شارك العميد يحيى محمد عبدالله صالح - عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، في أعمال الدورة الـ 32 للمؤتمر القومي العربي المنعقدة في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الفترة 30- 31 يوليو 2023م، بمشاركة 180 شخصية عربية من 17 قطرا.

ترأس جلسة الافتتاح الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور الذي رحب بالمشاركين قائلا: "قامت تجربة هذا المؤتمر على جملة أسس هي التي تفسر قدرته على الاستمرار كل هذه السنوات رغم الحصار الذي كان يتعرض له ورغم شيطنته تحت عناوين مختلفة واحيانا متعاكسة، ولكن هذه الأسس هي المبدئية، الاستقلالية، الموضوعية، الاستشرافية، الالتزام بالمشروع النهضوي العربي وعناصره الستة دون ان نقايض أي منها بالآخر، بالإضافة الى دفاعنا عن المقاومة في فلسطين وفي اكناف فلسطين لا سيما في لبنان، حيث عقدنا اكثر من مؤتمر لدعم المقاومة لبنان ورفض وصمها بالإرهاب".

أضاف: "كذلك اعتبرنا المقاومة الضمان للاستقلال الوطني والقومي ودفاعنا عن الديمقراطية والمشاركة باعتبارهما ضمانة الوحدة الوطنية في كل قطر وسبيل تحقيق الوحدة العربية على مستوى الامة، واكدنا على العدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة كشرطين للنهوض الاقتصادي والاجتماعي، وحرصنا على التجدد الحضاري في اطار الحفاظ على تراث الأمة وحضارتها والانفتاح على روح العصر".

وختم بشور: "على مدى 32 عاما كان للمؤتمر مواقف ومبادرات في كل قضايا الامة لا سيما في قضية فلسطين حيث رفض كل الاتفاقيات والمشاريع من مدريد الى أوسلو الى وادي عربة وقبلهما كمب ديفيد وغيرها، كما رفض مشاريع التطبيع على أنواعها، ورفض التنازل ولو عن شبر واحد من ارضنا المحتلة في فلسطين في الجولان وجنوب لبنان، وقد كان للمؤتمر مع شركائه في المؤتمر العربي العام (المؤتمر القومي الإسلامي، المؤتمر العام للأحزاب العربية، مؤسسة القدس الدولية والجبهة العربية التقدمية) كان للمؤتمر مبادرات ومواقف شاركتم بها جميعا وعقدنا ملتقيات هامة جدا وكان لنا مواقف إزاء الازمات المتعددة التي مرت بها الامة ولا تزال، مواقف تتبنى المطالب المشروعة لابناء الامة وتقاوم الاجندات المشبوهة التي تستغل هذه المطالب لتمزيق الامة والاجتماع ولتدمير الأوطان والجيوش. وكان المؤتمر يرى كل ازماتنا بعدان بعد خارجي يجب مقاومته وبعد داخلي ينبغي معالجته، وان افضل الطرق لمقاومة البعد الخارجي تبدأ بمعالجة البعد الداخلي وما يتطلبه من مراجعة ومشاركة ومصالحة. لذلك حرص المؤتمر على بناء جسور التفاهم والتكامل بين اقطار الامة وداخلها، وبين الامة وجوارها الحضاري مدركا ضرورة بناء الكتلة التاريخية لمواجهة التحديات وتحقيق التكامل العربي الإسلامي الإقليمي كشرط لبنان قوة تجعل لأمتنا والاقليم مكانة في عالم يتشكل من جديد".

صباحي

ثم تحدث أمين عام المؤتمر القومي العربي حمدين صباحي (مصر)، فقال: ينعقد المؤتمر هنا على ارض لبنان التي أوجه الشكر للبنان الذي رغم الحصار والافقار لا زال واحة للمؤتمر القومي العربي ولمخيم الشباب القومي العربي فشكرا لشعبه العظيم ولقواه الحية".

