بعد كر وفر ومواجهات عنيفة، تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية من طرد عناصر "داعش" الذين توغلوا في أحد أحياء مدينة تل أبيض السورية الحدودية مع تركيا.

وحسب نشطاء، فقد طرد الأكراد عناصر "داعش"، الأربعاء 1 يوليو/تموز، من أحد أحياء تل أبيض كانوا قد سيطروا عليه الثلاثاء، بعد معارك قتل فيها نحو 30 مقاتلا كرديا و4 عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية".

وكان المقاتلون الأكراد منذ أسبوعين، وبعد اشتباكات ضارية قد طردوا عناصر "داعش" من تل أبيض، وأعلنت وحدات الحماية الكردية تمكنها وحلفائها من بسط السيطرة الكاملة على بلدة تل أبيض السورية القريبة من الحدود مع تركيا بعد طرد عناصر "داعش" منها.

وتعد سيطرة القوات الكردية على مدينة تل أبيض ضربة موجعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" إذ قطع عنه شريانا رئيسا يتدفق من خلاله الأجانب الساعون للانضمام إليه والقتال في صفوفه، إضافة لقطع الإمدادات الأخرى التي تصل إليه عبر الحدود التركية.

وتشير تقارير إلى أن تل أبيض تعد أيضا مدخلا إلى "سوق النفط السوداء" التي يستعملها التنظيم لبيع النفط المستخرج من الحقول التي يسيطر عليها.

من جهة أخرى، أثارت انتصارات الأكراد الأخيرة في المنطقة حفيظة تركيا نتيجة لحساسيات القضية الكردية لديها، ولخوفها من أن تأجج هذه الانتصارات المشاعر القومية لدى الأكراد الأتراك.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد صرح في وقت سابق عزم بلاده عدم السماح بإقامة دولة كردية، وقال "لن نسمح أبدا بتأسيس دولة في شمال سوريا وجنوب بلادنا. سنواصل كفاحنا في هذا الشأن مهما كان الثمن.. يريدون استكمال عملية تغيير التركيبة السكانية للمنطقة. لن نغض الطرف عن هذا الأمر".

ويعد مصير الأقلية الكردية في تركيا أحد أكثر الأسئلة إلحاحا، إذ تنظر تركيا بارتياب للتقدم العسكري الذي تحققه قوات من أكراد سوريا في مواجهة"داعش" خشية أن يؤدي هذا لإنشاء دولة كردية مستقلة هناك ويشجع أبناء الأقلية الكردية في تركيا البالغ عددهم 14 مليون نسمة بالسير على هذا الطريق.

يذكر أن تركيا أعلنت استعدادها للتعامل مع كل الأحداث الطارئة من أجل تأمين حدودها مع سوريا تزامنا مع تقارير تفيد بقيام أنقرة بتحضيرات لعمل عسكري في الشمال السوري.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.