينوك»، والمعدات المرتبطة بها.


وبالنسبة للعام 2017، فقد كشف موقع روترنت “الإسرائيلي” أن وكالة شينخوا الصينية أعلنت في شهر فبراير الماضي عن توقيع الصين أَكْبَـر صفقة بيع طائرات من دون طيار، في تأريخها، مع السعوديّة، وبلغت قيمة الصفقة 600 مليون دولار.


وشهرَ فبراير الماضي أيضاً، نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» عن مسؤولين أَمريكيين ومصادرَ في الكونغرس أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تقرُّ بيعَ السعوديّة صفقةَ أسلحةٍ تبلغ قيمتها 300 مليون دولار، تشمَلُ «تكنولوجيا صواريخ موجّهة فائقة الدقة».


وفي شهر مارس الجاري، أعلنت بوينغ الأَمريكية عن توقيعها صفقةً مع السعوديّة بقيمة 3.3 مليار دولار وتشمل بيع مروحيات أباتشي معاد تصنيعها ومروحيات جديدة التصنيع.


وإضَافَةً لهذه الصفقة، وقّعت شركةُ بوينغ الأَمريكية عقداً مع السعوديّة بقيمة 46 مليون دولار؛ للقيام بعمليات دعم مؤقّت لطائرات F-15S التي اشترتها مؤخّراً في المملكة السعوديّة.


ويشمل العقد تزويد بوينج للقوات الجوية السعوديّة عبر سلاح الجوّ الأَمريكي ببعض القدرات التكنولوجية، مثل قطع الغيار والمعدات أَوْ بيانات الفنية، ومن المتوقع أن تستكملَ هذه الخدمة بحلول نهاية مارس الجاري.


خسائرُ السعوديّة الميدانية


وعلى الصعيد الميداني، وبالرغم من إخفاء السعوديّة وإنكارها لسقوط الكثير من جنودها في المعارك الدائرة في الجبهات الحدودية، إلا أن العديدَ من الصحف والمواقع الغربية كشفت ذلك.


حيث تعاطت الصحفُ الأَمريكية بمعظمها مع العدوان، على أن اليمن فيتنام السعوديّة، مجلة فورين بوليسي، وصحيفة واشنطن بوست، وموقع غلوبال ريسيرتش، إضَافَةً إلى موقع ترو نيوز، الرؤية كانت تقريباً واحدة: اليمن تحوّل إلى فيتنام المملكة.


فبعد مرور أيامٍ من عُمر العدوان، نشر موقع غلوبال ريسيرتش، متسائلاً: هل تحوّلت اليمن إلى فيتنام للسعوديّة؟ ونقلت عن الباحث الجيوسياسي، المهدي داريوس، أن السعوديّين سيكونون أغبياء جداً، إذا ما فكّروا بخوض عملياتٍ بريّة. وسيكون ذلك بمثابة فيتنام في الشرق الأوسط، في شبه الجزيرة العربية.


صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أكَّدَت أن الحوثيين تمكَّنوا من تحقيق إنجازات وانتصارات ميدانية غير متوقّعة في معاركها الدائرة مع القوات السعوديّة في العُمق السعوديّ. وذكرت الصحيفة أن حكومة آل سعود تتعمَّدُ إخفاء كُلّ تلك الحقائق؛ خوفاً من السخط الشعبي الذي سيواجهه وزيرُ دفاعها، وابن ملكها المدلل.


وقالت الصحيفة من خلال الاستناد على تقريرٍ استخباراتي أميركي، تم انجازه بعد إطلاق الحوثيين صواريخ على قواعد عسكرية في الرياض: إن الحوثيين تمكّنوا من تدمير 98 موقعاً عسكريًا سعوديًّا في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط تدميراً كلياً، إلى جانب 76 موقعاً عَسكرياً تم اقتحامُه والسيطرة عليها وتفجيره بالألغام الأرضية.


وأضافت أن الحوثيين دمّروا أَيْضاً منطقتَي القيادة والسيطرة في نجران وعسير وخميس مشيط بشكل كلي، كما تم تدمير بشكل كامل قصور الإمارة في نجران وظهران وجيزان، إضَافَةً إلى تدمير مقر العمليات للجيش السعوديّ في الخوبة والطوال وأبو عريش والحرث والربوعة.


