تشهد محافظة إب اليمنية، الواقعة وسط البلاد، ازديادًا مقلقًا في انتشار وباء الكوليرا خلال الأسابيع والأيام الماضية، حيث أفادت مصادر طبية في المحافظة بتسجيل عشرات حالات الوفاة ومئات الإصابات في مختلف مديريات المحافظة.
وأوضحت المصادر أن المستشفيات والمراكز الصحية تُواجه تدفقًا هائلًا للمرضى من مختلف أنحاء إب، يعانون من أعراض الكوليرا الحادة، والتي تشمل الإسهال الشديد الذي قد يُفضي إلى الجفاف والموت في حال عدم تلقي العلاج الفوري.
وبيّنت المصادر أن الموجة الثانية من تفشي الكوليرا في إب حصدت أرواح العشرات، كان آخر ضحاياها رجل وامرأة في مديرية مذيخرة جنوب غرب المحافظة.
وأشارت إلى أن أعداد الإصابات قد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ مطلع يوليو الجاري، مؤكدةً أن أغلب المصابين هم من الأطفال وكبار السن، الفئات الأكثر ضعفًا أمام مضاعفات المرض.
ولفتت المصادر إلى أن تفاقم أزمة الكوليرا في إب يأتي في ظل صمت مريب من قبل جماعة الحوثيين المسلحة، التي تُسيطر على المحافظة، حيث فرضت حظرًا على الأطباء والإدارات الصحية من التحدث عن تفشي الوباء أو الإدلاء بأي معلومات حول أعداد المصابين والوفيات.
وتُعزى ازدياد حدة تفشي الكوليرا في إب إلى انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل في المحافظة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ناهيك عن انعدام النظافة وانتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع، مما يُوفر بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا.
وتُعد محافظة إب من أكثر المحافظات اليمنية تأثرًا بالأوبئة، حيث تُسجل سنويًا مئات حالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالماء، وذلك بسبب استمرار الحرب وانهيار البنى التحتية وتردي الأوضاع المعيشية.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية قد حذرت مؤخرًا من ازدياد خطر تفشي الكوليرا في اليمن، حيث سجلت أكثر من 113 ألف حالة إصابة بالمرض منذ مطلع العام الجاري، أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين.
وتُناشد المنظمات الدولية كافة الجهات المعنية، خاصةً جماعة الحوثيين، إلى رفع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الطبية والإنسانية، والعمل على تعزيز جهود مكافحة الكوليرا ومنع انتشاره، حفاظًا على حياة المدنيين في اليمن.

حول الموقع

مركز الإعلام التقدمي مؤسسةٌ إعلاميَّةٌ تابعة لـ(ملتقى الرقي والتقدم) تُعنى بخلق ثقافة وطنية مدنية علمانية.