أضاف: "ان العنوان الذي اخترتموه لهذه الدورة هو (جنين) أي أننا نختار الأمل، نختار الانحياز لقدرة هذه الامة، نختار الانتماء الى اجمل ما فيها واعز ما فيها، واعظم ما فيها، المقاومة وروح الاستشهاد والإصرار على النضال والتمسك بالحقوق التاريخية لامتنا والقدرة على ان نبذل دما وعرقا وفكرا وعملا من اجل مقاصد هذه الامة في الحرية والاستقلال الوطني في العدالة الاجتماعية في التنمية المستقلة في الوحدة العربية في الديمقراطية وصون حقوق الانسان وإقامة دولة القانون في التجدد الحضاري وهي كلها محاور مشروعنا النهضوي العربي الذي تبناه هذا المؤتمر ونضال طيلة ثلث قرن من اجل الاقتراب منها".

وتابع: "نعاني واقعا مرا، نعاني من نظام عربي رسمي هش، نعاني من تغول المهيمنين من أعداء الامة، نعاني من تفكك وانكسار في لحمة النسيج العربي، نعاني حتى من تهديد الدولة القطرية في ذاتها التي تحاك لها مؤامرات الانقراض، نعاني من تهميش الفقراء وغنى الأغنياء، من سوء توزيع الثروة ومن انعدام العدالة، نعاني من المظالم، نعاني من السجون المفتوحة لأصحاب الرأي من السجناء السياسيين في كل قطر عربي، لكن هذه الامة رغم ما ينزف من ثروتها، ويهدر من امكانياتها ويحبس من مناضليها وأصحاب الفكر فيها، لا زالت قادرة رغم ما تعانيه على ان تلهمنا املأ لا يتبدد عنوانه رأيتموه كل يوم في المقاومة في فلسطين وغزة والقدس في جنين، ورأيتموه في لبنان وفي اكثر من بلد عربي وسمعتم صوته من مصر العظيمة بتوقيع واحد ممن ولدوا في ظلال كمب ديفيد فأردى الصهاينة الشهيد محمد صلاح وستسمعونه مرارا، لأن هذه الامة جبلت على ان تحترم تاريخها وعلى ان تتمسك بهويتها وحقوقها وستبذل ما تستطيع حتى تحقق ما يليق بها من نصر".

وعن فلسطين قال صباحي: "اننا لن نفرط في قضية فلسطين كأمة عربية ومعنا كل العالم الإسلامي واحرار العالم لأن فلسطين قضية إنسانية أخلاقية سنناضل من اجلها وسنسعى لكي نحقق حلم امتنا التي بذلت عبر 80 عاما من اجل ان تصل الى غايتها".

السفياني

كما تحدث رئيس المؤتمر العربي العام المنسق العام للمؤتمر القومي/ الإسلامي خالد السفياني (المغرب)، فأشار الى ان "المؤتمر العربي العام هو وليد مكونات وفي مقدمها المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر العربي العام هو أداة تجسد الى حد ما بشكل مصغر فكرة الكتلة التاريخية التي ناقشنا ونناقشها ونعتبرها أساسية في معركتنا من اجل تغيير ومن اجل تحقيق هذه الامة".

أضاف: "انه لقاء يضم المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية والجبهة العربية التقدمية يضم كل هذه المكونات ويعمل على تجسيد العمل المشترك من خلال الحوار بين مكوناته، هذا الحوار الذي اثبت ان في امكان الامة ان تتوحد، قد نراه نموذجا مصغرا لكنه نموذج يؤكد سلامة كل التحاليل التي يقدمها المؤتمر القومي العربي في شأن وحدة هذه الامة، وطبعا انتم ومن خلالكم كل قيادات المؤتمر القومي العربي لكم الفضل في انجاز مجموعة كبيرة من الفعاليات والمقررات والمؤتمر العربي العام بالإضافة الى كل الفعاليات انجز الكثير على مستوى الامة من صفقة القرن ومناهضة التطبيع وموضوع الاسرى بالنسية لفلسطين ودعم فلسطين، بالنسبة للمقاومة ودعم خيار المقاومة على مستوى الامة من القضايا التي نظمت من اجلها ملتقيات وأصدرت مقررات وإنجاز العديد منها. لكن نعتبر ان انجاز جزء بشكل جماعي شيء مهم ومهم جدا، اذن هذا المؤتمر العربي العام الذي يضم كل هذه المكونات يعتبر ان الحوار أساسي وانه من خلال الحوار يمكن ان ننجز الشيء الكثير، كم يجسد ايمان امتنا بأن قضية فلسطين ليست قضية تضامن ، فنحن لا نتضامن مع انفسنا، قضية فلسطين نحن منخرطون فيها ، في العمل من اجل تحريرها كل فلسطين".