وبيّنت واشنطن بوست أن الحوثيين لم يكتفوا بذلك، بل تمكّنوا أَيْضاً من تدمير مقر قيادة القوات الجوية بقاعدة خميس مشيط الجوية تدميراً كاملاً، وهو ما تسبب في مقتل قائد القوات الجوية السعوديّة الفريق محمد الشعلان وَالعديد من كبار قادة الجيش بقطاع سلاح الجو السعوديّ، فضلاً عن تفجير الطائرات الحربية ومنصّات الصواريخ للدفاع الجوي السعوديّ، وقتل أَكْثَـر من 36 طياراً و٣٩ ضابطاً من الجانب السعوديّ.


وفي نفس السياق، أوضح موقع (IHS Jane’s) البريطاني، المختصُّ بالتحليلات العسكرية والأمنية، أنه منذ قيام السعوديّة بشن حملتها العسكرية على اليمن في مارس 2015، أعلنت السلطات، بشكل متقطع، مقتلَ جنودها في القتال على طول الحدود، لكن الفيديوهات التي ينشرها الإعلام الحربي التابع للحوثيين، تبين أن السعوديّة تقلّل من عدد جنودها الذين قتلوا في المعارك الحدودية..


ولفت الموقعُ المختص، أن الفيديو الذي صدر مؤخراً عن الإعلام الحربي اليمني، يشير إلى أن الجيشَ السعوديّ، لا يعلن عن كُلِّ ضحاياه الذين قضوا جراء الهجمات العسكرية والصاروخية التي يشنها الحوثيون على الحدود الجنوبية للمملكة.


وأكد الموقع أن غيابَ الجثث في اللقطات التي بثت من داخل معظم هذه المواقع تشير إلى تراجُع المدافعين السعوديّين قبل أن يتم اقتحامُها، على الرغم من أن كمياتٍ كبيرة من الأغلفة النارية شوهدت تحت بعض الرشاشات الثقيلة، والتي تبين أن هناك كانت مقاومة، ومع ذلك، أظهر الفيديو 14 جثة مختلفة يرتدون الزي العسكري السعوديّ.


وفيما اعتبره الموقع البريطاني، أنه كان من أسوأ الحوادث التي تعرض لها الجيش السعوديّ، يظهر الفيديو الذي نشره الحوثيون، يوم 26 أغسطس 2016، من مسافة بعيدة تويوتا لاند كروزر عسكرية تحملُ العديدَ من الجنود السعوديّين الذين كانوا على ما يبدو يحاولون الفرار من المعركة. ثم أظهرت لقطات عن قرب، نفس السيارة مع ثماني جثث يرتدون الزي العسكري السعوديّ وهم حولها.


المغرّد السعوديّ الشهير “مجتهد”، كشف من جهته، المزيدَ عن خبايا ما يسمى «عاصفة الحزم»، موضحاً أنّ خسائرَ القوات المسلحة السعوديّة في حرب اليمن، خلال عام ونصف، بلغت 3500 قتيل، 6500 جريح، و430 مفقوداً.


وكشف عن تدمير وإعطاب 1200 دبابة ومدرعة، و4 طائرات أباتشي، وطائرة F16، وتدمير 3 زوارق بحرية وإصابة 2 آخرين.


من جانبها أكّدت مصادرُ الإعلام الحربي، أن إحصاءات خسائر الجيش السعوديّ، بلغت خلال عامَين من العدوان في الجانب البشري نحو 17.357 جندياً وضابطاً سعوديّاً.


ونظراً لما نشرته قناة العربية على موقعها، والتي أكّدت أن الحكومة السعوديّة تقوم بدفع مليون ريال سعوديّ لأسرة كُلّ جندي يُقتَلُ في الحرب، حيث قالت إن وزير الدفاع السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان، وجّه بصرف مبلغ مليون ريال لأسر جنود الجيش السعوديّ الذين قضوا في المواجهات مع عناصر الميليشيات الحوثية، بحسب تعبيرها، على الحدود الجنوبية بنجران، وهم وكيل رقيب أحمد عمر الشهري، والجندي خالد بن علي المجهلي، والجندي إبراهيم العامري.


مضيفةً أن وزيرَ الدفاع، وجّه بصرف مبلغ مليون ريال لأسرتي الشهيدين وكيل رقيب علي بن حمود الحمدي والعريف مساوى علي الديبي اللذين لقيا حتفهما فيما اعتبرته حادثاً عَرَضياً أثناء أدائهما لمهامهما العملية.


وهذا ما يجعل السعوديّة تتكبد المزيد من الخسائر المالية، والمرتبطة بعدوانها وحربها على اليمن من خلال دفعها للملايين لأسر جنودها الذين يقتلون في المواجهات العسكرية مع الجيش واللجان الشعبية على طول امتداد جبهات الشريط الحدودي وفي جبهات الداخل اليمني.


