اصدر المؤتمر الناصري العام بياناً حول الأوضاع في بلادنا العربية التي تواجه العديد من المؤامرات والتحديات والحروب، وأكد البيان الذي ألقاه د. محمود الشربيني مساء اليوم في فعالية " عامان من الصمود والتحدي للعدوان السعودي" التي أقامها ملتقى الرقي والتقدم في العاصمة اللبنانية بيروت في الذكرى الثانية على العدوان الذي تشنه القوى الرجعية على اليمن .

و دعى البيان الصادر مصر للعودة إلى دورها الإقليمي في مواجهة الإرهاب والمؤامرات التي تهدف لتفتيت الأمة وتقسيمها، كما أكد البيان على وحدة سوريا وعروبتها ورفض التدخل الأجنبي بكافة أشكاله بما في ذلك دعاوي إقامة مناطق آمنة وهي في حقيقتها غزوا صريحا للأرضي السورية

كما أكد البيان على ضرورة الحل السلمي والسياسي للأزمة اليمنية وان تكون الحلول السياسية قائمة على حقن الدم العربي ومستندة إلى الحوار الوطني الوطني كما نرفض الصراعات القائمة على المذهبية والطائفية والولاءات القبلية والجهوية التي تخدم المصالح الاستعمارية والصهيونية في وطننا العربي .


وينشر الإعلام التقدمي نص البيان الصادر :

((البيان السياسي إن المشهد في بلداننا العربية مثقل بالتحديات التي نواجهها من قوى البغي والعدوان المتمثل بالاستعمار والصهيونية والامبريالية ونظم الاستبداد في المنطقة المتمثلة في الرجعية العربية التي رهنت إرادتها للمخططات المعادية والهادفة لتنفيذ مخطط التقسيم والتفتيت .

وعقد المؤتمر الناصري العام دورته الاخيرة على أرض مصر العربية التي تحاول أن تعود لتمارس دورها القومي والإقليمي في مواجهة الإرهاب ومؤامرات التفتيت والتقسيم والتي تعاني من مخططات خارجية وداخلية تستهدف إبقائها مكبلة بأغلال التبعية دائرة في فلك نفس التوجهات والسياسات التي ثار عليها الشعب العربي في مصر بثورتيه في 25 يناير و 30 يونيو , فأجهض مشروع الشرق الأوسط الجديد المتمثل بالفوضى الخلاقة ومواجهة جماعات الإسلام السياسي , وسجل بذلك انتصارا لأمتنا العربية على المشروع الصهيوأمريكي ليس فقط في مصر ولكن أيضا على امتداد الوطن العربي.

وإذ يحيي المؤتمر الناصري العام النضال البطولي للشعب العربي في فلسطين المحتلة , وحيث يضرب الشباب الفلسطيني مثلا رائعا في مقاومة المحتل الصهيوني بصدورهم العارية وحجارتهم وسكاكينهم التي أثارت ذعر جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه ولأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية , فإن خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي لتحرير الأرض من الماء إلي الماء كما أن دور الشعب العربي في فلسطين هو دور رئيسي في عملية التحرير وهو طليعة الأمة العربية.

وحيث يخيم على الشارع العربي الصمت الرهيب ,واستمرار النظام الرسمي العربي في حالة السقوط التي أعقبت توقيع اتفاقيات العار مع العدو الصهيوني وحيث يستمر في استجداء سلام هو في حقيقته استسلام , إلا ان الجماهير العربية تؤكد على تحقيق الوحدة الوطنية في فلسطين على قاعدة المواجهة والمقاومة وبمشاركة كل الفعاليات الوطنية وقوى المقاومة من فصائل وحركات , إننا نتطلع إلى الوعي الشعبي العربي الذي لابد وأن يأخذ دوره في مساندة طلائع الثورة على أرض فلسطين الأبية وأن ينتفض في مواجهة الانهزامية التي رانت على نظم الردة , وأن يستمر في رفضه ومقاومته للتطبيع , وأن يواجه تصريحات الإدارة الأمريكية الاستعمارية الجديدة بشأن نقل سفارتها إلى القدس , وأن يؤكد على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها .

وعلى صعيد الأزمة في سوريا فإن المؤتمر يؤكد على وحدة سوريا وعروبتها ويرفض التدخل الأجنبي بكافة أشكاله بما في ذلك دعاوي إقامة مناطق آمنة وهي في حقيقتها غزوا صريحا للأرضي السورية , إننا نؤكد على الحل الذي يضمن وحدة الأراضي السورية واستقلالها ويضمن للشعب العربي في سورية حقوقه في إقامة نظامه الديمقراطي كما نحيى الجيش العربي السوري لصموده في مواجهة مؤامرة التقسيم .