من جانبه ادلى العميد يحيى صالح بمداخله في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال فيها : الرفيقات والرفاق أعضاء المؤتمر القومي العربي، تطرق الأخ الأمين العام حمدين صباحي في كلمته وكذلك عدد من الأعضاء عن خطورة ما تتعرض له الأقطار العربية من محاولات تقسيمها ومن بين هذه الدول اليمن .
فمنذ عام 2011 خلال ربيع أوباما - هيلاري ، تعرض اليمن الى تدمير من خلال قيام بعض الأطراف السياسية بالقيام بممارسة الأنتقام والأقصاء والتهميش وصولاً الى إجتياح صنعاء عاصمة اليمن عام 2014 .
وصولاً الى الى العدوان على اليمن في مارس 2015 وما أفرز هذا العدوان من مآسي على الشعب والوطن اليمني وأدى ذلك التدخل الخارجي في اليمن إلى إنتشار جماعات مسلحة وكيانات تدعو الى تشطير اليمن ليس الى شطرين وإنما الى يمنات متعددة متحاربة ، حيث أصبحت القوى السياسية اليمنية لا تملك مشروعاً وطنياً مشتركاً ولأنها أصبحت مسلوبة القرار .
لا شك أن الملف الانساني يحمل أهمية بالغة خصوصاً وأن هناك عدد من الأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الصهيونية ، وفي الوقت نفسه هناك معتقلين سياسيين ومواطنين عرب في السجون والمعتقلات العربية بصورة تعسفية دون توجية لهم أي تهمه ودون وجه حق أو ذنب أقترفوه .
لهذا علينا المطالبة لإطلاق سراحهم وأن لا يحملوا أحد ذنب ليس له فيه يد .
حنبعل القذافي مثالاً
ولا تزروا وازرة وزر أخرى .

وكان العميد يحيى صالح قال في تصريح صحفي إن هذا المؤتمر يعبر عن روح الجماهير، طبعاً من ضمن القضايا التي سيتم مناقشتها، القضية المركزية لاشك هي القضية الفلسطينية، وسيتطرق وفقاً لأهدافه (الوحدة العربية) والحفاظ على الوحدة القطرية لكل قطر عربي، وكما تعلمون ان اليمن يتعرض إلى محاولات للتشطير والتقسيم وطبعاً سيتضمن بيان المؤتمر ومناقشات المؤتمر ومداولاته ما يتعرض له اليمن والأقطار العربية من محاولات للتقسيم والتشطير.
كذلك سيناقش ما يتعرض له المعتقلين، طبعاً نحن دائماً ندين الإعتقالات التي يقوم بها الكيان الصهيوني للمناضلين الفلسطينيين، ولكن أيضاً في نفس الوقت علينا أن نعترف أن هناك أنظمة عربية تقوم بإعتقال سياسيين ولم تقدمهم لأي محاكمة وهذه أفعال مدانة من جميع أعضاء المؤتمر القومي العربي، ولهذا نعلن تضامننا مع كل المعتقلين السياسيين في الأقطار العربية خصوصاً أولئك الذين لم توجه لهم أي تهمة وبالذات أولئك الذين تم اعتقالهم لأسباب كيدية أو إنتقامية.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.