وفي الجانب التسليحي بلغت خسائرُها التفصيلية، نحو 949 دبابة ابرامز، 355 مدرعةً بي إم بي، 750 مدرعة برادلي، 1374 آلية متنوعة، 859 طقماً عسكرياً، 176 عربة هامفي، 79 جرافة عسكرية، 310 عربات مصفحة، 55 ناقلة جند، 47 راجمة صواريخ جهنم، 43 راجمة كاتيوشا، 20 منصة صاروخية، 4 ملّالات مصفحة، 6 منظومات باتريوت، 9 منظومات صاروخية فاير، 25 منظومة صاروخية مانشستر، 12 كاسحة ألغام، 4 وحدات اتصالات مرتبطة بالأقمار الصناعية، 45 طائرة درونز، 55 طائرة أباتشي، 26 طائرة F16، 9 طائرات تايفون، 6 طائرات اواكس، 4 طائرات شينوك، 2 طائرة بلاك هوك، 12 بارجة متنوعة، 27 زورقاً بحرياً.


وأشارت مصادرُ الإعلام الحربي أن معظمَ الطائرات تم تدميرها في الضربات الباليستية التي استهدفت قواعد السعوديّة الجوية، والضربات البالستية في الداخل اليمني.


فاتورةُ الدعم اللوجستي الأَمريكي


مراقبون ومحللون سياسيون يرَون أن اليمنَ خسرت خسائرَ فادحةً جراء هذا العدوان، على المستوى البشري والمستوى البنيوي والاقْتصَادي، ولكن صمود الشعب اليمني طوال هذه المدة أحدث صَخَباً عالمياً، ليس على مستوى الانتصارات التي أدهشت الجميع رغم الإمكانات العسكرية البسيطة فقط، بل على مستوى قصم الظهر الاقْتصَادي لأغنى دول العالم، حيث نشرت مجلة فورن بوليسي الأَمريكية، تقريراً كشفت فيه بعض تكاليف الحرب السعوديّة على اليمن، والمدفوعة للولايات المتحدة الأَمريكية، نظير خدماتها ودعمها اللوجستي لعمليات الجيش السعوديّة الجوية والبحرية، حيث أوضح التقريرُ أن تكاليفَ بارجتین حربيتین تتبعهما ست فرقاطات، تم استئجارُها من قبَل السعوديّة تبلغ 300 مليون دولار يومياً، وهذا فضلاً عن تكالیف الجنود التي على متنها ويصل عددهم 6000 جندي، بعدتهم وعتادهم وَ450 طائرة بطياريها وَمدافعها وصواريخها بعيدة المدى، وتكاليف استئجار قمرين صناعيين عسكريين تبلغ 2 مليون دوار في الساعة أي تبلغ كلفتة استئجارهما في الشهر الواحد 1.440 مليار دولار، فيما تبلغ تكاليف استخراج البيانات والصور من الأقمار الصناعية 10 مليون دولار في اليوم الواحد، أي تبلغ كلفة استخراج البيانات في الشهر الواحد 300 مليون دولار، في حين تبلغ تكلفه اسْتخدَام طائرة الأواكس 250 ألف دولار في الساعة الواحدة، أي تبلغ كلفة اسْتخدَام طائرة الأواكس في الشهر الواحد180 مليون دولار.


الهباتُ والرشاوى الملكية لشراء الدعم الدولي


ولم تكن السعوديّة تستطيعُ القيامَ بعدوانها الظالم على اليمن لولا دفعها المليارات من الدولارات لشراء مواقف الدول لتمنحها الشرعية والغطاء الدولي لهذا العدوان، إضَافَةً لتقديمها المليارات من الدولارات على سبيل التبرعات للمُؤَسّسات الدولية والأممية لشراء صمتها إزاء الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب اليمني.


وفي تقريرٍ لها، قالت شبكة بلومبيرج الأَمريكية إن الدولَ المشاركةَ في التحالف الذي تقوده السعوديّة في الحرب على اليمن، تنتظر انجاز السعوديّة لوعودها في تمويل المشاريع الاستثمارية التي وقعتها معهم نظيرَ مشاركتهم في هذه الحرب، وأفادت الشبكةُ أن هذه الدول كانت قد قبضت في وقتٍ سابق، بعض المليارات التي قدمتها لهم السعوديّة على سبيل الدفع المبدئية مقابل انضمامهم في التحالف، حيث أوضحت الشبكة أن حصة مصر من هذه الهبات بلغت حوالي 23 مليار دولار، وبلغت حصة السودان حوالي 6 مليار دولار، وحصة الأردن 7 مليارات دولار، فيما بلغت حصة المغرب 6 مليارات دولار.


