عرقلت البعثة الدائمة للصين لدى الأمم المتحدة، تعديلا اقترحته كل من أمريكا وبريطانيا وأستراليا، خلال اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف إضفاء الشرعية على تعاونها في مجال قطاع الغواصات النووية.
واقترحت الدول الموقعة على اتفاق "أوكوس"، وهي أمريكا وبريطانيا وأستراليا، أثناء المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع، تعديلا على قرار خاص بضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبحسب شبكة تلفزيون الصين الدولية، فإن هذا التعديل هو "محاولة لإضفاء الشرعية على اتفاق الغواصات الذي وقعته الدول الثلاث في سياق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، حيث أجبرت الدول الثلاث على سحب الاقتراح بعد معارضة بكين.
ونقلت الشبكة الصينية تصريحات لمندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة في فيينا، وانغ تشيون، أدلى بها عقب الاجتماع، يوم الجمعة الماضي،بأنه "منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حينما بدأت الصين عملية مراجعة بين الحكومات بشأن اتفاق (أوكوس) في اجتماع مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعد هذه المرة الأولى التي تستعرض فيها الوكالة الاتفاق على مستوى المؤتمر العام".
واتهم المندوب الصيني دول "أوكوس" بمحاولة "تبرئة اتفاق الغواصات عن طريق دفع المؤتمر العام باتجاه تبني تعديلهم"، كما اتهمهم "بمحاولة تضليل الرأي العام وشيطنة عملية المراجعة التي بدأتها الصين".
يذكر أن كلا من أمريكا وبريطانيا وأستراليا، أسست في سبتمبر/ أيلول عام 2021، ما يطلق عليه اسم تحالف "أوكوس"، والذي بموجبه ستساعد أمريكا وبريطانيا الجانب الأسترالي في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية.
وقد أعربت بكين والعديد من الدول الأخرى مرارا عن "شواغلها بشأن نقل مواد الأسلحة النووية في إطار الاتفاق الثلاثي".
ونوهت بكين أن معارضتها تأتي في إطار جهود حماية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في حين أعربت العديد من دول العالم عن مخاوفها العميقة بشأن مخاطر الانتشار النووي بسبب اتفاق "أوكوس".
يذكر أن روسيا كانت قد أعربت عن تأييدها المبادرة الصينية لإدراج موضوع نقل المواد النووية في إطار تحالف "أوكوس" على جدول أعمال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث ترى "مشكلة" في نقل المفاعلات النووية البحرية إلى دولة غير حائزة للأسلحة النووية.
وقال ميخائيل أوليانوف، الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، "المشكلة مع "أوكوس" هي أنه لأول مرة، سيتم نقل المفاعلات النووية البحرية من قوتين نوويتين إلى دولة غير حائزة للأسلحة النووية. هناك حاجة إلى عملية حكومية دولية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل هذه المشكلة. تحتاج أوكوس إلى البدء في الإجابة على أسئلتنا".
وأضاف أن موسكو تدعم "بشكل كامل" مبادرة "أصدقاءنا الصينيين لإدراج بند على جدول أعمال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مخصص لمشروع أوكوس للغواصات"، وحث أوليانوف على "الحفاظ على مناقشة مناسبة داخل هيئات الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.