وإذ يؤيد المؤتمر تقدم الجيش العراقي لتحرير البصرة , فإنه يرفض التدخل الأمريكي والاحتلال التركي ومشاركة قوى وميلشيات طائفية ومذهبية بما ينذر بجولات تالية من أجل التقسيم واقتسام الغنائم .

وإننا على ثقة تامة من أن النضال الشعبي سوف يستمر في العراق من أجل القضاء على المذهبية والطائفية والهيمنة الأجنبية واسترداد حقوقه المشروعة وتحقيق استقلاله ووحدته .

ونحيى مسيرة الحوار الوطني في السودان ونتمنى أن تلتزم أطراف الحوار بالمخرجات التي نتجت عنه حتى لا نقع بانتكاسة يمكن أن تهدد وحدة السودان وسلامه الاجتماعي .

ونشيد بالحوار الوطني والمسئول في تونس الحبيبة الذي أدي إلي تحول ديمقراطي حقيقي جنبا تونس شر الاقتتال والاقتسام .

كما فرض على ليبيا الوقوع في مستنقع الإرهاب وملامح التقسيم بفعل قوي الاستعمار الأوروبي والتي تمد قوي الإرهاب بالسلاح والدعم السياسي .

إن استمرار سيطرة الغرب على مجريات الأوضاع في ليبيا لن واستمرار الاقتتال .

إن الساحات العربية التي تشهد صراعا مسلحا وحروبا بالوكالة كما هو الحال في اليمن...فكلنا نعلم جيدا بأن أزمة اليمن الحالية بفصولها الدامية التي تخلف يوميا الشهداء والقتلى والجرحى ناهيك عن دمار يطال كل لحظة بمقدرات وإنجازات اليمن التاريخية والتي تمتلكه من مخزون علمي وحضاري قدم رسالته الخالدة للإنسانية على مر العصور .

العدوان يستهدف تدمير البنية التحتية من مدارس وجامعات وغيرها واستنزاف الاقتصاد مما ينعكس على شعبنا العربي من فقر وتجويع وتشريد حتى تحولت الأزمة إلى مأساة دامية بعدما فشل الحل السياسي ومن ثم بداية حرب عدوانية تقودها مملكة الشيطان "بني سعود وعدد من الجيوش والعصابات المأجورة.


هذه الاوضاع في اليمن الشقيق - على الصعيد السياسي والعقائدي والاستراتيجي لا ترضي ضميرنا القومي العروبي وعلى ضوء ما سبق فإن المؤتمر يؤكد على أن الحلول السياسية القائمة على حقن الدم العربي والمستندة إلى الحوار الوطني الوطني كما نرفض الصراعات القائمة على المذهبية والطائفية والولاءات القبلية والجهوية التي تخدم المصالح الاستعمارية والصهيونية في وطننا العربي .

لذلك ندعوا فورا إلى حراك شعبي عربي لمواجهة مخططات صهينة الوطن العربي
فأي حركة عربية واحدة لابد أن يكون في صدر مبادئها الآتي :-
1) دعم الصمود اليمني في مواجهة العدوان الصهيو-سعودي بكافة أشكاله ماديا ومعنويا وسياسيا وفتح باب التطوع أمام الشباب العربي لمساندة الأشقاء في اليمن المعتدي عليه .
2) دعم جبهة المقاومة العربية التي تحارب منذ 6 سنوات بقيادة الجيش العربي السوري والقوي الحليفة في مواجهة العدوان الصهيو-أمريكي الممول من نفس العصابة الحاكمة في الرياض وأعوانهم.
3) العمل على إسقاط والغاء كافة معاهدات الصلح و الاعتراف بالعدو الصهيوني ودعم الكفاح الشعبي العربي ضد الصهيونية والعودة الي دعم المقاومة المسلحة في أطار حرب تحرير شعبية عربية مسلحة
4) رفض كافة أشكال الحكم القائمة على الطائفية والعنصرية والمذهبية وكذا الأنظمة القمعية وإعلان العزم على بناء دولة مدنية عربية عادلة واحدة من المحيط الي الخليج باعتبارها الهدف الأسمى للنضال العربي .

وفي الختام فإن المؤتمر يؤكد إيمانه الراسخ بقدرة الأمة العربية وقواها الحية على التصدي لكل مشروعات التقسيم والتفتيت ومواجهة تحديات المرحلة .

أنها أمة تستند إلى مخزون نضالي ممتد روته دماء الشهداء وهي تتقدم نحو غايتها وفي المقدمة منها تلك الطليعة المؤمنة بأهداف النضال العربي في الحرية والاشتراكية والوحدة .
بيروت في : 24 مارس لعام 2017 المؤتمر الناصري العام

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.