وعلاوةً على المبالغ النقدية التي قدمتها المملكة لشراء مواقف الدول، كشفت بعض الصحف الأوروبية عن منح السعوديّة أَمريكا والاتحاد الأوروبي وبعض حلفائها الإقْليْميين، مبيعاتٍ نفطية بأسعار مخفضة لمدة ثلاثة أشهر.


وبما أن حجمَ ما تستوردُه هذه الدول من المملكة يقدر بحوالي 10 ملايين برميل يَومياً فان الفارق سيكونُ 150 مليون دولار يومياً، مما يجعل إجمالي ما تخسره السعوديّة خلال ثلاثة أشهر من التخفيضات على مبيعاتها النفطية لهذه الدول ما يقدر بحوالي 13 مليار دولار.


ومن ضمن قائمة الخسائر المالية الضخمة التي قدمتها المملكة تحت عناوين الهبات وشراء الدعم الدولي، هو المبلغ المهول الذي قدمه ولي ولي العهد السعوديّ، محمد بن سلمان في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، ولقائه الذي وصفته وسائل الإعلام بالتأريخي، بالرئيس ترامب، حيث أعلنت السعوديّة عن توقيعها لعقود مشاريع استثمارية داخل أَمريكا بقيمة 200 مليار دولار.


مراقبون ومحللون تناولوا خبر هذه العقود الاستثمارية المهولة بنوع من السخرية، حيث قال بعضهم، كيف لدولةٍ تلغي مشاريعها الاستثمارية في بلادها بحجة الأزمة الاقْتصَادية التي خلفها انهيار وانخفاض أسعار النفط، وتقوم بالاستثمار بأضعاف قيمة تلك المشاريع في دولة أخرى؟


فيما أوضح البعض الآخر أن هذه العقود الاستثمارية ليست إلا غطاءً تخفي فيه السعوديّة طلب الحماية الأَمريكية لها، ومشاركتها في الحرب؛ لإخراجها من المستنقع اليمني الذي غرقت فيه. مستندين في طرحهم على التسريبات التي تحدثت عن مطالبة ترامب للسعوديّة بـ 200 مليار دولار مقابل قيام بلاده بإقامة مناطق عازلة في كُلٍّ من سوريا واليمن.


وبالعودة للنقطة المتعلقة بإجمالي خسائر المملكة في عدوانها وحربها على اليمن، سيتضح الإجمالي لتلك الخسائر كما هو موضحٌ في الجدول الإحصائي للأرقام التي نشرتها المصادر والوسائل الإعلامية، وذلك وفق أقرَبِ التقديرات.


فشلُ العاصفة وخيبةُ الحزم


وفي الوقت الذي تعتقد فيه المملكة أن الهروبَ من الاعتراف بواقع هذه الخسائر المهولة، وإصرارها على المكَابَرة بالاسْتمرَار في هذه الحرب، على أمل تحقيق نصرٍ ترمم به هيبتها التي انحطت أمامَ دول المنطقة فهي مخطئة؛ لأن القراءةَ الواقعية لنموذج الصمود الأُسْطُوري الذي قدمه الشعب اليمني، وتمكّنه من السيطرة الزمنية على عمر الحرب التي ادّعت السعوديّة حسمها في عشرة أيام، تؤكد ذلك.


إضَافَةً إلى أن فشل العاصفة وخيبة حزمها لا يتطلب اعترافاً وإقراراً سعوديّا بهذا الفشل وهذه الخيبة، ففلسفة الحروب ونظرياتها، تقول: إن أيّ عمل عسكري أَوْ حرب لم تحقق الأَهْدَاف التي قامت من أجلها، فهي بكل المقاييس تعتبر هزيمة. وبمراجعة أول مؤتمرٍ صحفي أجراه الناطقُ الرسمي لتحالف العدوان، أحمد عسيري، الذي أعلن فيه أن أَهْدَاف هذه الحرب، إعَادَةُ هادي إلى صنعاء، والقضاء على أَنْصَـار الله، وتدمير ترسانة صواريخهم الباليستية. وبعد مرور عام من الحرب، أطل عسيري في إحْـدَى مؤتمراته ليقول: إن حدودَ بلاده خط أحمر.


فماذا نسمِّي عدَمَ قدرة السعوديّة على إعَادَة هادي إلى صنعاء، وعدم قدرتها على إبادة أَنْصَـار الله، وعدم قدرتها على منع الصواريخ الباليستية من الوصول لعاصمتها، إضَافَةً إلى توغل الجيش واللجان الشعبية في عمق أراضيها؟


وحتماً هذا ما سيطرَحُه الشعبُ السعوديّ من تساؤلاتٍ على حكومة بلادهم في قادم الأّيَّـام.















































































































































































































































































































م نوع الخسارة العدد الكلفة الفردية الكلفة الإجمالية لعامين من العدوان
1 أفراد الجيش السعودي 17357 250.000 $ 4.339.250.000 مليار دولار
2 دبابات ابرامز 949 6.300.000 $ 5.978.700.000 مليار دولار
3 مدرعة بي إم بي 355 3.500.000 $ 1.242.500.000 مليار دولار
4 مدرعة برادلي 750 4.000.000 $ 3.000.000.000 مليار دولار
5 آليات مدرعة 1374 374.220$ 514.178.280 مليون دولار
6 الأطقم العسكرية 859 85.000 $ 73.015.000 مليون ريال
7 عربة هامفي 176 166.500 $ 29.304.000 مليون دولار
8 جرافة عسكرية 79 225.000 $ 17.775.000 مليون دولار
9 عربة مصفحة 310 285.000 $ 88.350.000 مليون دولار
10 ناقلة جند 55 135.000 $ 7.425.000 مليون دولار
11 راجمات صواريخ استروس 47 12.000.000 $ 564.000.000 مليون دولار
12 راجمة كاتيوشا 43 860.000 $ 36.980.000 مليون دولار
13 منصات صاروخية 20 15.000.000 $ 300.000.000 مليون دولار
14 ملالات مصفحة 4 500.000 $ 2.000.000 مليون دولار
15 منصات باتريوت 6 56.000.000 $ 336.000.000 مليون دولار
17 منظومة فاير الصاروخية 9 13.200.000 $ 118.980.000 مليون دولار
18 منظومة مانشستر الصاروخية 25 14.000.000 $ 350.000.000 مليون دولار
19 كاسحة ألغام 12 1.200.000 $ 14.400.000 مليون دولار
20 وحدة اتصالات 4 38.000.000 $ 152.000.000 مليون دولار
21 طائرة درونز 45 30.000.000 $ 1.350.000.000 مليار دولار
22 طائرة أباتشي 55 65.000.000 $ 3.575.000.000 مليار دولار
23 طائرة F16 26 50.000.000 $ 1.300.000.000 مليار دولار
24 طائرة تايفون 9 77.000.000 $ 693.000.000 مليون دولار
25 طائرة اواكس 6 75.58.6000 $ 453.516.000 مليون دولار
27 طائرة شينوك 4 52.000.000 $ 208.000.000 مليون دولار
28 طائرة بلاك هوك 2 15.800.000 $ 31.600.000 مليون دولار
29 بارجة حربية 12 680.000.000 $ 8.160.000.000 مليار دولار
30 زورق بحري 27 35.977.000 $ 971.270.000 مليون دولار
31 صفقات تسليح 2015م     65.000.000.000 مليار دولار
32 صفقات تسليح 2016م     23.419.6000.000 مليار دولار
33 صفقات تسليح 2017م     4.245.000.000 مليار دولار
35 ثمن مشاركة مصر في التحالف     23.000.000.000 مليار دولار
36 ثمن مشاركة السودان في التحالف     6.000.000.000 مليار دولار
37 ثمن مشاركة الأردن في التحالف     7.000.000.000 مليار دولار
38 ثمن مشاركة المغرب     6.000.000.000 مليار دولار
39 فارق أسعار تخفيض مبيعات النفط للدول المشاركة في التحالف     13.000.000.000 مليار دولار
40 ثمن الحماية الأمريكية ومشاركتها في العدوان بشكل مباشر     200.000.000.000 مليار دولار
41 أجور بارجتين أمريكية تتبعها 6 فرقاطات   300 مليون دولار في اليوم 216.000.000.000 مليار دولار
42 أجور أقمار تجسسية   48 مليون دولار في اليوم 34.000.000.000 مليار دولار
43 أجور استخراج بيانات الأقمار التجسسية   10 ملايين دولار في اليوم 7.200.000.000 مليار دولار
44 أجور طائرة أواكس   6 ملايين دولار في اليوم 4.320.000.000 مليار دولار
إجمالي خسائر المملكة التقديرية 643.091.243.280 مليار دولار

 

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.